Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة البالونات الحارقة من غزة إلى إسرائيل

هيئة مسيرة العودة غير مسؤولة عن فرق مطلقي تلك المواد صوب المستوطنات

وصلت البالونات الحارقة إلى رقعة 20 كيلومتراً في إسرائيل (مريم أبو دقة)

أعلنت هيئة مسيرة العودة وكسر الحصار، توقف التظاهرات الأسبوعية قرب الحدود بين غزّة وإسرائيل، ويفترض أن يشمل القرار جميع أشكال التظاهر، بما فيه اللجوء إلى استخدام الأدوات الخشنة كالبالونات الحارقة والإرباك الليلي وقص السلك والحراك البحري.

لكن تغيرات حصلت خلال الأسبوع الجاري، فعاد نشطاء شباب إلى إطلاق البالونات الحارقة مجدداً صوب إسرائيل، واستخدموا حوامات صغيرة تحمل مواد متفجرة، أطلقوها من المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزّة.

قرار فردي

وكانت الفرق التي تطلق البالونات الحارقة قد توقفت عن عملها منذ أكثر من عام، بعدما نضجت التفاهمات بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة مصرية، وباشرت جميع الأطراف تنفيذها على أرض الميدان.

وتتمثل فكرة البالونات الحارقة، في ربط مواد قابلة للاشتعال أو مفرقعات نارية أو عبوات ناسفة صغيرة الحجم والمفعول، في طرف البالون المعبأ بغاز الهيليوم ليساعدها في الطيران، وفور وصولها إلى مستوطنات غلاف غزّة تنفجر تلقائياً.

في المقابل، قال عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة محمود خلف إنّهم غير مسؤولين عن مطلقي البالونات الحارقة، وهي اجتهادات فردية من مجموعات شبابية، ولا يخضعون لقرارات هيئة المسيرات، وجاء إطلاق البالونات كردة فعل على تملّص إسرائيل من إجراءات كسر الحصار التي اتُّفق عليها قبل عام برعاية المصريين.

رسالة إسرائيلية

هذا الأسلوب أربك الإسرائيليين كثيراً، وزاد خوف سكان المستوطنات القريبة من القطاع، بعدما سقطت إحدى البالونات المتفجرة فوق سطح منزل مستوطن، وتسببت في أضرار بسيطة على سطحه، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أنّهم تمكنوا من ضبط عدد من المتفجرات في مستوطنة سديروت في غلاف غزّة.

وبحسب المعلومات التي وصلت إلى "اندبندنت عربية"، فإنّ القيادة الإسرائيلية أرسلت تهديداً إلى قيادة الفصائل المسلحة في غزّة عبر الوسطاء المصريين، وجاء في الرسالة "إذا لم يتوقف إطلاق البالونات حتى مساء غد الثلاثاء، فإنّ إسرائيل تعزم قصف منازل مطلقيها واستهداف المجموعات القريبة من الحدود، وحماس تتحمل المسؤولية عن ذلك".

وعلى أرض الميدان، شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات متفرقة على مناطق مختلفة في قطاع غزّة، استهدفت فيها مواقع عسكرية تابعة للفصائل المسلحة، ومناطق وجود مطلقي البالونات الحارقة، من دون تسجيل أيّ إصابات.

وعلى الرغم من ذلك، لم يستجب أحد، وما زال مطلقو البالونات الحارقة يرسلونها صوب المستوطنات. "اندبندنت عربية" تواصلت مع مسؤول إحدى الفرق التي تطلقها. وقال أبو حمزة الذي لم يكشف عن اسمه الحقيقي لدواعٍ أمنية، إنّ "العمل في الميدان يجري بشكل عشوائي من دون التنسيق مع الفرق الأخرى".

رشقات ومسافات

وبحسب التقديرات، فإنّ الفرق أطلقت حوالى 50 رشقة بالونات حارقة ومتفجرة صوب إسرائيل. وأوضح أبو حمزة أنّ العودة إلى إطلاقها جاء بسبب تملص إسرائيل من تفاهمات التهدئة، وفي حال عدم تنفيذها، ستشهد مستوطنات غلاف غزّة تكثيفاً لإطلاق البالونات بمفعول أقوى.

وبعد المتابعة، فإنّ البالونات الحارقة وصلت إلى 20 كيلومتراً داخل الحدود الإسرائيلية القريبة من غزّة، وتصنّف هذه المنطقة بأنّها زراعية، ووفقاً لأبو حمزة، فإنّ معظم المحاصيل هناك حُرقت، متوعداً بزيادة رقعة مسافة وصول البالونات إلى 40 كيلومتراً مع نهاية الأسبوع الحالي.

وفي حال تجاوزت البالونات 40 كيلومتراً، فإنّ هذا يعني وصولها إلى منازل المستوطنين بشكلٍ مباشر، علماً أنّه في السابق (قبل عام)، أجبرت هذه الأدوات سكان المستوطنات على الرحيل من منازلهم لفترات طويلة.

تضخيم إسرائيلي

في سياق متصل، أشار عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية محمود خلف إلى أنّ إسرائيل ضخّمت هذا التكتيك كثيراً لتحقيق مكاسب سياسية، و"نحن لدينا تخوف من هذا التضخيم إذ ربما يكون لاجترار مبررات لاستهداف مجموعات شبابية أو مواقع في غزة أو يهيّئ الرأي العام الإقليمي والدولي لعدوان جديد على القطاع".

وبحسب وسائل الإعلام العبرية، فإنّ القيادة الإسرائيلية لا تملك خطة للتعامل مع البالونات المفخخة، سوى إرسال خبراء مفرقعات لتفكيكها بعد سقوطها على الأرض، بينما لم تنجح أجهزة الليزر المنتشرة بالقرب من الحدود في إسقاطها.

أسباب خفية

ثمّة أسباب حقيقية للعودة إلى البالونات الحارقة، من بينها وجود أزمة بين الفصائل والوسطاء في تنفيذ التفاهمات، وتتمثل الأزمة بطلب الوسطاء مزيد من الوقت لذلك، مقابل رفض الفصائل إعطاء وقت إضافي، وفق ما ذكر مصدر فصائلي.

وأكّد خلف هذا الأمر، قائلاً "لم تقدم إسرائيل تسهيلات لغزة، وهي تكذب بهذا الموضوع لتبرر استمرار الحصار على القطاع، ولم تلتزم الاستمرار في تطبيق بنود التفاهمات".

ولا يقتصر الأمر على ذلك، فبحسب المصدر، رفضت تل أبيب طلباً حمساوياً بتقديم تسهيلات ومساعدات عاجلة لقطاع غزّة، إلى جانب تسويفها في الوصول إلى تهدئة طويلة الأمد، فردت الفصائل بإطلاق البالونات الحارقة.

كما عاد إطلاق هذه البالونات من أجل الضغط على المصريين للتراجع عن سلسلة الإجراءات المتخذة ضد غزّة الفترة الماضية.

وأوضح مصدر أنّ هناك خلافاً بين حركة حماس والوسيط المصري، بسبب مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في جنازة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ما دفع المصريين إلى اتخاذ سلسلة إجراءات في غزّة، من بينها منع إدخال البضائع إلى القطاع عبر بوابتهم، الأمر الذي أدى إلى تراجع عائدات حكومة حماس من الحركة التجارية. لكن خلف نفى ذلك، لافتاً إلى أنّ العلاقة مع مصر جيدة ولم تتأثر إطلاقاً.

المزيد من العالم العربي