Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلطان عمان الجديد... توجه مستقبلي حديث مع الحفاظ على الثوابت

هيثم بن سعيد درس السياسة الخارجية في بريطانيا ومارسها في المنطقة

بعد ساعات على إعلان وفاة سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، عيّنت العائلة الحاكمة في السلطنة خلفاً له هو السلطان هيثم بن طارق بن سعيد الذي كان حتى صباح السبت يشغل منصب وزير الثقافة والتراث في الحكومة العمانية. وجاء الاختيار نزولاً عند رغبة السلطان الراحل الذي عبّر عنها في وصيته.

على نهج السلطان قابوس

وفي أول كلمة له بعد مشاركته في تشييع جثمان السلطان القابوس وآدائه اليمين القانونية، أكد السلطان الجديد على ثوابت السياسة العمانية كما أرساها السلطان الراحل خاصة في بُعدها الخليجي والعربي ونهج عمان التصالحي مع الجميع.

وهذا أمر طبيعي بعد فترة حكم السلطان قابوس التي نأى فيها بعمان عن كثير من خلافات وقضايا المنطقة، مع استقلالية في الرأي والموقف في الوقت ذاته. لكن ذلك لا يعني أن سلطنة عمان لن تشهد في الأغلب مرحلة جديدة مع السلطان هيثم بن سعيد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم يكن دور هيثم بن سعيد يقتصر على وزارة الثقافة والتراث، وإنما كان يقوم بمهام "مبعوث خاص" للسلطان الراحل قابوس بن سعيد في مهام خارجية معلنة، وربما غير معلنة ايضاً. وبالتالي فالرجل كان فاعلاً في سياسة سلطنة عمان الخارجية وعلاقاتها بجيرانها ومحيطها.

الدراسة والمناصب

تلك الخبرة العملية دعمتها دراسته الجامعية في واحدة من أعرق الجامعات البريطانية – جامعة أوكسفورد – التي تخرج منها عام 1979 بعدما أكمل دراسة "برنامج السياسة الخارجية". كما عمل في وزارة الخارجية في مسقط في التسعينات وشغل عدة مناصب منها مدير عام الوزارة ووكيلها للشؤون السياسية.

كما تمرس السلطان هيثم بن سعيد في الخبرات الإدارية أيضا لدى رئاسته اتحاد كرة القدم العماني في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وكذلك إشرافه على تنظيم دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية في عمان في العام 2010. هذا المزيج من العمل الإداري الحكومي والمهام السياسة والتنظيم والإدارة في مجال الرياضة أضاف بلا شك لخبرة السياسة من الدراسة والممارسة.

يبلغ السلطان الجديد من العمر 65 عاماً، قضى أغلبها في مهام رسمية وشبه رسمية ويعرف عنه أنه من المتحمسين للتحديث الإداري وتبني تكنولوجيات العصر، وهو بذلك يشارك عدداً من قادة دول المنطقة المحدّثين لدولهم والمجددين لمؤسساتها.

رسالة من السلطان الجديد

هذه الرسالة من السلطان هيثم منشورة على الصفحة الرسمية للوزارة التي كان يشغلها حتى تنصيبه سلطاناً ربما تشير إلى توجهه، يقول عن وزارة الثقافة والتراث: "تسعى بلا شك منذ تأسيسها لتحديث أدواتها العملية تماشياً مع التطورات العلمية، كتحديث منظومتها الإلكترونية لتواكب بذلك الركب نحو دولة عصرية متكاملة الأداء متماسكة البناء ... لتختصر أهدافها؛ نحو غد أكثر وعياً بمتغيرات الحياة العصرية من تسارع في الآداء الحكومي ومتغير في المفهوم الإداري".

اهتمام خاص بالشباب

يولي السلطان هيثم بن طارق بن سعيد أيضا اهتماماً خاصاً بالشباب وتطلعاته وقدراته التي يمكن أن تسهم في تطوير السلطنة، ذلك مع الالتزام بالأسس التي قامت عليها "عمان" وسياساتها الإقليمية والدولية التي حافظت على توازن واضح في أوقات الأزمات.

ربما ستشهد الأيام القليلة القادمة مؤشرات على توجه السلطان الجديد، وإن كان من غير المتوقع أن نرى عاجلاً تحولات كبرى سوى على صعيد الداخل العماني في تسريع خطط التطوير والتنمية وتحسين الأداء الحكومي.

 

 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي