Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخطر يُحدق ببرنامج "ايراسموس" لتبادل الطلاب بعد بريكست

يحبط حزب المحافظين محاولة مجلس العموم إجبار الوزراء على التفاوض بشأن استمرار حصول الطلاب البريطانيين عليه

طلبة في احدى الجامعات البريطانية بعد تخرجهم (غيتي) 

عبّر طلاب سابقون استفادوا من برنامج إيراسموس للمنح الدراسية Erasmus الذي يموّله الاتحاد الاوروبي عن مخاوفهم بعد فشل المساعي البرلمانية الرامية إلى إجبار الحكومة لإبقاء باب هذا البرنامج مفتوحاً أمام الطلاب البريطانيين بعد بريكست.

وأصرّ الوزراء بأنّ الحكومة لا تزال منفتحة على التفاوض بشأن استمرار وصول البريطانيين إلى هذا البرنامج، الذي يوفر فرصاً لتبادل الطلاب في الجامعات الأوروبية، إن كان ذلك تصبّ في مصلحة المملكة المتحدة.

ولكن، حذّر ممثّلو الكليات من وجود "خطر مؤكد" بأن يفقد الطلاب البريطانيين حقّ الحصول على تلك المنح بنهاية العام الجاري مع انتهاء الفترة الانتقالية لبريكست.

وأسقط نوّاب حزبَي المحافظين و"الاتحادي الديمقراطي" الإيرلندي في مجلس العموم يوم الأربعاء الماضي تعديلاً  تقدّم به الديمقراطيون الأحرار بهدف جعل المحاولة لإبقاء بريطانيا في هذا البرنامج من واجبات الوزراء التي ينصّ عليها  القانون.

وكان كلّ من وزير التعليم غافن ويليامسون ووزير الدولة لشؤون الجامعات كريس سكيدمور بين النوّاب الذين صوّتوا ضدّ التعديل  المذكور الذي كان من المقترح أن يُطبق على مشروع قانون اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ورُفض التعديل بواقع  344 صوتاً مقابل 254 صوتاً، ولاسيّما أن الأغلبية التي فاز بها أخيراً بوريس جونسون تكفي لإجهاض أي محاولة للمعارضة لإعاقة تنفيذ خططه المتعلقة بالخروج من الاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبرزت الروائية البريطانية  أل جيمس مؤلفة سلسلة "خمسون ظلاً للرمادي" من بين الأصوات المنددة بالنتيجة التي وصفتها على مواقع التواصل الاجتماعي "بالمخزية".

وفي أعقاب التصويت، قالت ليلى موران المتحدثة باسم الحزب الديمقراطي الليبرالي للتعليم لصحيفة "اندبندنت" إنّ الأمر لا يحتاج إلى "تفكير عميق" من جانب  الحكومة كي تلتزم حالياً بالحفاظ على برنامج إيراسموس.

وأضافت أن "البرنامج عدّل في طريقة تفكيرنا بشأن التعليم. وجعل الدراسة في الخارج أمراً رائجاً وميسّراً.. تحذّر الجامعات أنّه ليس بمقدور أي مشروع  تقوده المملكة المتحدة أن يجاري إيراسموس من حيث السمعة المرموقة أو القدرة على إقامة الشراكات على نطاق واسع. ولكن عوضاً عن التصويت لصالح التعديل الذي تقدّمنا به، بدا النوّاب المحافظون مستعدين لترك الوزراء يتفاوضون على التخلي عن عضويتنا في إيراسموس إذا اعتقدوا أنّ بوسعهم تحقيق نتيجة أفضل."

وزادت موران "لقد حان الوقت كي يستيقظ المحافظون ويشمّوا رائحة القهوة، فهل يؤيدون البقاء ضمن برنامج إيراسموس أم لا؟ سيكافح حزب الديمقراطيين الأحرار لمنع المحافظين من سلبنا برامج مهمة للغاية في الاتحاد الأوروبي وإضعاف جامعاتنا وتقييد آفاق الشباب."

