Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بريكست" يسبب انشقاقاً في حزب العمال بعدما كاد أن يطيح ماي

أعلن سبعة نواب "عماليين" تركهم الحزب بسبب سوء إدارة زعيمه ملف الخروج من أوروبا وعدم تحركه في مواجهة "معاداة السامية".

يبدو أن ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" بات سيفاً ذو حدين، فبعد أن كاد يطيح رئيسة الوزراء، وزعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي من منصبَيها، وعرّضها لأكبر هزيمة في التاريخ البريطاني لرئيسة حكومة في مجلس العموم، إثر رفض أغلبية ساحقة من ممثلي الشعب خطتها للخروج التي توصلت إليها مع القادة الأوروبيين (432 ضد مقابل 202 مع)، بات اليوم حزب العمال المعارض الذي يتزعمه غريمها اليساري جيريمي كوربن مهدداً بانشقاق صفوفه، على خلفية الضبابية التي اكتنفت مواقف الأخير من ذلك الملف.

انشقاق 7 نواب

وفي وقت يدفع فيه حزب "العمال" باتجاه إجبار حكومة ماي، على التوجه إلى صناديق الاقتراع مجدداً عبر طرح الـ "بريكست" على استفتاء جديد، ممنّياً النفس في الاستفادة من تغيّر محتمل في المزاج الشعبي البريطاني يبقي المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الأوروبي، تلقّى الحزب البريطاني المعارض ضربةً غير متوقعة من الداخل. وأعلن سبعة نواب "عماليين" في مؤتمر صحافي الاثنين، انشقاقهم بسبب إدارة زعيمه جيريمي كوربن ملف "بريكست" واتهامه بعدم التحرك في مواجهة "معاداة للسامية" المتنامية برأيهم داخل أكبر أحزاب المعارضة في بريطانيا.

"مؤلم لكن ضروري"

 

وقالت النائبة لوسيانا بيرغر إن النواب سيشكّلون كتلة خاصة بهم في البرلمان باسم "المجموعة المستقلة". وشدّدت على أن "القرار كان صعب الاتخاذ، مؤلم لكن ضروري".
وتحدّث كل من النواب العماليين السبعة عن أسباب انشقاقهم بعبارات قاسية، قائلين إنهم يشعرون بالاشمئزاز مما قالوا إنه "معاداة للسامية" موجودة داخل الحزب.
ورأى النائب المنشقّ كريس ليزلي أن "الحزب الذي كنا فيه لم يعد كما كان، لقد سيطر عليه اليسار المتطرف".
وأكد النائب البارز الصاعد شوكا أومونا المنشق أيضاً، رغبته في "رمي السياسة القبلية القديمة في سلة المهملات" للنهوض برؤية مختلفة للسياسة.
وأعلن نائب منشق آخر هو مايك غابس أنه "غاضب من أن توجه حزب العمال يسهّل بريكست".
ويواجه كوربن انتقادات لأنه لم يتّخذ موقفاً واضحاً من مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعدم التحرّك بقوة كافية في مواجهة اتهامات عدة بتنامي تيار "معادٍ للسامية" داخل حزبه.

ويأتي الانقسام في حزب المعارضة الرئيس في بريطانيا قبل أيام من تصويت بالغ الأهمية في مجلس العموم حول "بريكست" الخميس، يدفع فيها النواب العماليون كوربن إلى دعم إجراء استفتاءٍ ثان حول عضوية الاتحاد الأوروبي.

المحافظون يهدّدون ماي

في المقابل، يهدّد نواب محافظون رئيسة الوزراء في التصويت ضد خطتها الخميس، التي من شأنها في حال مرّت، أن تسمح لها بالمطالبة بإعادة فتح التفاوض حول أحكام اتفاقية الاتحاد الأوروبي لمنع فرض حدود صلبة بين أيرلندا الشمالية وجهورية أيرلندا، إضافة إلى رفض خروج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق معه.

في هذه الأثناء، يتجه المزاج في بروكسل (مقرّ الاتحاد الأوروبي) إلى الشك في قدرة ماي على دفع حزبها إلى دعم خطتها. وقال كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه لدبلوماسيين من الدول الأوروبية الأعضاء إن "إستراتيجيتها لا يمكن أن تنجح".

كما أشار أحد سفراء الاتحاد الأوروبي إلى تعاظم مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق في شأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لتبلغ نسبتها 90 في المئة، نظراً إلى تصلّب المواقف تجاه رئيسة الوزراء.

أكبر انشقاق

يُذكر أن حركة النواب العماليين السبعة هي أكبر انشقاق لنواب حزب العمال منذ انتخاب كوربن زعيماً للحزب في العام 2015. وكان برلمانيون معتدلون اقتصادياً تركوا الحزب أو استقالوا من مقاعدهم في مجلس العموم في وقت سابق، لكن الاقتراحات في شأن إنشاء حزب جديد، لطالما تعرقلت أو حُجِّمت من قبل النظام الانتخابي البريطاني، الذي يصعّب كثيراً على الأحزاب الصغيرة دخول البرلمان.

استفادة الخصوم

وحذّر جون ماكدونيل، مستشار الظل في حزب العمال، من أن انقسام "العمال" اليوم قد يشبه ما حصل في الثمانينيات، معتبراً أن تشكيل "الحزب الديمقراطي الاجتماعي" المعتدل في العام 1981 سمح لرئيسة الوزراء الراحلة (المحافظة) مارغريت تاتشر بالبقاء طويلاً في السلطة. إلا أنه وبخلاف مؤسسي "الحزب الديمقراطي الاجتماعي"، لا يتمتع المنشقّون السبعة بخبرة وزارية كبيرة أو سمعة عامة عالية، بل يفتقرون إلى التمويل وعناصر بنية أساسية للحزب، وسيعملون بدايةً كمجموعة منفصلة في مجلس العموم، بدلاً من كونهم حزباً جديداً.

المزيد من دوليات