Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بدل دخول الجزائر على خط الأزمة الليبية قواعد اللعبة؟

اللواء محجوب: المشكلة هي وجود ميليشيات إرهابية تسيطر على العاصمة وتأتمر بأمر "الإخوان"

مساعدات جزائرية موجهة إلى ليبيا (مواقع التواصل)

تتسارع الأحداث في ليبيا بشكل أحدث جدلاً واسعاً حول مَن يقف خلف التحولات التي أدت إلى التفاوض للتوصل إلى اتفاق لوقف النار، وأتت الحركة الدبلوماسية "الماراتونية" في الجزائر لتزيد "الضبابية" في شأن دور ذلك البلد الجار وتأثيره في طرفَي النزاع.


بعد السراج... ممثلون عن حفتر في الجزائر

وبعد زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وفريقه الوزاري إلى الجزائر، حيث أجرى محادثات مع مسؤولين سياسيين وعسكريين والتقى الرئيس عبد المجيد تبون، تفاجأت المجموعة الدولية بوجود "سري" لوفد ديبلوماسي من "الحكومة الليبية المؤقتة" (شرق) التي يرأسها عبد الله الثني ممثلاً قائد "الجيش الوطني" المشير خليفة حفتر، قبل ساعات من إعلان وقف النار، لم يكشف عنه الطرفان في حينه، إنما تم تأجيل ذلك إلى غاية إعلان وقف النار، لتذكر وزارة الخارجية التابعة لـ"المؤقتة"، أن نظيرتها الجزائرية وجهت إليها دعوة رسمية لعقد اجتماع صباح السبت الماضي في الجزائر، وتمّت الاستجابة بعقد لقاء ضم عن الجانب الليبي كلاً من نائب رئيس مجلس الوزراء عبدالسلام البدري، ووزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الهادي الحويج، ووزير الداخلية إبراهيم بوشناف، ووزير الدفاع المكلَف اللواء يونس فرحات.
كما أشار بيان الحكومة المؤقتة إلى "سنوات الجمر" التي عانت منها الجزائر أيام التسعينيات. وأبرز البيان رؤية "المؤقتة" بعد "تحرير العاصمة طرابلس". وقال إن "الاتفاق تمّ بشأن مزيد من التنسيق والتعاون والتشاور في مختلف المجالات بما يضمن أمن واستقرار وسيادة الجمهورية الليبية، بخاصة أن البلدين يؤمنان بأن السلام في ليبيا يرتبط بالفضاء المغاربي والمتوسطي والعربي والإفريقي والدولي، وأنه لا مصلحة للجزائر إلا بأمن واستقرار ليبيا".


جهود من أجل الحل السلمي

وبعد إعلان وقف النار، كشفت الخارجية الجزائرية على لسان الناطق باسمها عبد العزيز بن علي الشريف، أن وفداً ليبيا برئاسة عبد السلام البدري نائب رئيس الحكومة المؤقتة التابعة للمشير خليفة حفتر زار الجزائر، وأجرى محادثات مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقدوم ومسؤولين جزائريين كبار. وقال الناطق الرسمي الجزائري إن المحادثات تمحورت حول الأوضاع التي تشهدها ليبيا حالياً، وبحثت في سبل تجاوز الأزمة بالطرق السلمية بعيداً من العنف ومن كل محاولات فرض حلول من طريق القوة العسكرية والحرب، مضيفاً أن "زيارة الوفد الليبي تندرج ضمن جهود الجزائر الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين كل المكونات ومختلف الأطراف الليبية من أجل العودة إلى مسار الحوار الشامل والتوصل إلى حل سياسي سلمي يضمن سيادة ووحدة الشعب ويضع حداً للأزمة التي يعانيها هذا البلد الجار والشقيق في كنف الأمن والاستقرار، بعيداً من أي تدخل أجنبي".


