Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تستحق النساء أكثر من نسخة مؤنثة من جيمس بوند؟

أريد أن أرى امرأة تقود تلك الأستون مارتن. وأريد أن أشاهد امرأة ترتدي بدلة نسائية رسمية في منتهى الأناقة وتعاشر رجال تعرفهم بالكاد ولا تعود تفكّر بهم إطلاقاً

ملصق فيلم "سكايفول" من سلسلة جيمس بوند (يوتيوب)

خلال مقابلة أجرتها مؤخراً، استبعدت باربارا بروكولي، منتجة سلسلة أفلام جيمس بوند منذ مدة طويلة، فكرة أن تلعب امرأة دور الجاسوس هذا يوماً ما.

وقالت بروكولي لمجلة فاريتي "هذه الشخصية قد تكون من أيّ عرق، ولكنها رجل. برأيي، علينا ابتكار شخصيات جديدة للنساء- شخصيات نسائية قوية. ولا يستهويني فعلياً أن أسند شخصية رجل إلى امرأة. أعتقد أنّ النساء أكثر إثارة للاهتمام بكثير من هذا".

أيّد بعض المعجبين تعليقات بروكولي إذ يبدو أنهم مقتنعون أن عدم إسناد دور بوند إلى امرأة أبداً هو فكرة رائعة. ويعتبرون أنّ النساء يستحقّن بالفعل أكثر من لعب أدوار أسندت إلى رجال قبلهنّ! ويجب أن يحظين بشخصياتهن الخاصة وسلسلاتهن الخاصة وأفلامهن الخاصة. ومن يهمّه أمر بوند عموماً؟

أتفهّم هذا الشعور لكن السؤال الذي يطرح نفسه أولاً هو: لم لا تحصل النساء على الأمرين؟ فهل علينا أن نختار واحداً من اثنين، إما "شخصيات نسائية قوية"- أصلية أو شخصية جوهرية بارزة تمثّل القلب النابض لسلسلة محبوبة؟ لكن الرجال لم يُحرموا من أيّ من هذين الخيارين. وحتى في سلسلة أفلام بوند، يستطيع الرجال أن يشاهدوا صورة عن أنفسهم من خلال الجاسوس الماهر ومن خلال أعدائه (يلعب رامي مالك دور الشرير في الفيلم المرتقب "لا وقت للموت"، فيما جسّد خافيير بارديم شخصية لا تُنسى حين أدى دور راوول سيلفا في فيلم "سكايفول" في العام 2012، وأُسند إلى كريستوف والتز دور إيرنست ستافرو بلوفيلد في فيلم "سبيكتر" (الطيف) الذي عرض في العام 2015- وهو دورٌ سيلعبه من جديد هذا العام). 

عندما نقول إنّ النسخة النسائية عن بوند ليست مهمة بما يكفي نتجاهل القوة الهائلة التي يعكسها تجسيد امرأة لدور العميل 007 المذهل. وسوف يشكّل هذا الدور إشارة إلى أننا شرّعنا الأبواب ودخلنا مناطق حُظرت علينا إلى الحين.

