Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمن الوطني العراقي يعلّق على أنباء مقتل زعيم "داعش"... لا دليل على وجوده في الشرق السوري

"البغدادي اعتمد على صناعة ثلاثة تحولات تنظيمية صلبة تحيط به وقريبة منه وتشاركه في العقيدة والمنهج والغاية، بعد انهيار تنظيم القاعدة في العراق في العام 2010"

أنباء متضاربة حول مصير رئيس تنظيم داعش الإرهابي "أبو بكر البغدادي" (رويترز)

تتوالى التصريحات التي تنفي مقتل أو إصابة أو محاصرة زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي وشهرته "أبو بكر البغدادي"، خلال المعارك الأخيرة التي يشهدها الشرق السوري، بينما يقول خبير أمني إن "هذا الشخص اعتاد الابتعاد كثيراً عن المناطق التي تشهد اشتباكات، أو قصفاً مستمراً". وتداولت وسائل إعلام عراقية وسورية، أنباء تشير مرة إلى مقتل البغدادي، خلال المعارك التي تشهدها مناطق الشرق السوري، قرب الحدود مع العراق، وأخرى إلى إصابته، وثالثة إلى رصد مكانه أو محاصرته.

 

"المعلومات المتاحة في شأن البغدادي لا تؤكد مقتله"

لكنّ مسؤولاً رفيعاً في جهاز الأمن الوطني العراقي، أبلغ "اندبندنت عربية"، بأن "المعلومات المتاحة في شأن مصير البغدادي، لا تؤكد مقتله أو إصابته"، مؤكداً أن "فريقاً خاصاً يتتبع أثره، من دون أن يعثر على دليل يشير إلى وجوده في موقع ما ضمن نطاق ساحة العمليات في الشرق السوري"، وقال المسؤول، الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته إن "البغدادي أحد الأهداف التي تحظى بالمتابعة، لكنه ليس الهدف الوحيد"، مذكراً بأن العمليات السابقة التي استهدفت قيادات في تنظيمَي القاعدة وداعش لم تسفر عن تحولات كبيرة في أنشطتهما، ما يستدعي التركيز على تطهير المناطق أكثر من ملاحقة شخصيات محددة.

وتابع، أن "العمليات العسكرية في الشرق السوري، تحظى بأهمية بالغة، ففضلاً عن أنها تفكك آخر معاقل تنظيم داعش في سوريا، فهي تقع ضمن نطاق يؤثر في شكل فعال في المجال الحيوي للحدود العراقية مع سوريا". وأكد أن القوات العراقية في مناطق غرب البلاد، التي تتصل بالحدود السورية، مستنفرة، وأسهمت في تقديم إسناد استخباري فعال، إلى جانب التحالف الدولي، الذي يساند قوات سوريا الديمقراطية، التي تتولى مهمة الزحف البري.

 

العراق يضع البغدادي في مقدّم الأهداف العسكرية

وكانت قيادة العمليات المشتركة في العراق، وهي أعلى سلطة عسكرية في البلاد، تضم مستشارين من الولايات المتحدة، أعلنت السبت الماضي، أن المعلومات التي تحدثت عن تحديد موقع البغدادي، ليست دقيقة. وقال الناطق باسم العمليات، العميد يحيى رسول، إن العراق يضع البغدادي ضمن لائحة أولويات الأهداف العسكرية، مؤكداً أن القوات العراقية ستدخل في العمق السوري في حال توافرت لديها معلومات مؤكدة عن موقع زعيم داعش. ويربط مراقبون حذر السلطات العراقية في الحديث عن وضع زعيم داعش بمواقف سابقة، أعلنت فيها بغداد مقتل المطلوب الأول في صفوف المتشددين، قبل أن يتبين خطأ هذه المزاعم، لذلك، تريد السلطات العراقية أن تتثبت من معلوماتها، قبل التورط في إعلان جديد، قد تنفيه الوقائع.

 

البغدادي يفتقر إلى سحر القائد

ويقول الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي، إن عمليات تصفية قادة الجماعات المتطرفة، حدثت في الغالب بعيداً من ساحات المعارك الكبيرة، إذ تعتمد على معلومات استخبارية وفرق خاصة للتنفيذ، ويضيف أن معلوماته تؤكد أن "البغدادي ليس محاصراً في مناطق العمليات الحالية، وهو بعيد من الشرق السوري منذ أشهر، ويقول الهاشمي، وهو أحد أهم الخبراء في شؤون الجماعات المتشددة، إن "البغدادي يفتقر إلى سحر القائد، وهو شديد الحياء، قليل الظهور الإعلامي، ويثق كثيراً بالعناصر العراقية، ويقسّم صلاحياته بينهم، وليس حازماً في التعامل مع أخطاء قياداته"، وهو ما يفسر انعدام تأثيره خلال الأشهر الأخيرة، التي شهدت تراجعاً كبيراً في سطوة التنظيم، ويتابع شارحاً أسلوب زعيم داعش في العمل، أن "البغدادي اعتمد على صناعة ثلاثة تحولات تنظيمية صلبة تحيط به وقريبة منه وتشاركه في العقيدة والمنهج والغاية، بعد انهيار تنظيم القاعدة في العراق في العام 2010"، موضحاً أن "التحول الأول يتمثل في خطة البغدادي لإعادة هيكلية التنظيم، بما يسمح بصعود الشخصيات العراقية إلى هرم القيادة". ويضيف، أن "التحول الثاني يقوم على سماح البغدادي باستخدام الضباط العراقيين من ذوي الميول البعثية، وهو نهج لم يسبقه إليه أحد، إذ اعتاد هؤلاء الضباط العمل ضد الوجود الأميركي في العراق في شكل مستقل، بعيداً من الجماعات الإسلامية"، مشيراً إلى أن "البغدادي كلف هؤلاء الضباط بمهمات قيادية"، وتابع، أن التحول الثالث، "يتمثل بمنهج كسر الحدود وترك العدو البعيد، إذ اعتمد داعش إستراتيجية فتح الحدود بين العراق وسوريا، والقتال المباشر، متخلياً عن تكتيك تقليدي للجماعات المتشددة، يتمثل في حرب العصابات، الذي يقوم على الكر والفر"، مشيراً في الوقت عينه إلى أن "البغدادي، استهدف بخطته هذه السيطرة على مراكز الثروات والمخازن العسكرية والمعابر الحدودية والطرق الدولية والجسور والسدود، وإدارة أرض التمكين، وفرض البيعة على جميع المسلمين السنة في تلك الجغرافيا، وإعلان الخلافة، وفرض الأحكام الدينية المتشددة، وفتح باب الهجرة إلى أرض الخلافة".

 

البغدادي نجا أخيراً

وكانت وسائل إعلام، ذكرت أن البغدادي نجا أخيراً، من محاولة اغتيال، نفذها منشقون أجانب في تنظيم داعش، مشيرة إلى أن العملية، وقعت في منطقة قرب "هجين"، شرق سوريا، وتقول مصادر عراقية، إن بغداد تتواصل مع دمشق وواشنطن، في شأن مصير عوائل انخرط أبنائها في تنظيم داعش، وكشف مقربون من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، عزمه على المطالبة باستعادة هذه العوائل، التي تقوم على نساء عراقيات، تزوجن بمقاتلين في داعش، وأنجبن أطفالاً، يحيط الجدل في شأن الجنسية التي يجب أن يحصلوا عليها.

المزيد من العالم العربي