Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وافق ترمب طبقه!

مسألة التوازن في شرق المتوسط هشة

تتعامل الولايات المتحدة مع العالم كحديقة خلفية (غيتي)

لا ينفع، مع دولة "العم سام"، قول الشاعر "لا تنهَ عن خلق وتأتي بمثله"، لأن ذلك من التقاليد الأميركية، فالعنف "جين" أميركي، وأن تكيل بمكيالين، تدعم الأنظمة الفاشية، ومن ثم تعاقب من يخرج منها عن الطوع... وهلم.

تتعامل الولايات المتحدة مع العالم كحديقة خلفية، فيها تزرع وتقتلع النبت الشيطاني، وقبِلَ في مطبخها مهمة "الشريف" الاستباحة، وشعارها wanted""، ومن ثم يُغتال الرئيس ليقفل الملف، بتهمة موجهة لمجهول. فهل تنفع أميركا في إحقاق حق مستباح، وهي من أسهمت، بشكل أو آخر، في زرع المُستبيح وحصده؟...

باتت هذه الدولة العظمى أخيراً، عبارة عن "طائرة مسيرة"، (درون/ DRONE )، تُسيّر من بعد، السلم والأمن العالميين، هذه الغاية الكبرى، تبرر الوسيلة العظمى: الاغتيالات، ومن ثم يرفع الرئيس الأميركي، العلم على نار، متخذاً ممن يدينه قدوته.

تدين زعيمة العالم الحر والديمقراطية، "جماعة طالباني" بالإرهاب، ومن ثم تعاملها كندّ في مفاوضات مكوكية، في "دوحة" السلام!. وفي مشهد "بلاك كوميد"، من فيلم هوليودي، "ترمب" الرئيس يُوسم كلباً، أسهم في اغتيال "أخطر رجل في العالم"، هذه الأيقونة التي تُلبس كل مرة، لرجل يمثل ذلك الدور، كاسترو الكوبي، نورييغا البنمي، القذافي الليبي، البشير السوداني، تشافيز الفنزويلي. كل الدلائل تشير إلى أن كلاً منهم: إما أن المجيء به، تم بإسهام ""C IA، وإما بلإسهام في الحفاظ عليه، بتسويغ أن العدو المفيد، أفضل من الصديق البائر.

نجحت الولايات المتحدة، في إنهاء عصر الحرب الباردة، بحرب دينية، ضد إمبراطورية الإلحاد الاتحاد السوفييتي، وبحشد جماعات دينية، وخرجت للعالم، بحرب جديدة تدعى "حرب الإرهاب"، ضد "الجماعات الدينية". وكانت فاتحة هذه الحرب الصليبية الجديدة، "ثورة دينية" في بلاد فارس، أنشأت دولة للملالي "مشائخ الشيعة"، ما مثلت التوأم للدولة الدينية اليهودية.

تخوض الولايات المتحدة، منذ أربعين حولاً، حرباً دينية متسلسلة، حليفها الرئيس فيها دولة دينية، عدوها الافتراضي الرئيس أيضاً، دولة دينية، بدءاً من الحروب الأفغانية، التي لا تنتهي، حتى حرب نزع الأنياب النووية الافتراضية، لقائد معركة القادسية صدام، فحرب الاغتيالات في اليمن... وغيرها، يواكب هذه الحروب الصغيرة، لب أساس ما هويته صراع أميركا، ضد عدوها الأول والأخير، الشيطان الأكبر: دولة الملالي، شريكها في إدارة عراق، ما بعد صدام وحتى الساعة.

لم تخلُ الدولة العظمى الولايات المتحدة من الاغتيالات يوماً، في حرب الذود عن سفاراتها، ضد إرهابيين تنتجهم وتمولهم، "دولة الملالي"، حرب وكأن البنتاغون والإدارة الأميركية تديرها، كي لا تنتهي، وفي هذا الفيلم الأميركي الطويل، ثمة نجم النجوم، الممثل الأول، زعيم "حزب الله" حسن نصر الله.

وثمة خلط أوراق، كما لعبة الروليت الأميركية، يجول ترمب بها في رقعة "الشرق الأوسط"، ما يعتبر أرض حرب، في مواجهة أرض السلام، الغرب وجيتوه اليهودي المتقدم "إسرائيل"، وهذه الرقعة يتم إجماع على أنها حقل "الإرهاب"، كما هي أرض حرب، ولو تمعنا قليلاً، نجد الإدارة الأميركية، لا تعمل من أجل أي حسم، لأنهاء هذه الحالة، التي تُمظهر كحالة مستعصية العلاج.

هل هذا يعني أن الولايات المتحدة، ممسكة بزمام الحرب الوشيكة؟ وهل هذا يعني أن خصمها الرئيس المفترض "ملالي ايران"، مستفيد من هكذا وضعية، ولن يذهب بعيداً بلعبة "حرب اللاحرب"؟.

في تقديري، ليس ثمة أجابة قاطعة، لكن المعطيات والمؤشرات خلال عقود، تظهر أن ما بين أميركا وملالي ايران، مماحكات خطرة فحسب، جعلت حتى الآن، الشرق الأوسط على سطح صفيح ساخن، ولكن بشكل ما، المبرد لهذا السطح، هو الحجر الأساس المستبعد، أن الدولة الدينية في إيران تخلق توازناً في المنطقة، مسكوتاً عنه، لاستمراء وبلع دولة دينية في "فلسطين"، إسرائيل الحلّ العصي للمسألة اليهودية، من خلال عقود كانت، العروة الوثقى لحروب الشرق الأوسط.      

ضرب قاعدة في "أربيل" بالصواريخ، ما قيل إنها "فِشِنك" أو ألعاب نارية!، رسالة أن مسألة التوازن في شرق المتوسط هشة، وأنها كأحجار الدومينو، نذكر أن هذه الصواريخ "الألعاب النارية"، في إطار التصريحات الحُسينية، موجهة إلى إسرائيل.

عود على بدء، أن مسألة جنس الملائكة، أحجية يتبادلها الطرفان، ما يعرفان الحد، ما يمكن فيه ممارسة صراع الديكة، لكن إذا كانت "إسرئيل" تملك أنياباً نووية، فإن الدولة الدينية "ملالي إيران، ترغب للحافظ على التوازن، في أنياب مماثلة، ودولاً في الصراع، كروسيا القيصرية، فالصين الإمبراطورية الناهضة، تدعم هذه الرغبات الجموحة، كي يكون لها في القصعة نصيب.

العالم، فشل عند توافر، "توازن الرعب" بين دولتين كبيرتين، ولم تنجح "الدولة العظمى" في القيادة، لهذا بكل يد مُضرجة يُدق العالم، من أجل مشروع قوى متعددة، ما يجعل من شرق المتوسط، الباب القديم الذي يُدق، لخلق التوازن الجديد، المفتقد "الآن وهنا".                             

المزيد من آراء