تم الكشف عن إسم أحد أكثر المغتصبين نشاطاً في بريطانيا، من حيث عدد الاعتداءات التي قام بها. وقالت قاضية المحكمة التي أصدرت قراراً فيه، إن الحجم الحقيقي للجرائم "المنحرفة" التي نفّذها قد لا يكون معروفاً على الإطلاق. وقد حُكم على رينهارد سيناغا بالسَّجن لمدة لا تقل عن 30 عاماً يوم الاثنين الفائت، لارتكابه مئةً وتسعاً وخمسين جريمة ضدّ ثمانية وأربعين رجلاً قام باستدراجهم إلى شقته في مانشستر وتخديرهم واغتصابهم.
وأوضحت القاضية سوزان غودارد العضو في "المجلس القانوني للملكة"، أن دوائر الشرطة أحصت نحو مئة وخمسٍ وتسعين ضحية، من خلال تفحّصها أشرطة فيديو كان سيناغا قد صوّرها وهو ينفذ اعتداءاته، بينما كان ضحاياه فاقدين للوعي. وقالت القاضية البالغة من العمر ستةً وثلاثين عاماً مخاطبةً المجرم أثناء إصدارها الحكم يوم الإثنين: "لم أسمع عن أي حالة أخرى من حالات الإساءة الجنسية بهذا الحجم والجسامة. وقد لا يمكن أبداً معرفة النطاق الحقيقي لاعتداءتك."
ويعمل المحقّقون التابعون لجهاز "شرطة مانشستر الكبرى" على التحدّث إلى نحو 70 شخصاً من الضحايا المحتملين للمغتصب المتسلسل، الذين لم يتمّ التعرف عليهم بعد. ولا يمكن لهؤلاء المحقّقين استبعاد وجود آخرين من الذين ربما لم يتم تصويرهم أو لم يتقدّموا بشكواهم.
وكان قد تمّ الإعلان عن تفاصيل القضية، وهي أكبر دعوى قضائية على الإطلاق في المملكة المتّحدة تتعلّق بالاغتصاب، وذلك بعد رفع القيود عن الإبلاغ على أثر انتهاء المحاكمات الأربع. وكان سيناغا يقضي بالفعل عقوبةً بالحبس مدى الحياة في السجن الملكي في مانشستر، لتأثيمه في أول محاكمتين، لكن تمت إضافة الحدّ الأدنى لفترة عقوبته كي تصل إلى 30 عاما.
واستمعت "محكمة التاج في مانشستر" إلى وصفٍ للطريقة التي كان يخرج من خلالها رينهارد سيناغا في الساعات الأولى من الصباح بحثاً عن شبّان مخمورين كانوا يتسكّعون لوحدهم حول ملهى ليلي بالقرب من شقته.
واستمعت المحكمة أيضاً إلى ما قيل عن أن الطالب الإندونيسي البسيط كان يقدّم نفسه على أنه شخص جيّد مستعدّ للمساعدة، بحيث كان يعرض على الشبّان مكاناً للنوم أو تناول مزيدٍ من المشروبات. ويُعتقد أن سيناغا كان يقدّم لضحايا كحولاً ممزوجة مع عقار مخدّر مثل GHB الذي يعيق وصول الإشارة من الدماغ إلى الجسم ويُعرف بإسم "النشوة السائلة"، وذلك لشل حركتهم.
القاضية غودارد وصفت سيناغا بأنه "شره جنسي متسلسل شرير" استهدف شبّاناً خرجوا ليلاً للسهر مع أصدقائهم. وقالت له إن "أحد ضحاياك وصفك بأنك وحش." وأضافت "إن أحجام المخالفات التي ارتكبتها وخطورتها تؤكد على أن هذا الوصف هو دقيق."
ومضت القاضية قائلةً "إن أفعالك تظهر أنك شخص خطير ومضطرب للغاية ومنحرف، ولا شعور له بما يدور حوله. "وأضافت إنه كان "شخصًا ماكراً ومضلّلاً ولن يكون آمناً على الإطلاق." ويرتبط عادةً قرار إطلاق سراح أي سجين من هذا النوع، بقرار يتّخذه "مجلس الإفراج المشروط عن السجناء".
