Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهدنة الليبية صامدة وأردوغان يتوعد حفتر

روسيا تتمسك بالأمل في انجاح المفاوضات وبرلين تعلن أسماء المدعوين للحوار

أطفال يلعبون الكرة في أحد أزقة طرابلس مع استمرار الهدنة بين المتحاربين الليبيين (أ. ف. ب.)

صمدت الهدنة العسكرية التي أُعلن عنها على محاور القتال في ليبيا لليوم الرابع على التوالي، وذلك على الرغم من وصول المفاوضات بين أطراف الصراع الليبي في موسكو إلى طريق مسدود إثر رفض وفد البرلمان والجيش التوقيع عليها، الذي ترافق وتصريحات روسية اعتبرت أنه لا يزال بالإمكان استئناف التفاوض بعد طلب قائد "الجيش الوطني" المشير خليفة حفتر مهلة يومين للتشاور بشأنها مع زعامات قبلية في ليبيا وفق بيانات رسمية روسية.
 

حفتر يطلب التشاور

ورأت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته الثلاثاء، إن المفاوضات التي قادتها لفرض وقف دائم لاطلاق النار لم تفشل وما زالت هناك فرص لتوقيع الطرف الذي يضم "الجيش الوطني" والبرلمان عليها. وأضافت أن "حفتر ينظر بإيجابية إلى اتفاق وقف النار في ليبيا، وهو بحاجة إلى يومين من أجل اجراء استشارات محلية والرد عليها".
وتابعت الخارجية الروسية أن "حفتر قيّم إيجابياً البيان الختامي للقاء موسكو، لكنه أخذ يومين لبحث نص هذه الوثيقة مع زعماء القبائل الداعمة له قبل التوقيع". وأضافت أن "الأطراف اتفقت مبدئياً على هدنة وقف النار نتيجة المباحثات الليبية التي جرت أمس (الإثنين) في العاصمة الروسية موسكو"، مشيرةً إلى أن "التوصل إلى هدنة لوقف النار يوفر ظروفاً أفضل لعقد مؤتمر برلين حول ليبيا".


دور ترهونة الخفي


وعلمت "اندبندنت عربية" من مصادر خاصة أن الزعامات القبلية التي صرح حفتر برغبته في التشاور معها قبل الرد سلباً أو إيجاباً على مذكرة وقف النار تتقدمها قيادات من مدينة ترهونة.
وذكرت المصادر إن "وفداً من ترهونة وصل إلى بنغازي بينما كانت تُدار المفاوضات في موسكو وعقد لقاءً مع قيادات اجتماعية في شرق ليبيا وبعض المسؤولين معبراً عن رفضه للاتفاق ومخاوفه من نتائجه على المدينة بخاصة إذا انسحبت قوات الجيش من طرابلس ومحيطها، ما يجعل المدينة عرضةً للهجوم عليها، بخاصة وأنها تقع جغرافياً ضمن كماشة مدن مصراتة وطرابلس والزاوية ومسلاتة التي حاولت قوات منها مهاجمة ترهونة أكثر من مرة في خضم الحرب الدائرة في طرابلس كونها مدينة مركزية لعمليات الجيش الوطني وتشارك كتائب عسكرية عدة منها إلى جانبه في معركة طرابلس ومصراتة".


ضغوط روسية على حفتر


في المقابل، قال وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة إن "ضغوط حلفاء حفتر عليه حالت دون توقيعه على اتفاق وقف النار". وأضاف سيالة أن "روسيا أبلغتهم بأنها تمارس ضغطاً على حفتر للتوقيع"، وفق المكتب الإعلامي للوزارة.
وقال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي بشير الأحمر في تصريح لـ "اندبندنت عربية" إن "عدم توقيع مذكرة التفاهم بشأن وقف النار من قبل وفد الجيش والبرلمان هو رد فعل طبيعي على عدم إيجاد الجهات التي قادت المفاوضات صيغةً مقبولة لمستقبل الميليشيات غير النظامية وحلها وتسليم سلاحها وإخراج المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا"، واصفاً "الاتفاق بصيغته الحالية التي لا تعالج نقاط جوهرية مختلف عليها منذ بداية الأزمة"، بأنه "ليس حلاً جدرياً بل ترحيلاً لها لمرحلة مقبلة".
وأضاف الأحمر أن "الحل الحقيقي هو في عودة أبناء ليبيا الذين يقاتلون جيشهم إلى بيوتهم متخلين عمَن يستغلونهم من داخل وخارج ليبيا لتدمير بلادهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أردوغان يتوعد حفتر
 

