Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سيناريوهات مرتقبة لأهداف أميركية وإيرانية في سوريا

في حال اتساع دائرة الحرب خارج حدود العراق

ستكون سوريا أكبر الساحات التي من المحتمل أن يستعر فيها الصراع مجدداً (غيتي)

تشخص أنظار العالم نحو قبضة الولايات المتحدة العسكرية وطريقة ردها على الضربة الإيرانية التي تلقتها قاعدتها في العراق ثأراً لمقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني.

الجغرافية تتحدث

في المقابل، تثير الصواريخ الإيرانية البعيدة المدى "قيام" التي استهدفت قاعدة "عين الأسد" ويصل مداها إلى 800 كيلومتر، جدلاً حول اكتفاء طهران من شغف الانتقام لأبرز قادتها العسكريين بتلك الضربة.

يذهب مراقبون للقول "إن الرد الإيراني ما دام تركز في الحدود الجغرافية لموقع حادثة السليماني، أي في العراق وحسب فهذا يفضي إلى احتمال رغبة إيران في تقويض رد فعلها وعدم اتساع رقعته ليشمل أهدافاً أميركية أخرى في عدد من الدول العربية".

خرائط المنطقة العسكرية باتت مكشوفة أمام صواريخ بعيدة المدى وأي تهور يلوح في الأجواء أو على الأرض، لن يقتصر على استهداف المواقع العسكرية بل مصالح البلدين.

ولعل هذا الأمر ما لا يرغب فيه الساسة الإيرانيون لا سيما في ظل حصار أميركي محكم، اشتد وطيسه في العام المنقضي، وأرهق الاقتصاد الفارسي ما جعل صادراته من النفط صفراً.

الرد بالمثل

في المقابل، تتناظر قواعد حربية للدولتين المتنازعتين في شرق سوريا، الواقعة على صفيح ساخن إذ تتربص كل منهما بالأخرى، في واقع أشبه بفتيل بارود سريع الاشتعال.

وفي حال اتسعت دوائر الردود العسكرية خارج المربع العراقي ضمن سيناريو لا يمكن استبعاده وفق ما يراه خبراء في الشأن السياسي، ستكون سوريا أكبر الساحات التي من المحتمل أن يستعر فيها الصراع مجدداً.

ويعزو أصحاب الخبرة في هذا الشأن تمركز قوات أميركية منذ العام 2015 في مناطق تخضع لسيطرة الفصائل الكردية، في الشمال الشرقي، إلى ما يبرر خروج دفعات من آليات عسكرية أميركية بلغت العشرات تحمل معدات من عدد من القواعد العسكرية يوم أمس 8 يناير (كانون الثاني).

وذكرت مصادر ميدانية عن وجود ما يمكن وصفه قراراً مفاجئاً، صدر عقب الضربة الإيرانية بنقل قوات من قاعدة خراب الجير، إذ إنها أخليت بشكل شبه كامل متجهة إلى قرية السويدية القريبة من معبر الوليد.

في سياق متصل، سحبت واشنطن قواتها من قاعدتها مدينة الشدادي في ريف الحسكة، ويرجح المصدر "انتقال القوات المقاتلة حتى أنها اتجهت عبر معبر الوليد في طريقها للأراضي العراقية".

وفي وقت بررت مصادر سياسية من دمشق أن ذلك التغيير الطارئ يوحي بانتقال القوات إلى العراق تمهيداً لحرب واسعة النطاق أو إعادة انتشار تحسباً من ضربات إيرانية محتملة.

الأهداف الإيرانية

في غضون ذلك، بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب مصمماً على تلقين إيران درساً في السياسة والاقتصاد هذه المرة، عبر زيادة العقوبات عليها، بعد ضربتها الأخيرة لقاعدة بلاده في العراق.

إلا أنه من جهته يرى في تلك الضربة المدروسة والتي رجحت وسائل إعلام أجنبية أن أميركا كانت على علم بها قبل تنفيذها هي أشبه بامتصاص الغضب الإيراني وتهدئة الرأي العام الداخلي لديه.

في الجهة المقابلة، تتأهب القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا بصمت لأي إشارة بشن ضربات تستهدف مواقع النفوذ الأميركي بخاصة الآبار التي سيطرت عليها القوات الأميركية، وهنا لن تصطدم الميليشيات الإيرانية مع قوات المارينز، بل ستواجه أيضاً قوات "قسد" ذات الأغلبية الكردية والمدعومة من أميركا وقوى التحالف.

الاستهداف الإيراني إن حدث، سيكون من قاعدة برية بنيت من وقت ليس بقصير في شرق البلاد على الحدود العراقية، وهي أكبر القواعد العسكرية الإيرانية، إضافة إلى قواعد متفرقة في البادية السورية (الشحمي وجلغيم والسبيع بيار) يرى فيها متخصصون بالشأن العسكري أنها مواقع إمداد لأي تقدم محتمل باتجاه مواقع نفوذ أميركية.

الجنوب المشتعل

ومع أن الوقائع تشير إلى اتباع طهران سياسة الضربات الصاروخية كاشفة عن أبرز وأحدث منظوماتها، إلا أن إسرائيل المرحبة بابتهاج لضرب إيران وتدفع إلى ذلك، لن تكون بمنأى عن الهجوم الإيراني المرتقب.

كل ذلك، يضع احتمالات وضع القواعد الإيرانية المنتشرة جنوب البلاد على قائمة الاستهداف الجديد، والتي طالما تناولتها طائرات تل أبيب بالقصف بين الفينة والأخرى.

من أبرز الغارات كان قصف مطار التيفور العسكري ويشرف عليه ما يعرف بالجنرال "حاجي زاده"، ومصرع 7 من المقاتلين الإيرانيين مع استهدافات متلاحقة لقيادات عسكرية في ضربات متفرقة، مرغمة إياها على ترحيل جزء أكبر منها إلى شرق البلاد.

التوقعات تنبئ بالاتجاه نحو تحالف بين واشنطن وتل أبيب لضرب أهداف جنوب سوريا، منها أكبر القواعد العسكرية وبنيت عام 2017 التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني شرق دمشق عدا عن أهداف متفرقة، فيما القاعدة الأخطر على إسرائيل هي قاعدة إيرانية في القنيطرة.

 في شمال سوريا تتنوع القواعد وأهداف واشنطن لشن هجمات على المواقع الإيرانية، ولعل السيناريو الأبرز توَّلي القوى الموالية لها بشن اشتباكات معها، أو تسيير الطائرات والصواريخ المسيرة من بعد بالإغارة عليها.

فيما تتموضع أكبر القواعد في الشمال، بالقرب من حلب. وأنشئت قبل خمس سنوات وتضم فصائل من دول متعددة الجنسية منها اللبنانية والباكستانية والأفغانية بالإضافة إلى الإيرانية، وستكون أهدافاً سهلة ومكشوفة للصواريخ الأميركية من بعد، ما لم تكتف طهران من ضربتها الأخيرة ووسعت هجماتها.

المزيد من العالم العربي