بعد عام شهد العالم فيه بلوغ المدى الحقيقي لحال الطوارئ المناخية وتزايد التهديدات باحتمال وقوع حرب عالمية، من المقرّر أن يعلن العلماء وقادة سياسيّون ومن ذوي المكانة، حكمهم هذا الأسبوع على مدى اقتراب الكوكب من وقوع كارثةٍ عالمية. فعلى مدى أكثر من 70 عاما، كانت "ساعة انتهاء العالم" تشير إلى احتمال وقوع كارثة على مستوى الكوكب من صنع الإنسان، يمكن أن تهدّد بتدمير الإنسانية.
وكان قد تمّ ضبط عقرب الدقائق أصلاً في العام 1947 على الرقم سبعة بين منتصف ليل وآخر، على أن يكون هذا هو الموعد المفترض لوقوع كارثةٍ على مستوى العالم. وتقدّم عقرب الساعة وتأخّر ثلاثاً وعشرين مرّة في السنوات التي تلت ذلك. ويحدّد المسؤولون في "نشرة علماء الذرّة"، وهي منظّمة لا تتوخّى الربح تهتمّ بقضايا الأمن العالمي، الوقت على الساعة من خلال مراقبة عددٍ من العوامل، بما في ذلك خطر وقوع حرب نووية أو تغيّر حادّ في المناخ، وهذان الجانبان يشكّلان تهديداً للبشرية.
ومن المقرّر أن يجتمع المسؤولون عن النشرة يوم الخميس، للإعلان عمّا إذا كان عقرب الدقائق في ساعة الخطر سيقترب إلى مسافة خطوة واحدة من منتصف الليل.
ما هو الوقت الآن على "ساعة نهاية العالم"؟
تشير ساعة "انتهاء العالم" إلى توقيت دقيقتين قبيل منتصف الليل، للسنة الثانية على التوالي في العام 2019. وقد تحدّثت منظّمة "نشرة علماء الذرّة" عن نشوء "وضع شاذّ جديد" من التهديدات الوجودية، يرتبط بالأسلحة النووية وبتغيّر المناخ. وحذّر بيان صادر عن المنظّمة من أن "الإنسانية تواجه الآن تهديدين وجوديّين متزامنين، أحدهما مثير للقلق الشديد ويستدعي اهتماماً فورياً من دول العالم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت هذه "التهديدات الرئيسية سواء الأسلحة النووية أو تغيّر المناخ قد تفاقمت في العام الماضي بسبب الاستخدام المتزايد لحرب المعلومات في تقويض الديموقراطية في جميع أنحاء العالم". وتضيف "نشرة علماء الذرّة" بأن قلّة الحركة لم تكن مدعاةً للارتياح، مطالبةً قادة العالم بـ"البحث عن التغيير، وبأن يقوم المواطنون بطلب ذلك من المسؤولين عنهم."
هل سبق أن اقترب العالم إلى هذه المسافة من منتصف ليل البشرية؟
نعم، لكن ذلك حدث مرّةً واحدة فقط في العام 1953 خلال الحرب الباردة. ويمثّل الوقت الراهن جزءًا من التحرّك نحو زيادة المخاطر في الأعوام الأخيرة، بعد تحرّك عقارب ساعة "يوم انتهاء العالم" إلى الأمام في العام 2015 (إلى ثلاث دقائق)، ومرّةً أخرى في العام 2017 (إلى دقيقتين ونصف).
وكان عقرب الساعة أيضاً بعيداً جدّاً عن منتصف الليل في السابق، بحيث تمّ تسجيل أكبر عدد من الدقائق ابتعاداً عن منتصف الليل في العام 1991 ليصل إلى 17 دقيقة. وخلال معظم فترة تسعينيّات القرن الماضي، ظلّ عقرب الساعة على بعد 10 دقائق على الأقل من منتصف الليل بعد نهاية الحرب الباردة.
هل يمكن أن تتحرّك الساعة إلى الأمام؟
من المتوقّع أن تعلّل منظّمة "نشرة علماء الذرّة" سبب قرارها الخميس، لكن يبدو أن من غير المحتمل أن تعود الساعة إلى الوراء هذه السنة. فمع حرائق الغابات المدمّرة في أستراليا، وتصاعد التوتّرات بين الولايات المتّحدة وإيران، وتجدّد التهديدات بإجراء تجارب نووية من قبل كوريا الشمالية، لا يبدو العالم أكثر أماناً ممّا كان عليه قبل نحو إثني عشر شهرا.
وعلى الرغم من أن قادة العالم قد بدأوا بإلحاحٍ أكبر مناقشة تغيّر المناخ، فقد كان هناك تقدّم ضئيل في الاتّفاق على تدابير مفصّلة لحماية البيئة والحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري. ومن المرجّح أن يظل عقرب الدقائق في مكانه أو أن يتحرّك إلى الأمام، ما يضع الإنسانية عند أقرب نقطةٍ من فناء الكوكب منذ تاريخ وضع ساعة القياس هذه.
من يضبط ساعة انتهاء البشرية؟
يتم تحديد الوقت على الساعة من جانب "مجلس العلوم والأمن" التابع لمنظّمة "نشرة علماء الذرّة" بالتشاور مع "مجلس رعاة النشرة"، وهو مجموعة من المستشارين تضمّ نحو ثلاثة عشر شخصاً من حائزي "جائزة نوبل" للسلام.
وتشهد لقاءات يوم الخميس أيضاً إلقاء خطب من عددٍ من القادة السياسيّين السابقين مثل بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتّحدة، وماري روبنسون الرئيسة السابقة لإيرلندا، وجيري براون الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا.
© The Independent