Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عمان تشيع سلطانها... وتنصيب هيثم بن طارق آل سعيد خلفا له

السلطان الجديد يؤكد المضي في سياسة سلفه الخارجية القائمة على "عدم التدخل"

شيعت سلطنة عمان السلطان قابوس بن سعيد في العاصمة مسقط، والذي توفي في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت 11 يناير (كانون الثاني)، عن 79 سنةً بعد نصف قرن من الحكم.

وبينما أعلن التلفزيون الرسمي العماني في وقت لاحق تنصيب هيثم بن طارق آل سعيد سلطاناً للبلاد خلفاً للراحل، ذكرت صحيفتان عُمانيتان أن "سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد أدى اليمين القانونية خلفاً لإبن عمه السلطان قابوس".
وفي وقت لاحق، أعلنت الحكومة العمانية في تغريدة أن "صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد - حفظه الله - يؤدي القسم سلطاناً للبلاد... إثر انعقاد مجلس العائلة المالكة وتقريره تثبيت مَن أوصى به جلالة السلطان قابوس بن سعيد".

 



مواصلة النهج

وتعهد سلطان عمان الجديد في أول كلمة ألقاها بعد تعيينه خلفاً لابن عمه الراحل، بمواصلة سياسة بلاده الخارجية القائمة على "عدم التدخل" التي انتهجها سلفه.
وقال السلطان الجديد "سنرتسم خط السلطان الراحل مؤكدين على الثوابت... وسياسة بلادنا الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الخارجية لغيرنا واحترام سيادة الدول". وأضاف أنه سيواصل "دعم الجامعة العربية والنأي بالمنطقة عن الصراعات. وسنواصل مع أشقائنا قادة دول مجلس التعاون الإسهام في دفع مسيرة التعاون".
ويُذكر أن السلطان الجديد هيثم بن طارق (65 سنة)، محب للرياضة، وتولى منصب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، قبل أن يصبح وزيراً للتراث والثقافة في التسعينيات. وكان أول رئيس للاتحاد العماني لكرة القدم في مطلع الثمانينيات.
 



وكان معلق التلفزيون العام في السلطنة أشار إلى أن العائلة المالكة قررت فتح رسالة تركها السلطان الراحل وحدد فيها اسم خليفته. وبحسب الدستور، يمكن لمجلس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، تحديد مَن تنتقل إليه ولاية الحكم.


وبدأ التلفزيون في بث القرآن الكريم. وأضافت الوكالة أن ديوان السلطان يُعلن "الحداد وتعطيل العمل الرسميّ للقطاعَين العام والخاص لمدّة ثلاثة أيّام وتنكيس الأعلام في الأيّام الأربعين المقبلة".
وكان الإعلام العماني نقل الثلاثاء عن ديوان البلاط السلطاني قوله إنّ "حال السلطان قابوس مستقرّة" منذ ملازمته المستشفى أخيراً.

مجلس الدفاع

وفي وقت لاحق، نشر مجلس الدفاع العماني دعوةً موجهة إلى مجلس العائلة المالكة لتحديد مَن تنتقل إليه ولاية الحكم. 
وأشارت وكالة الأنباء الرسميّة إلى أنّ وفاة السلطان جاءت "بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاماً منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من شهر يوليو (تموز) عام 1970،  وبعد مسيرة حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة وأسفرت عن سياسةٍ متّزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا". والسلطان قابوس غير متزوج ولا ابناء واشقاء له. وهو كان يتلقى العلاج من سرطان في القولون بحسب دبلوماسيين.
وتكثفت الاخبار حول وضعه الصحي في الأسابيع الأخيرة منذ عودته من بلجيكا حيث خضع لفحوص طبّيّة. وكانت زياراته المتكرّرة لألمانيا بدافع العلاج أثارت قلقاً حول خلافته واستقرار البلاد التي تؤدّي بانتظام دور الوسيط بين الدول الغربية وإيران.

 

 

وفور إعلان الوفاة دعا مجلس الدفاع الأعلى في سلطنة عمان مجلس العائلة المالكة للانعقاد لتحديد مَن تنتقل إليه ولاية الحكم.

 

تعازي وحداد

وفي أبرز ردود الفعل الإقليمية والدولية على نبأ وفاة السلطان قابوس، نعاه السبت كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأكد ملك السعودية وولي العهد أن "السعودية وشعبها يشاطرون الأشقاء في عُمان أحزانهم، ويسألون الله أن يلهم الأسرة الكريمة والشعب العُماني الشقيق الصبر والسلوان، وأن يديم على سلطنة عُمان وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار".
كما نعى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات السلطان قابوس. وأمر بإعلان الحداد لمدة 3 أيام في البلاد، اعتباراً من اليوم السبت وتنكيس الأعلام خلالها في كل الدوائر الرسمية داخل الدولة وسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج. كما أعلنت مصر والأردن والبحرين الحداد لثلاثة أيام على السلطان قابوس.


إطلالات قليلة

السلطان قابوس كان مقلاً في إطلالاته الإعلامية، ويعد صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب. ولد العام 1940 في 10 يناير (كانون الثاني) وهو الحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد. وكان يطلق على الحاكم لقب إمام قبل أن يطلق عليه لقب سلطان.

 

وطالما لعب السلطان قابوس أدواراً اقليمية احيطت دائماً بالسرية، مما جعل عمان مركزاً مهماً للقاءات الدولية. قابوس بن سعيد حصل في اميركا على جائزة السلام الدولية من 33 جامعة ومركز ابحاث ومنظمة اميركية. كذلك منحته الجمعية الدولية الروسية جازة السلام العام 2007.

المزيد من العالم العربي