عندما أسمع أنّ حصولي على شخصيات خاصة بي أمر أكثر "إثارة وتشويقاً" تعود بي الذاكرة إلى طفولتي حين قيل لي إنني سأستمتع أكثر إن لعبت بلعبة مختلفة عن تلك التي رفض أحد إخوتي أن يعيرني إياها. ولكنني لا أريد اللعبة البديلة! أعترف بأنني أريد بعض الشيء أن أحصل على تلك "الشخصيات النسائية القوية" بعيدة المنال- طبعاُ، لم لا؟- لكنني أريد الشخصية الرئيسية أيضاً. أريد بوند. أريد أن أرى امرأة تقود تلك الأستون مارتن. وأريد أن أشاهد امرأة ترتدي بدلة نسائية رسمية في منتهى الأناقة وتشهر المسدّس بذاك الأسلوب الشهير. أريد امرأة تمارس الجنس مع رجال تعرفهم بالكاد ولا تعود تفكّر بهم إطلاقاً بعد أن تغتسل عقب الجنس. أريد امرأة تطلب شراب المارتيني مخفوقاً وليس محرّكاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا شكّ أنّ التقدم بالنسبة للنساء يعني أحياناً أن نشقّ دروباً خاصة بنا ونجد طريقنا في كافة المجالات. لكن أحياناً أخرى، ما يعنيه هذا التقدّم هو طلب –وحيازة- ما حصل عليه الرجال بالتحديد. وفي هذا السياق، تبدو سلسلة أفلام جيمس بوند المكان الأمثل كي يحصل هذا التبديل المفاجئ بين الجنسين لأنّه من المفترض أن تجسّد هذا الدور شخصيات مختلفة كليّاً بين مرحلة وأخرى. أتذكرون حين أسند الدور للمرة الأولى إلى دانيال كريغ، وهال الناس أن يلعب رجل أشقر الشعر دور العميل 007؟ لكننا تخطيّنا الموضوع معاً. وتشير النتائج إلى أن العالم لن ينهار إذا أُسند هذا الدور تالياً إلى امرأة.

وتحضر في ذهني الآن سلسلة "دكتور هو" طبعاً لسببين. أولاً، على غرار شخصية بوند، صُممت شخصية تايم لود كي يلعبها ممثلون مختلفون مع الوقت. وثانياً في شهر يوليو (تموز) 2017، أُعلن عن إسناد دور الدكتور في الفيلم المقبل إلى جودي ويتاكر- إمرأة في دور الدكتور! غضب البعض. فيما شعر آخرون وأنا منهم بالغبطة. بعد سنوات من تخصيص أدوار المرافقين إلى النساء، ها هي امرأة تتولى زمام الأمور في مركبة التارديس. كنت أبلغ من العمر 25 عاماً حينها لكن المراهقة التي في داخلي- التي وقعت بحبّ السلسلة حين أعيد إطلاقها في 2005- طارت من الفرح.

هناك سبب للشعور بأنّ جيمس بوند كإمرأة يبدو في غير محله. فبوند يتسم بالسليقة بالقوة والكفاءة كما أنّه –هلّا قلناها؟ - يتمتع بثقة جنسية. وكل هذه الصفات لا ننسبها عادة إلى النساء بسبب أفكار خاطئة.

يمثل تجسيد امرأة لشخصية جيمس بوند تجربة فكرية لافتة بالنسبة لمعجبي السلسلة من الرجال. إذ يُطلب من النساء أن يجدن انعكاساً لهنّ من خلال شخصيات رجال في الإنتاجات الخيالية أكثر مما يطلب من الرجال أن يتماهوا مع شخصيات نسائية. ألا تصدقونني؟ ما عليكم سوى النظر إلى الكتب التي وضعتها نساء، ويفترض أنها تتوجه إلى النساء (أياً كان معنى هذا التعبير) والتي تصنّف عادة في خانة "الأدب النسائي" عوض خانة "الأدب ببساطة". أو فكّروا ببساطة في أنّه عندما تكتب امرأة كتاباً وتسعى إلى إدخاله ضمن دائرة الأدب السائد غالباً ما تغيّر اسمها وتختلق شخصية رجل كي لا تتجاهلها جهات التسويق من أول يوم (مثلاً جي.كي. رولينغ وسلسلة كتب هاري بوتر).

هناك ميل تلقائي إلى وضع الشخصيات النسائية في ركنٍ منفصلٍ وخاص بها. آن الأوان أن تؤدي هوليوود دورها في تغيير هذا الواقع. وبالإضافة إلى ذلك، لن تعود شخصية بوند النسائية بالمنفعة على قطاع صناعة السينما وسلسلة بوند الكهلة فقط- بل ستكون ممتعة جداً. وأرفض أن أتخلّى عن أملي بحدوث هذا الأمر.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء