Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هكذا بدت صورة "التيار الوطني الحر" والحكومة "مكسورة" في الإعلام العالمي

مشكلة معظم الدول مع لبنان أنه يحتضن "حزب الله"

مشاركة الوزير السابق جبران باسيل في مؤتمر دافوس فضحت عزلة لبنان الدولية (رويترز)

عبرت مصادر سياسية عن قلقها تجاه غياب النشاط الدبلوماسي العربي والدولي عن الساحة اللبنانية، ما يعكس صورة غير مشجعة عن نظرة الحكومات في العالم تجاه تموضع لبنان السياسي والذي عكسه أخيراً تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب مشاركة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في مؤتمر "دافوس" العالمي.

ورأت أن معظم دول العالم كانت مشكلتها مع لبنان أنه يحتضن "حزب الله" الذي تصنفه مجموعة كبيرة من دول العالم تنظيماً إرهابياً يسعى للسيطرة على لبنان ليلاقي المشروع التوسعي الإيراني في الشرق الأوسط، "إلا أنه بعد بروز الدور الكبير للتيار الوطني الحر في السنوات العشر الأخيرة، بات العديد من الدول يعتبره شريكاً أساساً لحزب الله وواجهة لنشاط الحزب السياسي والعسكري في المنطقة، وأحد أبرز منظومات الفساد في لبنان".

أضافت أن مشاركة باسيل الأخيرة في المؤتمر كشفت بوضوح النظرة الدولية تجاه "العهد" الذي يعتبر باسيل أبرز أركانه، مشددة على أنه في الوقت الذي يرى المجتمع الدولي في "حزب الله" عاملاً إقليمياً لتقويض سيادة الدولة اللبنانية وتهديد استقرار المنطقة، بات يرى بـ "التيار الوطني الحر" عاملاً من عوامل الفساد المستشري في لبنان، مؤكدة أن المقابلة الشهيرة التي أجراها مع الإعلامية في شبكة "سي إن بي سي" الأميركية هادلي غامبل، شكلت فضيحة بامتياز حول "عالمية الفساد" في لبنان وصورته التي تحطمت خلال السنوات الأخيرة أمام المجتمعات الدولية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حملة صهيونية"

وكانت نائبة رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون السياسية مي خريش، قد اعتبرت أنّ الحملة القائمة ضدّ مشاركة رئيس "التيار" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، بـ "منتدى دافوس الاقتصادي 2020"، هي "حملة صهيونية"، متّهمة كل من يعارض مشاركة باسيل في "دافوس" في لبنان بأنه "متآمر ومشارك في الحملة الصهيونية"، الأمر الذي استدعى رداً عنيفاً من قبل الإعلامية الأميركية هادلي غامبل التي أكدت أنها تلقت عدداً كبيراً من الرسائل الرافضة لأن يمثل باسيل لبنان في مؤتمر "دافوس"، باعتباره "جزءاً من الحكومة التي عززت الفساد في ظل استمرار الاحتجاجات ومسلسل العنف ضد المتظاهرين، والذي لم تتم الإضاءة عليه في الإعلام الدولي".

باسيل وحيداً... في المقهى

وفي السياق نفسه، يشير الناشط السياسي في الجالية اللبنانية بسويسرا فرانكو عبد القادر الذي شارك ببعض فعاليات منتدى "دافوس" الدولي بصفته رئيساً لمنظمة حقوقية، إلى أن مشاركة باسيل في المؤتمر فضحت عزلة لبنان الدولية، إذ لم يستطع لقاء أي مسؤول أوروبي أو غربي على هامش المؤتمر وذلك على عكس ممثلي دول العالم الذين كانوا يقومون بلقاءات ونقاشات مستمرة، وأضاف "جبران باسيل في دافوس كمن يزور روما ولا يرى البابا".

وكشف عبد القادر "أن باسيل حاول الدخول إلى المنتدى الاقتصادي العالمي بصفته مستشاراً لوزير الخارجية كونه لم يعد وزيراً بعد استقالة الحكومة"، مؤكداً أن باسيل كان موجوداً معظم الأوقات في أحد المقاهي ضمن المجمع الضخم القريب من مركز المنتدى وانحسرت لقاءاته مع مرافقيه وعدد من مرافقي المسؤولين الدوليين الذين لم يتمكنوا من دخول المنتدى"، وأعرب عبد القادر عن تأسفه من أن يظهر لبنان بهذا الحضور الهزيل وهذه العزلة التي لم يعهدها سابقاً في أي مرحلة من تاريخه، مضيفاً "مشاركة باسيل كانت بهدلة عالمية للبنان".