ورفض سكيدمور التعديل المطروح يوم الأربعاء الماضي واصفاً ذلك "بلعبةٍ تقوم بها أحزاب المعارضة". وأصرّ على أنّ المملكة المتحدة لا تزال منفتحة على الاستمرار في المشاركة في البرنامج وهي مسألة تخضع للتفاوض مع البلدان الباقية ضمن الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت وزارة التعليم من جهتها أنّ الحكومة "ملتزمة بمواصلة العلاقة الأكاديمية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بما في ذلك برنامج إيراسموس المقبل، إن كان هذا يصبّ في مصلحتنا."

ولكن اعتبرت إيما ميريديث ، وهي مديرة "رابطة الكليات" أنّ "إيراسموس هو برنامج لامع يتيح للشباب الانفتاح على العالم ويساعد على إظهار بريطانيا مفتوحة أمام الناس في أنحاء أوروبا. وقالت " ستتمكّن الكليات البريطانية من التقدّم للحصول على تمويل إيراسموس عام 2020 خلال الفترة الانتقالية. ولكن هناك خطر مؤكد من أنّ مشاركة المملكة المتحدة في البرنامج قد تتوقّف عام 2021 أو أن يحلّ برنامج لتنقل الطلاب محل   إيراسموس."

وأضافت ميريديث بأنّ "رابطة الكليات" البريطانية لا تزال "متفائلة" بأنّ تأمين استمرار الحصول على منح إيراسموس سيكون على رأس قائمة أولويات المملكة المتحدة في المفاوضات بشأن مستقبل الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والتي ستبدأ بعد الموعد الرسمي لتنفيذ بريكست في 31 يناير (كانون الثاني)، ومن المقرّر أن تُختتم بحلول نهاية العام الحالي.

وفي سياقٍ متّصل، أعلن جو غرادي، الأمين العام لـ "اتحاد الجامعات والكليات البريطانية "أنّ "التخلّي عمداً عن إيراسموس سيكون خطوة عنيدة بشكلٍ مقلق. تؤدي فرصة الدراسة في الخارج إلى فوائد عديدة موثقّة جيداً، بدءاً بتعزيز آفاق التوظيف إلى تعلّم لغات أخرى وثقافات مختلفة".

وفي غضون ذلك، قالت جين راكز مديرة برنامج إيراسموس في المملكة المتحدة إن "ايراسموس قدّم ولا يزال يقدّم فوائد جمة  للمملكة المتحدة وعلينا أن نضمن عدم ضياع جوانب هذا البرنامج  الايجابية  أثناء انتقالنا إلى المرحلة المقبلة".

كما أعرب مؤيّدو ايراسموس عن غضبهم على موقع تويتر إذ غرّد جوش آرونز وهو طالب سابق قائلاً "كوني شخص يتحدّر من الطبقة العاملة الفقيرة ودرست وعملت في ألمانيا واسبانيا كجزءٍ من برنامج الشهادة، وباعتباري استفدت من ايراسموس تعليمياً وثقافياً، أجد أنّه من المشين حقاً أن نحرم أنفسنا من مشروع يعود بالفائدة على الاطراف المشاركة فيه."

 أما ستيف هانام-سواين المحاضر في شيفيلد هالام، فرأى "إنّها خسارة كبيرة! لدينا كلّ عام بعض طلاب إيراسموس الرائعين الذين يثرون صفوفنا". ومن ناحيتها، اعتبرت آشلي تومسون التي تعمل في مجال النشاطات الخيرية أنّه "أمر رهيب. يترك هؤلاء الأشخاص أثراً رائعاً على منظمتنا وهم معطاؤون لديهم الكثير مما يقدمونه. سيكون التوقف عن متابعة برنامج إيراسموس مضرّاً بالأعمال البريطانية حالياً، فهو يسلب الأجيال المستقبلية فرصة رائعة."

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات