Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرياضات الالكترونية تغادر الواقع الافتراضي وتقترب من الحياة اليومية

رئيس الإتحاد السعودي للرياضات الالكترونية الأمير فيصل بن بندر: مشكلة الواقع الافتراضي هي "التنمر"

نهائي الألعاب الالكترونية العالمية في 2018 (رويترز)

سيتم تذكر فترة ما بعد 2010 على أنها العقد الذي غزا بالشاشات كل جزء من حياتنا. وفي السنوات العشر المقبلة، سنرى أن تفاصيل حياتنا يتم إعادة تشكيلها من خلال الشاشة. فعالم الواقع الافتراضي، المدعوم بتطور تقني سريع، سيجعلنا قادرين على الانخراط في فضاء رقمي نعيد فيه تكوين أنفسنا وبيئتنا بالتفاصيل التي نتخيلها. وأولئك الذين يشعرون بالقلق من إدمان الهاتف الذكي سيجدون هذا الاحتمال مخيفًا، لكن الملايين منا قد بدأوا في سلوك هذه الرحلة بشكل تدريجي.

الواقع الافتراضي هو المصطلح المستخدم لوصف البيئة ثلاثية الأبعاد التي يولدها الكمبيوتر، والتي يمكن للشخص أن يستكشفها ويتفاعل معها. ففي مثل هذه البيئة يصبح الشخص منخرطا بالكامل في التعامل مع أمور وإجراءات تبدو حقيقية لكنها غير ملموسة.

وحول النمو المتسارع لمجال الواقع الافتراضي في المملكة العربية السعودية، كان ل"اندبندنت عربية" حوار مع الأمير فيصل بن بندر بن سلطان آل سعود، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية، قال فيه: "الجيل الجديد هو الدافع وراء كل هذه التغييرات التي تحدث في جميع أنحاء العالم. وأصبحت الابتكارات الجديدة، بما في ذلك الواقع الافتراضي ومحركات الألعاب، تستخدم الآن في مجالات أخرى، مثل الجيش. إنهم لا يرسلون ببساطة طائرة في الهواء، لأنه من الممكن الآن اختبارها من خلال جهاز محاكاة أولاً. وأظهرت الأبحاث العسكرية أن أولئك الذين يتدربون عبر اختبار المحاكاة يكتسبون المهارات المطلوبة بشكل أسرع من الأساليب الأخرى. وتستخدم محركات الألعاب أيضاً في العديد من الصناعات الأخرى، مثل البناء، حيث أصبحت الشركات المعمارية الآن قادرة على عرض مشروع كامل عبر تقنيات الواقع الافتراضي، مما يقلل من الأخطاء باهظة التكلفة قبل البدء في المشروع. "

ويستخدم الواقع الافتراضي في الألعاب، ومشاهدة الأفلام، وفي بعض المجالات التعليمية.
فهو يقوم بتصميم بيئة مصطنعة ثلاثية الأبعاد تعتمد على حاسة أو أكثر من حواس الإنسان.

ووفقاً لشركة "غلوبال داتا" للاحصائات (GlobalData)، إحدى الشركات الرائدة في مجال البيانات والتحليلات، فإن شركات النفط والغاز العالمية تبحث عن طرق مبتكرة للاستفادة من فوائد تقنية الواقع الافتراضي. ويوضح أحدث تقرير للشركة تحت عنوان "الواقع الافتراضي في مجال النفط والغاز - الأبحاث المواضيعية" كيفية قيام شركات النفط والغاز باستخدام الواقع الافتراضي للدراسات تحت الأرض والتدريب والمحاكاة وتطوير العمليات والمنتجات وتحسينها.

وأثبت استخدام تقنية الواقع الافتراضي أنه كان عامل رئيسي لشركة أرامكو السعودية في إجراء التدريبات. ويتم تدريب موظفيها على تشغيل المعدات المهمة في منشآت النفط والغاز بالطريقة الصحيحة. وبالتعاون مع شركة "ايون ريالتي انك" (Eon Reality Inc) ، قامت الشركة ببناء منصة تدريب عملية، والتي توضح العمليات المختلفة التي يجب اعتمادها في مواقف الحياة الواقعية في منشأة للنفط والغاز.

ويضيف الأمير فيصل "نحن نعيش في عصر ظهرت فيه ابتكارات وتقنيات جديدة من خلال ألعاب الفيديو. وأعتقد أننا سنشهد تغييرات جذرية من خلال تقديم الواقع الافتراضي في كل من صناعة الألعاب بالإضافة إلى الصناعات الأخرى".

ويتابع: "الطريقة الوحيدة للحفاظ على الاستدامة أثناء تقديم هذه التقنيات هي بدعم من القطاع الخاص. المشكلة الأكبر في الواقع الافتراضي هي الأفراد والتنمر، وليس التكنولوجيا نفسها. التنمر هي إحدى القضايا التي ظهرت إلى جانب هذه التكنولوجيا، وهذه قضية لا يمكن حلها إلا من خلال تثقيف الأفراد الذين يستخدمون هذه التقنيات وكذلك زيادة الوعي بإساءة الاستخدام. كيف تعلم الشباب كيف يتصرفون على هذه المنصات؟ عندما نناقش هذه الأمور داخل الاتحاد، نسأل أنفسنا: ماذا يمكننا أن نعلم الشباب من خلال الألعاب؟ ".