صمت عربي

في المقابل، لاحظت مصادر سياسية لبنانية صمتاً عربياً "مدوياً" تجاه الحكومة، إذ لم يصدر أي موقف حاسم يرحب بتشكيل حكومة حسان دياب الجديدة أو يبدي صراحة النية بالعمل معها، مضيفاً "المواقف الديبلوماسية الرسمية التي تصدر عن سفراء الدول في لبنان هي مجاملات بروتوكولية ولا تعكس حقيقة الموقف الرسمي". ورأت أن هذه الحكومة قضت على إمكانية إجراء خرق على مستوى تحسن العلاقات العربية مع لبنان، سائلة إلى أين ستتوجه الحكومة اللبنانية التي تسعى إلى استدانة حوالى خمسة مليارات دولار للبدء بعملية تحريك جزئي للاقتصاد وخصوصاً أن الوزراء الجدد استلموا وزارات مفلسة تماماً.

أضافت أن فريق "العهد" كان يعول على وديعة قطرية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، إلا أن آخر المعلومات أشار إلى أن القطريين تراجعوا نتيجة ضغوطات أميركية كون الإدارة الأميركية كشفت أن هذه الوديعة هي تمويل غير مباشر لـ "حزب الله".

أوراق التفاوض!

واعتبرت المصادر نفسها أن "العهد" وحكومته باتا مفلسين تماماً ومعزولين دولياً عن المجتمعين العربي والدولي، وبالتالي لم يعد أمامهما خيارات لاسترضاء الخارج سوى التخلي عن بعض الأوراق التي يحتجزها "حزب الله"، سواء قضية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أو قضية وجود الحزب في سوريا وإعادة تموضعه وفق خريطة التسويات الجارية هناك، إضافة إلى ورقة العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري والذي تطالب الولايات المتحدة باسترداده كونه مواطناً أميركياً.

وأشارت إلى أن الحزب قد يسلّف هاتين الورقتين إلى حكومة دياب لتعويمها أمام الرأي العام المحلي والدولي، وإعطائها بعداً سيادياً تكون قادرة على استثماره، مشددة على أن "حزب الله" مستعد لإعطاء دفع لحسان دياب كان سابقاً محجوباً عن الرئيس سعد الحريري.

حرب "ثورية"

من ناحية أخرى، توقع الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية بيار عيسى، عودة الحراك الشعبي بزخم خلال الأسابيع المقبلة نتيجة سياسة "إدارة الظهر" التي تتبعها السلطة السياسية تجاه الشعب اللبناني المنتفض، والذي أحيا مرور 100 يوم على ثورته ضد الفساد والقهر والظلم.

وتوقع اندفاعة جديدة للانتفاضة الشعبية بدءاً من منتصف الشهر المقبل نتيجة اشتداد الأزمة الاقتصادية وحدّة الانهيار المالي الذي يعاني منه الاقتصاد اللبناني، كاشفاً عن تزايد كبير في وتيرة المؤسسات التي تقفل أبوابها وتسريح العاملين لديها ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق بنسبة البطالة والفقر بالتوازي مع ارتفاع حاد للأسعار والمواد الاستهلاكية.

وعن العنف الذي رافق التظاهرات الأخيرة ولاسيما أمام مجلس النواب، رأى عيسى أن الإدارة الخاطئة وسياسة صم الآذان تجاه الراي العام اللبناني أوصلت الأمور إلى مرحلة الصدامات، معلقاً على التحصينات التي يتم تشييدها بمحيط المجلس النيابي والقصر الحكومي بأنها جدران الخوف والانعزال عن الشعب، مؤكداً أن تلك الجدران لن تحمي سلطة باتت ساقطة أمام شعبها.

وانتقد استمرار الطبقة السياسية باستنساخ نفسها في الحكومة عبر مستشاري ومساعدي رؤساء الأحزاب نفسها في محاولة لتجميل الحكومة وإظهارها مستقلة أمام الراي العام المحلي والدولي، مؤكداً أن كل ما تقوم به هذه السلطة بات مكشوفاً أمام المواطن الذي بات مدركاً للأمور ويستشعر التحرك ميدانياً للرد على ممارسات السلطة. واستشهد عيسى بأقوال أحد المفكرين للقول "الحرب هي استكمال للسياسة بشكل أو آخر، في حين أن الأمر معاكس في لبنان إذ إن أمراء الحرب والطوائف يستكملون الحرب الأهلية بالسياسة"، خاتماً بالقول "بمجرد تشكيل حكومة حقيقية مستقلة وتضم اختصاصيين فعليين تنتهي الحرب بين السلطة والشعب"

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي