Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يعكس مساره التصاعدي نحو التراجع وسط تذبذب الأسعار

توقّعات بعودة استئناف إنتاج النفط في المنطقة المقسومة بين السعودية والكويت

جانب من مصفاة النفط في رأس تنورة السعودي. (رويترز) 

أكّد خبراء في شؤون النفط أن تراجع الأسعارعن مسارها التصاعدي من أعلى مستوى لها في 2019 مع تأكيدات خفض منتجي "أوبك" ومن خارجها هو مسار عكسي، حيث سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تراجعاً من 56.39 دولار للبرميل  اليوم، إلى 56.16 دولار للبرميل، في حين بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 66.41 دولار للبرميل، بانخفاض أربعة سنتات، وإن كانت إلى الآن ليست بعيدة كثيراً عن أعلى مستوى في 2019 البالغ 66.83، والذي سجلته الاثنين الماضي.

ويؤكّد الخبراء بأنه على رغم الدعم الذي تلقته السوق من تخفيضات الإمدادات، إلا ان السوق عكست مسارها نحو التراجع  .الى ذلك، أعرب وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في تصريح له عن أمله في "وصول السوق للتوازن مع حلول أبريل (نيسان) المقبل،" مشيداً بإلتزام "أوبك" بإتفاق خفض المعروض العالمي وهو التزام "لا يرقى إليه الشك" حسب قوله.

وقال الفالح "سيكون أبريل (نيسان) معلماً مهماً على طريق استقرار السوق، بالحفاظ على درجة وثيقة من تماثل العرض والطلب ودفع المخزونات إلى المستوى الذي نريده، وهو حول متوسط خمس سنوات". وأضاف "ان السعودية ستتشاور وتضع معايير خطة معروض للنصف الثاني من العام خلال اجتماع أبريل (نيسان)".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانب آخر، قال خبير النفط د.مصطفى البازركان في اتصال مع اندبندنت عربية "ان تصريحات وزير النفط الروسي الأخيرة لا تعكس التزام الدول خارج أوبك بالقرار." وذكر "أن الوزير الروسي فاجأ السوق" بحجم خفض إنتاج بلاده "عندما قال ان روسيا خفضت 50 ألف برميل، وأنها قد تجاوزت 70 ألف برميل بعد ذلك ".

وأكد البازركان "إن تقرير أوبك الأخير بالتزام الدول بخفض الانتاج بنسبة 83 في المئة، ليس صحيحاً، وهو ما كشف عنه الوزير الروسي بالأرقام حيث كان الاتفاق على التزام روسيا بـ 250 الف برميل يومياً."

وذكر الخبير انه كان يتوقع أن "تتخطى أسعار النفط 70 دولاراً، مع التزام الدول بقرار خفض الانتاج، زائداً تعهد السعودية بخفض 500 ألف برميل يومياً، إلا أن ذلك لم يحدث." وتوقّع أن "تبقى أسعار النفط في التذبذب لفترة طويلة ".

 500 ألف برميل يومياً إنتاج المنطقة المقسومة

على صعيد آخر، توقع  وزير الطاقة السعودي خالد الفالح التوصل إلى اتفاق هذا العام لاستئناف إنتاج النفط من المنطقة المقسومة مع الكويت. وقال رداً على سؤال  في شأن الموعد المحتمل لتوصل البلدين الى اتفاق: "نأمل في حل هذا في 2019،" مضيفاً: "تحدوني الثقة بإمكان التوصل إلى تسوية خلال هذا العام ".

يُشار إلى أن استئناف الإنتاج من حقول النفط في المنطقة المقسومة قد يصل إلى 500 ألف برميل يومياً بين السعودية والكويت ،علماً بأن المنطقة المقسومة تصل مساحتها إلى 5770 كيلومتراً مربعاً على الحدود بين البلدين.

من جهته، قال الخبير الكويتي في شؤون النفط والطاقة  محمد الشطي لـ اندبندنت عربية انه "في مثل هذه الظروف وعلى أساس إحتياجات السوق، فإن عودة الإنتاج من المنطقة المقسومة يُعتبر تطوراً يضمن أمن الإمدادات في السوق النفطية، وذلك بسبب نوعية النفط الذي تحتاجه السوق ".