ولم تكن لدى ضحايا المغتصب المتسلسل، الذين كانوا في الغالب من الذكور والإناث، سوى القليل من الذاكرة في ما يتعلّق بالاعتداءات التي صوّرها سيناغا على هاتفه المحمول. وكان الذكور يغادرون شقته غير مدركين بأنهم تعرّضوا للاغتصاب. وقد تم القبض عليه بعدما استعاد أحد ضحاياه وعيه، ووقع في شجار معه قبل أن يتمكّن من انتزاع هاتفه وأخذه إلى الشرطة.
واستمعت المحكمة إلى أن عددا كبيرا من الضحايا الذين عانوا من صدمة وأضرار نفسية دائمة، منهم شابّان حاولا الانتحار. وادّعى سيناغا بأن هؤلاء وافقوا على ممارسة لعبة جنسية معه من خلال التظاهر فيها بأنهم موتى. لكن المدّعي العام إيان سيمكين وصف حجّة الدفاع بأنها "غير مجدية" بعدما أظهرت لقطات الفيديو أن بعض الضحايا كان يشخّرون.
وتمّت إدانة رينهارد سوناغا بما مجموعه 159 جريمة ارتُكبت في الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) العام 2015، ومايو (أيار) العام 2017. وأُثم أيضاً بـ 136 تهمة اغتصاب، و14 تهمة اعتداء جنسي، و8 تهم محاولة اغتصاب، وبتهمة اعتداء واحدة من خلال الإيلاج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعت "شرطة مانشستر الكبرى" أي شخص يعتقد أن سيناغا قد اقترب منه ليلة واحدة إلى تقديم إفادته. ويقول أحد عناصرها، إنه ربما واصل ارتكاب جرائمه على مدى 10 أعوام. وأوضح مساعد قائد الشرطة في المدينة مابس حسين، أن جهازه لديه أفراداً متخصّصين يعملون على القضية، وهم ينسّقون مع خدمات الدعم لضحايا الاعتداء الجنسي. وقال إن "تقديم الدعم للضحايا كان في مقدّم اهتمامات هذا التحقيق، وكان هدفنا الأساس طوال الوقت تشجيع هؤلاء على التقدّم. ولدينا خدمات متخصّصة لمدّهم بالمساعدة المطلوبة."
وعثرت "شرطة مانشستر الكبرى" لدى تفحّصها الأجهزة الرقمية الكثيرة التي كان يمتلكها المهاجم، على نحو 3.29 تيرابايت من المواد الغرافية، أي ما يعادل نحو 250 قرص فيديو رقمياً تصوّر الاعتداءات الجنسية. وتمّ بعد ذلك تقديم إرشادٍ للمحلّفين الذين اضطُروا إلى مشاهدة بعض لقطات الهاتف المحمول.
ويشير إيان راشتون، نائب رئيس نيابة التاج في شمال غرب بريطانيا، إلى إن سيناغا "يبدو أنه استمدّ مزيداً من المتعة الملتوية، من خلال إعادة مشاهدة أفلامه في المحكمة، ووضع ضحاياه في حال صدمة في ما يتعلّق بتقديم الأدلّة". وقال إن المنتهك كان "من أكثر المغتصبين نشاطاً في التاريخ القانوني البريطاني" وربما في العالم، وإنه كان بلا شك، سيضيف المزيد إلى سجّله المخيف لو لم يتم القبض عليه.
وأوضح أن "السلوك غير المهدّد من جانب سيناغا كان وسيلة خداع لهؤلاء الشبّان من خلال تقديم هذا الوحش نفسه على أنه من الأشخاص المستعدّين دائماً لمدّ يد العون. وكان قد شكره كثير منهم على لطفه في منحهم مكاناً للمبيت فيه." وقال: "أودّ أن أشيد بجميع هؤلاء الأشخاص وأن أعبّر عن امتناني على مرونتهم الفائقة وشجاعتهم وقوّتهم في مساعدتنا على تقديم هذه القضايا المروّعة إلى المحكمة".
واستمعت المحكمة إلى إفادات هؤلاء الضحايا بأن أيّاً منهم لم يرغب في معرفة تفاصيل عمّا حدث لهم عندما تعقّبتهم الشرطة. واختار البعض أيضاً عدم إطلاع عائلاتهم أو أصدقائهم المقرّبين منهم على الاعتداءات المؤلمة التي تعرّضوا لها.
(تقارير إضافية من "برس آسوسييشن")
© The Independent