في المقابل، تواصل لمسلسل الجدل الذي يثيره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحاته حول ليبيا، إذ توعد حفتر بـ"رد قاسٍ" بعد مغادرته موسكو من دون توقيع الاتفاق مع حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج.
وزعم أردوغان في كلمة ألقاها أمام كتلة حزبه النيابية في البرلمان، إن "خليفة حفتر فر هارباً من موسكو من دون توقيع اتفاق وقف النار"، وأنه "سيُلقَن درساً إذا واصل هجومه على طرابلس". وقال إن "تركيا لن تتردد في تلقين حفتر الدرس اللازم في حال واصل اعتداءه على أشقائنا الليبيين والحكومة الشرعية للبلاد". وأضاف أن "حكومة الوفاق تبنت موقفاً بنّاءً وتصالحياً في محادثات موسكو، ومسؤولية توقيع حفتر على وثيقة السلام الليبية تقع على عاتق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفريقه من الآن فصاعداً".
واستفزت تصريحات أردوغان قطاعاً واسعاً من الليبيين على المستويين الرسمي والشعبي، فرأى عضو مجلس النواب، سعيد امغيب في منشور على عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل، إن "الرئاسة التركية تمارس سياسة الكيل بمكيالين وتحلم بعودة أمجاد الإمبراطورية العثمانية إلى الوطن العربي على حساب الشعوب العربية في سوريا وليبيا".
وتساءل امغيب "ماذا تُسمي الرئاسة التركية تصريحات أردوغان العدائية والإرهابية التي هدد بها اليوم الجيش الليبي مدعياً أن ليبيا إرثاً عثمانياً وأن شعبها أصوله عثمانية؟، مشيراً إلى أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزرع الفتنة والكراهية بين أبناء الشعب الواحد". وأضاف "ماذا تسمي الرئاسة التركية إرسالها مرتزقة وإرهابيين تابعين لتنظيم داعش من سوريا إلى ليبيا وتحت أى عنوان تضع دعمها المتواصل منذ عام 2014 إلى يومنا هذا لمجالس شورى بنغازي ودرنة والميليشيات، وعلاجها جرحى هذه التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب في المستشفيات التركية".


صمود الهدنة

في سياق آخر، قال قادة عسكريون في طرفي الصراع إن "الهدنة التي أُعلن قبل أيام مستمرة مع تراجع في عدد الخروقات التي شهدها اليومان الأولان لها، مع تهديد كل طرف بتمسكه بالرد إذا حصل أي اعتداء من الطرف الآخر.
وقال آمر منطقة طرابلس العسكرية التابعة لحكومة الوفاق اللواء عبد الباسط مروان إن "قوات الوفاق ملتزمة باتفاق وقف النار ومستعدة لصد أي هجوم"، مضيفاً أن "قوات الوفاق التزمت بوقف النار تنفيذاً لتعليمات القيادة السياسية"، مؤكداً جاهزيتهم "لصد أي محاولات هجوم من قوات حفتر في كل المحاور".

في المقابل، صرح آمر إدارة التوجيه المعنوي في "الجيش الوطني" خالد المحجوب لـ "اندبندنت عربية" أن "قوات الجيش في طرابلس ومصراتة التزمت بالتعليمات الصادرة إليها من القيادة العامة بوقف النار مؤكدةً بذلك إنها قوات نظامية تتبع الأوامر". واتهم القوات الموالية لحكومة الوفاق "بانتهاك الهدنة أكثر من مرة في محاولة لاستفزاز القوات المسلحة التي رفضت الرد، من بينها عملية تم خلالها اسقاط طائرة مسيرة في بوسليم بطرابلس".


دعوة دولية لاستمرار الهدنة

في السياق ذاته، دعت بعثة الأمم المتحدة الأطراف الليبية، إلى إعطاء الجهود الدبلوماسية الجارية فرصة للتوصل إلى وقف دائم للعمليات العسكرية والعودة الى العملية السياسية.
وحضت بعثة الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي، الأطراف في ليبيا على مواصلة الالتزام بوقف النار المعلن، مراعاةً لسلامة السكان المدنيين في طرابلس، ومئات الآلاف الذين فروا من منازلهم، والأطفال غير القادرين على حضور فصولهم الدراسية.
 

الكشف عن المدعوين إلى برلين


في سياق آخر، أعلنت ألمانيا أسماء الدول المشاركة في المؤتمر الذي دعت إليه حول ليبيا، المقرر عقده في برلين في 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، الذي يوافق الأحد المقبل.
ودعت برلين السراج، وحفتر، وممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وتركيا ومصر والصين وإيطاليا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كما أعلنت الرئاسة الجزائرية اليوم الثلاثاء، أن الرئيس عبد المجيد تبون سيشارك في المؤتمر الدولي المزمع عقده في برلين الأحد المقبل حول ليبيا. وستكون هذه الرحلة الأولى لتبون إلى دولة أجنبية منذ انتخابه رئيساً للجزائر  في 12 ديسمبر (كانون الثاني) الماضي.
ويقول مراقبون للمشهد الليبي أن تداعيات حوار موسكو لوقف النار في ليبيا الذي لم يحقق نتائجه المرجوة حتى الساعة ستلقي بظلالها على "مؤتمر برلين". ولا يُتوقع أن تتوافق الأطراف الليبية على حل في برلين بعدما كشف حوار موسكو عن هوة واسعة في وجهات النظر بين الطرفين، في ظل ترجيح رفع عصا العقوبات الدولية تهديداً لكليهما أو أحدهما بهدف فرض حل يرسم خريطة السلام في ليبيا.

.

المزيد من الشرق الأوسط