بعد مرور أسبوع على تحطم طائرة الركاب الأوكرانية، وإعلان الجيش الإيراني مسؤوليته عن الحادث، أظهرت لقطات مصورة حديثة اللحظات الأولى لاستهداف الطائرة بصاروخين انطلقا من موقع عسكري على بعد ثمانية أميال، ما أسفر عن مقتل 176 شخصاً.
رحلة الدقائق السبع
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الثلاثاء، لقطات موثّقة تُظهر، ولأول مرة، الصاروخين اللذين أصابا طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، رحلة رقم 752، أثناء مغادرتها مطار طهران، يوم الأربعاء الماضي.
ولم يستغرق تحليق الطائرة التي أقلعت عند الساعة 6:15 صباحاً، أكثر من سبع دقائق في الجو، إذ كشفت التحاليل المبدئية التي أجرتها الصحيفة الأميركية بأن جهاز الإرسال توقف عن العمل قبل الاستهداف، بيد أن الفيديو الجديد يوضح تضرره إثر الضربة الأولى، التي أعقبها صاروخ يظهر بعد حوالي 23 ثانية.
ونفت الحكومة الإيرانية أولاً إسقاط الطائرة التي كانت تقل أناساً من جنسيات مختلفة، معظمهم إيرانيين وكنديين، قبل أن تعترف بعد ثلاثة أيام بأن دفاعاتها الصاروخية أسقطتها عن طريق الخطأ، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية واسعة.
سيناريو الكارثة
في الساعات المبكرة من يوم الأربعاء 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، أطلقت إيران صواريخ باليستية على أهداف عسكرية أميركية في العراق رداً على الغارة الأميركية التي قتلت القائد العسكري قاسم سليماني، فيما كانت الدفاعات الإيرانية في حالة تأهب قصوى لأي هجوم أميركي محتمل، وبعد أربع ساعات، في مطار الخميني في طهران كانت الرحلة 752 التي تديرها الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية تستعد للمغادرة.
وأقلعت الرحلة عند الساعة 6:12 صباحاً في المسار المعتاد شمال غرب، صعوداً نحو 8000 قدم في حوالي ثلاث دقائق، وفقًا لبيانات تعقب الرحلة، وفي هذا الوقت كان جهاز الارسال يعمل بشكل طبيعي، لكنه توقف قبل الساعة 6:15 صباحاً، وفي غضون 30 ثانية تعرض لضربتين صاروخيتين على بضعة أميال من قاعدة عسكرية مجهزة بأنظمة دفاع إيرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعدما اشتعلت النيران فيها، واصلت الطائرة طيرانها لدقائق عدة، ولا يظهر المسار الدقيق الذي سلكته بعد الساعة 6:15 صباحًا، عدا أنها تحولت إلى اتجاه المطار، وبعد أربع دقائق، قام أحد المارة بتصويرها وهي تنخفض ببطء، فيما يظهر انفجار ثانٍ قبل هبوطها على بعد حوالي 10 أميال من المكان الذي أُرسلت آخر إشارة إليه.
وأظهرت لقطات من كاميرا أمنية تحطم الطائرة، وانتشار الحطام على ارتفاع 1500 قدم على طول حديقة صغيرة وبساتين وملعب لكرة القدم، وبدا قسم كبير منها متفحماً، فيما عُثر على مزيد من أجزائها هناك، وسقط ذيلها وعجلاتها على بعد 500 قدم، فيما تبعثرت الاغراض الشخصية للمسافرين، اللعب والملابس وألبومات الصور.
معلومات المقطع المرئي
يُذكر أن الفيديو الأخير التُقِط من على سطح مبنى بالقرب من قرية بدكانة (Bidkaneh)و يبعد أربعة أميال من موقع عسكري إيراني، ونشره على يوتيوب مستخدم إيراني في حوالي الساعة الثانية من صباح الثلاثاء (14 يناير/كانون الثاني الحالي)، والتاريخ المرئي على اللقطات هو 2019-10-17، وليس 8 يناير، وهو اليوم الذي أُسقطت فيه الطائرة، ويُعتقد أن ذلك سببه أن نظام الكاميرا يستخدم تقويماً فارسياً.
وفي أعقاب الاحتجاجات المناهضة لسياسات النظام في طهران، ذكر الجيش الإيراني بأن استهداف الطائرة الأوكرانية كان خطأً بشرياً، بعد التعرف عليها على أنها صاروخ كروز يحلق فوق العاصمة، وقال أمير علي حجي زاده، قائد وحدة المجال الجوي في الحرس الثوري، إن الصاروخين أُطلقا من قاعدة قريبة من هناك.