كما صرح خبير النفط الكويتي كامل الحرمي لـ اندبندنت عربية "إن إتفاق السعودية والكويت على عودة إنتاج المنطقة المقسومة من شأنه أن يُعزّز استقرار سوق النفط العالمية، وأن الحوار بين الجانبين سيدعم التعاون المشترك، وهو ما تنشده المنطقة." وحول تذبذب أسعار النفط اليوم، قال الخبير الحرمي "ان بقاء الأسعار فوق 60 دولاراً بات هو المعدل الواقعي للأسعار على رغم أنه يُعتبر سعر القاع، إلا أن الجميع يرى فيه إستقراراً حالياً، وقد لا تحتاج  السوق لتدخلات خارجية جديدة ".

ولدى سؤاله عن التوقّعات بارتفاع السعر فوق المعدل الحالي بدعم خفض إنتاج "أوبك" وخارجها،" أجاب: "إن حالة الإقتصاد العالمي قد لا تساعد في تحسن أسعار النفط إلى الأعلى، وذلك مع استمرار الخلاف التجاري الأميركي-الصيني، ومع الركود المخيّم على الأسواق العالمية، بالإضافة إلى تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تغريدات سياسية ساخنة وسريعة، ضد الدول المنتجة. بسبب كل ذلك، نرى هذا التذبذب في الأسعار."

  الهند تجتذب استثمارات في قطاعي النفط والبتروكيماويات

على صعيد متصل، قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو السعودية" اليوم "ان الشركة تُجري مباحثات مع ريلاينس إندستريز الهندية في شأن استثمارات محتملة وتسعى لفرص أخرى في البلاد." وكانت أرامكو قد وقعت اتفاقاً في أبريل (نيسان) مع كونسورتيوم من شركات تكرير هندية حكومية للمشاركة في مشروع مصفاة باستثمارات مقدارها 44 مليار دولار على الساحل الغربي للبلاد. وقال الناصر خلال جلسة نقاشية في نيودلهي "نتفقد استثمارات إضافية في الهند، لذا نُجري مباحثات مع شركات أخرى أيضاً، من بينها ريلاينس وغيرها."

وأضاف الناصر: "لسنا مقيدين بذلك الاستثمار الذي هو المصفاة العملاقة،" في إشارة إلى مشروع الساحل الغربي الذي سيعالج 1.2 مليون برميل من الخام يومياً وينتج 18 مليون طن من البتروكيماويات سنوياً."

و"ريلاينس إندستريز"، التي يسيطر عليها موكيش امباني أغنى رجل في آسيا، هي أكبر شركة للتكرير والبتروكيماويات في الهند، وتدير مصفاة تصل طاقتها الإنتاجية إلى 1.4 مليون برميل يومياً في غرب الهند. وتُخطط الشركة لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى مليوني برميل يومياً بحلول 2030، وفقاً للخطط التي أطلعت عليها الحكومة الهندية.

وتحرص السعودية، أكبر بلد مُصدر للنفط الخام في العالم، على التوسع أكثر في قطاعي التكرير والبتروكيماويات. وستوفر الهند سوقاً سريعة النمو للنفط والوقود، وهي بالفعل مشتر منتظم للنفط السعودي. وأضاف الناصر ان "الهند  تُمثل أولوية استثمارية لأرامكو السعودية فهي تشتري منا حالياً نحو 800 ألف برميل يومياً. وبحلول 2040 سيصل الاستهلاك الإجمالي الهندي إلى نحو 8.2 مليون برميل يومياً."

يُشار الى أن الهند هي ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم حالياً، ويصل حجم الطلب إلى 4.7 مليون برميل يومياً وفقاً لبيانات حكومية.غير أن "أرامكو" تواجه بالفعل تأجيلات في مشروع المصفاة، المزمع أن تُقام في ولاية ماهاراشترا غرب الهند، حيث رفض آلاف المزارعين التنازل عن أراضيهم لصالح المشروع. وكانت وكالة "رويترز" قد  أشارت الى أن حكومة ماهاراشترا تتطلع إلى تغيير موقع المصفاة.

المزيد من اقتصاد