Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع مبيعات أعياد نهاية العام يعزز فرص خفض سعر الفائدة في بريطانيا

الأخبار المخيبة للآمال تؤدي إلى بيع الجنيه الاسترليني بأسعار منخفضة

حجم المبيعات خلال أعياد نهاية العام لم يرقى إلى مستوى التوقعات (رويترز)  

أدّى تراجع غير متوقّع في مبيعات المخازن في شوارع التسوق البريطانية الرئيسة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى زيادة التوقّعات بأن "بنك إنجلترا" قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في نهاية الشهر الجاري لتحفيز الاقتصاد المتراجع.

وتقلصت أحجام مبيعات التجزئة بنسبة 0.6% على أساسٍ شهري في ديسمبر الماضي، وذلك بعد انحسارٍ شهري بنسبة 0.8% في نوفمبر (تشرين الثاني)، ليصل النمو السنوي إلى 0.9% فقط. وكان ذلك هو الشهر الخامس على التوالي الذي لا يحقق فيه الاقتصاد أي نمو على الاطلاق، وهي ظاهرة لم تُسجّل منذ سبعينيّات القرن الماضي.

وهبط الإنفاق إلى حدّ كبير في جميع المجالات، لكنه كان ضعيفاً بشكل خاص في المتاجر الكبرى ومحلات الملابس. أما القطاعات الوحيدة التي سجّلت نموّاً فكانت المبيعات عبر الإنترنت والوقود.

وكان اقتصاديّون قد توقّعوا زيادةً شهرية في المبيعات بنسبة 0.5%، كما أدت الأخبار المخيّبة للآمال إلى بيعٍ  الجنيه الإسترليني مرة أخرى بأسعار منخفضة  كانت أقل من 1.30  دولار، فيما راهن المتداولون على أن لجنة السياسة النقدية التابعة لـ "بنك إنجلترا" ستقرر خفض أسعار الفائدة.

ورأى توماس بو، وهو خبير معني بالاقتصاد البريطاني في مؤسّسة الأبحاث المالية "كابيتال إيكونوميكس"، أن "موسم عيد ميلاد هذه السنة لم يكن مليئاً بالبهجة بالنسبة إلى تجّار التجزئة.. ولن يُلام عدد من هؤلاء التجّار إذا تساءلوا عمّا إذا كانوا قد شعروا بعيد ميلاد على الإطلاق." وأوضح أن حجم المبيعات انخفض بنسبة 0.9% على أساس الربع السنوي، وهو المعدّل الأسوأ منذ قرابة ثلاثه أعوام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف الخبير بو قائلاً إن "الانخفاض الواضح في مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر، على الرغم من التحفيز المحتمل الذي تلقّته من خلال إطالة أمد تنزيلات "يوم الجمعة الأسود"، لا ينعكس إيجاباً في ما يتعلّق بنمو الناتج المحلي الإجمالي في ديسمبر، ويمكن أن يدفع بلجنة السياسة النقدية إلى تخفيض أسعار الفائدة في نهاية الشهر الجاري".

وأشار ريتشارد ليم الرئيس التنفيذي لشركة "ريتايل إيكونوميكس"  للاستشارات، إلى أن الأرقام رسمت صورة "قاتمة للغاية" عن تجارة خلال عيد الميلاد في المملكة المتّحدة، وخصوصاً بالنسبة إلى قطاع المواد الغذائية، مرجّحاً أن ذلك قد يسهم في حصول انكماش كلّي للاقتصاد في الربع الأخير من العام 2019.

وذكر ليم  أن المستهلكين ظلّوا بوضوح حذرين للغاية في إنفاقهم على المواد الأساسية، على الرغم من وجود أدلّة على أن الوضع المالي للأسر هو أشد استقراراً. وقال إن " ميل المتسوّقين إلى الإنفاق ظلّ ضعيفاً بسبب الغموض السائد بما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي إضافةً إلى الضعف الذي يعاني منه الاقتصاد، ما أدى إلى تراجع شديد في الثقة لديهم".

وعسكت هذه الأرقام استطلاعاً متشائماً أجرته مؤسسة "بريتيش ريتايل كونسورتيوم"  المهتمة  بتجارة التجزئة، أظهر الأسبوع الماضي أن المتاجر سجلت في عام 2019 أسوأ أداءٍ سنوي لها منذ نحو ربع قرن على الأقل.

في هذه الاثناء، توّجت أرقام يوم الجمعة  الماضي موسماً متواضعاً بالنسبة إلى تجّار التجزئة الذين شهدوا تحذيراتٍ كثيرة تتعلّق بمشكلة الأرباح. وأفاد متجر "جون لويس" الشهير بأن مبيعاته انخفضت بنسبة 2% على أساسٍ سنوي في الأسابيع السبعة الأخيرة حتى الرابع من يناير (كانون الثاني) الحالي، منبّهاً إلى إمكان تخفيض مكافآت موظّفيه لهذه السنة. ويبدو أن "بيلز" وهو أحد أقدم مجموعات متاجر البيع في المملكة المتّحدة، على وشك الانهيار، بينما بدأت "مجموعة أركاديا" التي تملك متاجر "توب شوب" و"توبمان" و"دوروثي بيركنز"، بإغلاق عددٍ من محلاّتها.

وانخفضت المبيعات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة حتى ديسمبر الماضي، بنسبة 1% عن الربع السابق من عام 2019. وأشار "مكتب الإحصاء الوطني" إلى أن هذا الوضع من شأنه أن يساهم مساهمة سلبيةً بمقدار 0.05 نقطة مئوية في نمو إجمالي الناتج المحلي.

وأظهرت الأرقام الرسمية الصادرة يوم الإثنين الماضي أن الاقتصاد ككل قد انكمش بنحو 0.3% في نوفمبر ما أدى إلى إبقاء معدّل النمو المتواصل لمدة ثلاثة أشهر عند عتبة 0.1% فقط. أما معدّل التضخم السنوي لشهر ديسمبر، فقد دلّ على انخفاض من 1.5% إلى 1.3% ، ما يعتبر أقلّ من الهدف الذي وضعه "بنك إنجلترا" وهو 2%.

© The Independent

المزيد من اقتصاد