وأضاف الأمير فيصل أن الصبيان والبنات، الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً، أي في السنوات الأولى التي يتعلمون فيها كيفية التفاعل مع بعضهم البعض، وفي هذه المرحلة، يطورون المهارات اللازمة للتواصل مع من هم أفضل منهم، وكذلك أولئك الأقل شأناً منهم. بينما داخل مجتمعات الإنترنت، يقوم الأفراد بتكوين آراء بعضهم البعض بناءً على مستوى مهارتهم، مما يجعل الانطباع الأول عبر الإنترنت مختلفاً، لأنه يسمح بفهم الشخصيات بطريقة فريدة ومختلفة.

ومع ذلك، فقد طور البعض عادة الإساءة إلى الآخرين باستخدام شخصية مخفية عبر الإنترنت بفكرة أن "لا أحد يعرف من أنا، يمكنني أن أفعل ما أريد". وهؤلاء هم الأشخاص الذين يجلبون الإساءات إلى عالم الإنترنت. ومع ذلك، فإن الطريقة الوحيدة للحد من هذه المشكلة هي عن طريق التعليم. نحن في الاتحاد، نريد أن نرى القدوة الرائدة في صناعة الألعاب عبر الإنترنت.

وتحدث الأمير فيصل عن مساعد الدوسري، بطل نهائيات كأس العالم لألعاب فيفا الالكترونية عام 2018 الذي أقيم في الفترة من 2 إلى 4 أغسطس (آب) الماضي في لندن، فقال "تم إعلامي من قبل أحد أعضاء فريق إدارة ألعاب "إي أي"  بأن أحد اللاعبين كان مريضاً وتم إدخاله إلى المستشفى. وعندما فاز الدوسري، بدلاً من أن يحتفل، ذهب لزيارة هذا اللاعب في المستشفى. كنت فخوراً جداً بسماع ما فعله، ونريد أن نرى المزيد من الأشخاص مثله في عالم الإنترنت."

وبعد ثلاثة أيام من المنافسة، حصل الدوسري على الجائزة الكبرى بقيمة 250 ألف دولار.

وشارك في النهائيات 32 لاعباً من النخبة من مجموعة عالمية تضم 20 مليون لاعب حاولوا التأهل.

وأصبح الدوسري، البالغ من العمر 18 عاماً، والذي ينافس باسم "MSDossary" ، أول لاعب عربي يوقع عقداً احترافياً مع إحدى المنظمات الرياضية الأميركية الكبرى حيث مثّل "Team Rogue" لأول مرة في التصفيات العالمية، ما يمهد الطريق للاعبين العرب.

ويقول الأمير فيصل: "ما يهمني أكثر هو أنه في مجال الألعاب الإلكترونية، نحن كلنا واحد. لا يهم إذا كنت ذكراً أو أنثى. قوي أو ضعيف. كل ما يهم هو عقلك. إذا كانت لديك المهارة، فهذا يكفي. ولدينا الفرصة لأن نصبح قادة صناعة الألعاب والرياضة الافتراضية بدعم من الحكومة ومشروع "رؤية 2030". ونحن نعمل جنبا إلى جنب مع العديد من الوزارات. وبالتعاون مع وزارة التعليم، تمكنا من التواصل مع منسقي المدارس لإدماج الألعاب الرياضية والواقع الإفتراضي في فصول المدارس الخاصة من خلال تزويدهم بالتوجيه الصحيح كجزء من خطة مشروع "جودة الحياة" التي تم تقديمها مؤخراً. وعلى الرغم من أن مهمتنا هي دعم اللاعب، إلا أنني أحاول أيضاً سد الفجوة بين القطاع الحكومي والكيانات الأجنبية التي تتمتع بخبرة إضافية في هذه المجالات."

وافتتحت المملكة سابقاً أول مركز للجيل الواقعي للألعاب متعددة اللاعبين كجزء من استثماراتها بصناعة الترفيه. وأصبح مركز "زيرو لاتينسي" لألعاب الواقع الافتراضي متوفرة الرياض، وتوفر تجربة غامرة واسعة النطاق على مساحة 600 متر مربع.

وتقدم الساحة تجربة حيث يدخل الضيوف، مع أصدقائهم أو أفراد أسرهم أو زملائهم، العالم الافتراضي معاً، وهي تجربة تشبه المشي على كوكب جديد أو القتال من أجل البقاء، والعمل كفريق واحد لمحاربة الزومبي أو الروبوتات الغريبة.

وقد يكون للواقع الافتراضي تأثير أكبر بكثير على المجتمع وعلى الطريقة التي نتعلم بها. وعندما يكون من الممكن تراكب المعلومات فوق كل ما نراه من حولنا، فإن الفرضية الأساسية التي يقوم عليها نظامنا التعليمي يجب أن تتغير، حيث أصبحت التطبيقات المختلفة قادرة على تحديد النباتات والحيوانات ببساطة عن طريق توجيه هاتف ذكي إليها.

المزيد من علوم