أعلنت صاحبة الميدالية الأوليمبية الإيرانية الأولى، كيميا علي زاده، تخليها عن إيران بعدما نشرت صورة على حسابها في الإنستغرام إلى جانب بيان يدين النظام الإيراني بسبب "نفاقه وأكاذيبه وظلمه وتملقه". وفي الرسالة التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصفت نفسها بأنها "واحدة من ملايين النساء المضطهدات في إيران". وانتقدت ارتداء الحجاب الإلزامي واتهمت المسؤولين في إيران بالتمييز الجنسي وسوء المعاملة.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية (إسنا) إن الرياضية الإيرانية فرت إلى هولندا، بينما لم يصدر أي رد فوري من جانب السلطات الإيرانية. وذكرت "إسنا" أنه تم الإبلاغ عن إصابة علي زاده وأنها غير قادرة على المنافسة. وأشار تقرير الوكالة الإيرانية إلى أنها قد تحاول التنافس تحت علم دولة أخرى في دورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو.
ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اتهم عبد الكريم حسين زاده، عضو البرلمان الإيراني، "المسؤولين غير الأكفاء" بالسماح لـ "رأس المال البشري لإيران بالهروب".
وصرح سيد محمد بولادجار، رئيس اتحاد التايكواندو الإيراني، في بيان أن منظمته واللجنة الأولمبية "بذلا كل جهد ممكن لدعم" علي زاده. وقال إن تغطية وسائل الإعلام الأجنبية للوضع "كاذبة، وغير عادلة، وغير صحيحة".
وكتبت علي زاده "مهما قالوا، ارتديت. كل جملة أمروا بها، رددت". وأضافت "عزيزي الشعب الإيراني، لا أرغب في تسلق سلالم الفساد والأكاذيب".
وختمت رسالتها بالقول إن "هذا القرار أصعب من الفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية، لكنني ما زلت ابنة إيران أينما كنت".
وفازت علي زاده بالميدالية البرونزية في التايكوندو في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية عام 2016 التي أقيمت في مدينة ريو دي جانيرو البرلزيلية بفوزها على الرياضية السويدية نيكيتا غلاسنوفيتش، وجعلها ذلك أول امرأة إيرانية تفوز بميدالية في الألعاب الأولمبية الصيفية. كما فازت بميدالية ذهبية في أولمبياد نانجينغ 2014 للشباب. كما فازت بميدالية فضية بعد ذلك بسنتين في بطولة العالم للتايكواندو التي جرت عام 2017.
ويأتي خبر تخليها عن بلادها في وقت يشهد توتراً شديداً بين طهران وواشنطن، إلى جانب الاضطرابات المتزايدة وسط إيران.
ومع ذلك، لم تكن علي زاده أول رياضي إيراني يتخلى عن بلده. إذ قررت شخصيات رياضية عدة في الأشهر الأخيرة، التوقف عن تمثيل إيران في المشاركات الرياضية، وفي بعض الحالات التخلي عن العودة إلى البلاد.
في سبتمبر 2019، غادر سعيد مولاي، الذي يمارس رياضة الجودو وكان بطلاً للعالم، إيران متوجهاً إلى ألمانيا بعدما قيل إن المسؤولين الإيرانيين ضغطوا عليه لإلقاء مباراة لتجنب اللعب ضد إسرائيليين. وفي مقابلة مع موقع الأخبار الألماني دويتشه فيليه (Deutsche Welle)، قال مولاي "إذا فشل أي رياضي في الامتثال لطلباتهم، فمن المؤكد أن هو وأسرته سيواجهون المشاكل. حتى الآن، لا أعرف ما هو وضع عائلتي". وأضاف مولاي "لماذا لا توجد حرية؟ أعتقد أن كل هؤلاء الأشخاص الذين يحظرون على الناس الاستمتاع بحياتهم سيتعين عليهم الإجابة على أفعالهم أمام ربهم أو أمام ضميرهم".
وقرر علي رضا فيروزا، بطل إيران في لعبة الشطرنج والأعلى تصنيفاً، التوقف عن اللعب لمصلحة إيران في ديسمبر 2019 بسبب الحظر الإيراني غير الرسمي على اللعب ضد منافسين إسرائيليين. كذلك، غادر علي رضا فغاني، وهو حكم إيراني دولي في كرة القدم، إيران متوجهاً إلى أستراليا في عام 2019.