"لسنا دعاة حرب"


ولمعرفة بعض خفايا زيارات مسؤولي طرفي النزاع، صرح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، مسؤول الإعلام الحربي لقوات حفتر، اللواء خالد المحجوب، إلى "اندبندنت عربية"، إن وجود وفد حكومة الثني بالجزائر، "يعبّر عن تمسكنا بالحوار وبالحل السلمي السياسي ويؤكد أننا لسنا دعاة حرب"، مضيفاً أن "الوفد يأخذ تعليماته من حفتر الموجود في العاصمة الإيطالية روما (الأحد)".
وأوضح المحجوب أن "هناك معركة سياسية وأخرى عسكرية والكل متكامل، فالعسكرية الغرض منها تفكيك الميليشيات الإرهابية من أجل أمن واستقرار ليبيا، وعليه فإن المعركة السياسية تسير على هذا النسق"، مضيفاً أن "جلسات حوار بين مختلف الأطراف الليبية بما فيها القبائل والعشائر تبقى أموراً مطروحة من أجل إيجاد حل للأزمة، إلا أن مشكلة ليبيا واضحة وهي مشكلة أمنية بوجود ميليشيات تسيطر على العاصمة وتنهب أموال الدولة وتعرقل عمل المؤسسات وتفرض أوامرها بقوة السلاح، وهي تأتمر بأمر الإخوان المسلمين، الأمر الذي ناقشه الوفد مع المسؤولين الجزائريين".
وتابع أن "حكومة السراج غير معترف بها وغير شرعية، فهي لم تحصل على ثقة البرلمان. أما ما يتحدث عنه السراج من شرعية دولية فهي تتعلق بالمجلس الرئاسي وهي من مخرجات مؤتمر الصخيرات"، مشيراً إلى زيارة مرتقبة لحفتر إلى الجزائر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حلف الجزائر- روسيا- تركيا- إيطاليا

ويبدو أن تحرك الحلف "الجزائر- روسيا- تركيا- إيطاليا" ألقى بظلاله على تغير المشهد السياسي وتوجهاته في ليبيا، فبالنظر الى الإنزال الديبلوماسي الذي شهدته الجزائر وإيطاليا، يمكن القول إن تفاهمات حدثت في الكواليس بإشراف روسي - تركي، ومن ورائهما الدول الأخرى المتدخلة في الملف الليبي، حيث رأى البرلماني الليبي علي أحمد التكالي في حديث إلى "اندبندنت عربية"، أن "دور الجزائر كبير في دعم إحلال السلام في ليبيا من طريق الحوار ورفض استخدام السلاح والتدخل الأجنبي". وقال إنه "لا نظن أن الجزائر ستسمح بالعبث بأمنها واستقرارها من خلال زعزعة الوضع على حدودها من جهة ليبيا"، وكشف أن "الدول الداعمة للواء خليفة حفتر لها يد بالوصول إلى وقف النار والدخول المرتقب في الحوار، كما هو الشأن بالنسبة إلى السراج، على الرغم من أن الأخير مقتنع إساساً بالحل السلمي".


مقاربات جزائرية

في السياق ذاته، اعتبر الإعلامي الجزائري كريم بن زيتوني أنه "بعيداً من معطيات التماس المباشر بحدود تقارب 1000 كيلومتر والزخم التاريخي والديموغرافي المشترك، تُعتبر ليبيا عمقاً إستراتيجياً مهماً للجزائر، ومن هذه المقاربة الجيواستراتيجية والأمنية جاء تدخلها الذي اعتمد على مقاربتين الأولى داخلية ليبية - ليبية عبر التأكيد على ضرورة فتح قنوات حوار مباشر بين الفرقاء من دون إقصاء أو استقواء، والثانية مقاربة إقليمية ودولية تدعو فيها الجزائر كل الفاعلين على الساحة إلى احترام السيادة الليبية ووقف كل أشكال التدخل تماشياً مع قرارات مجلس الأمن".
ورأى بن زيتوني أنه "لا يمكن الحديث عن تحالف بقدر ما يمكن الحديث عن رؤية مشتركة وفهم متقارب لمخرجات الأزمة، وعادةً ما تتبنى الجزائر سياسة يمكن وصفها بالشراكة لا الحلف"، مضيفاً أن الدولة الجزائرية "لم تكن وحيدة في جهدها نحو التهدئة لكنها وحيدة كمحاور ووسيط موثوق". وأضاف أنه "بعد سلسلة زيارات مكوكية استطاعت إيجاد مقاربة جامعة تكون بدايتها حقن دماء الليبيين ثم الانتقال إلى طاولة الحوار برعاية الأمم المتحدة"، مؤكداً أن "الدول الموجودة على الأرض أو الداعمة من خلف الستار، عملت على إرسال إشارات تفاعل إيجابية إلى الفرقاء الليبيين لوقف الاقتتال".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي