Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المستثمرون يبيعون الأسهم ويشترون السندات والذهب... والسبب أميركا وإيران

"وول ستريت" والبورصات الأوروبية في حالة ترقب لتطورات الشرق الأوسط... والنفط يشتعل

متعاملون في بورصة نيويورك   (رويترز)

لم تكد "وول ستريت" تنتعش بفضل انتهاء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حتى جاءتها حرب أخرى أميركية - إيرانية مع إعلان البيت الأبيض أمس المواجهة المباشرة مع طهران في عمق تغلغلها العراقي، ردا على الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية قبل أيام.

وأعطى الرئيس الأميركي ضوءاً أخضر لتوجيه ضربة جوية في بغداد أدت الى مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الذي يعتبر رأس الحربة في النزاعات الإقليمية من العراق إلى سوريا فلبنان واليمن، إضافة إلى أبو مهدي المهندس، القيادي في قوات الحشد الشعبي العراقي، ما اعتبر تطورا دراماتيكيا من قبل الإدارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

المستثمرون يبيعون الأسهم

وبسبب هذه الأحداث السريعة، فضل المستثمرون في الأسهم البيع والانتظار حتى تتضح ملامح الحرب الجديدة، خصوصا أن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي تعهد بانتقام قاسٍ، وهو ما يهدد بأن تفتح جبهة قتالية في المنطقة.

ومنذ الصباح الباكر، بدأت البورصات على انخفاض، وأغلقت على تراجع أقل من 1% للمؤشرات الثلاثة الرئيسة، خصوصا بعد أن ظهر مؤشرات اقتصادية أميركية سلبية زادت من حدة التشاؤم لدى المستثمرين متعلقة بانكماش قطاع الصناعات التحويلية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"وول ستريت" تنخفض

وتأثر مؤشر "داو جونز" الصناعي، الذي يقيس الشركات الصناعية، بهذه البيانات الاقتصادية حيث هبط بنسبة 0.82%، بينما هوى مؤشر "ستاندرد آند بورز500" بنسبة 0.71%، فيما أغلق مؤشر "ناسداك" بنسبة 0.8% تقريبا. وبحسب بيانات "رويترز"، فقد أنهى مؤشر "ستاندرد آند بورز" على انخفاض أسبوعي قارب 0.17%، وهو أول انخفاض أسبوعي للمؤشر بعد خمسة أسابيع متتالية من المكاسب. كما أنهى "داو جونز" الأسبوع منخفضا 0.04%، في حين صعد ناسداك 0.16% على مدار الأسبوع.

تراجع في قطاع الصناعات التحويلية

وفي تفاصيل انكماش قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة، فقد انكمش في ديسمبر بأسرع وتيرة في أكثر من عشر سنوات، مع هبوط طلبات الشراء الجديدة إلى أدنى مستوى في حوالي 11 عاما، وتراجع التوظيف في المصانع لخامس شهر على التوالي، بحسب بيانات "رويترز".

وتعرض قطاع الصناعات التحويلية لضغوط معظم النصف الثاني من 2019 بسبب حرب الرسوم الجمركية المتبادلة بين واشنطن وبكين، التي أبطأت تدفق البضائع بين أكبر اقتصادين في العالم.

المخاوف تصل أوروبا

وانسحبت مخاوف الحرب على الأسواق العالمية، حيث تراجعت سوق الأسهم الأوروبية أمس، حيث أغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسة التداول منخفضا 0.3%، وسجلت الأسهم الألمانية أسوأ يوم لها في شهر مع هبوط سهم شركة الطيران لوفتهانزا 6.5% بسبب مخاوف من تأثير ارتفاع أسعار النفط على أداء الشركة، علما أن كل شركات الطيران الأخرى أغلقت منخفضة وأثرت على المؤشرات خصوصا بعد أن صعد النفط أكثر من 3% عقب الضربة الأميركية.

لكن القفزة في أسعار النفط رفعت مؤشر أسهم قطاع الطاقة الأوروبي إلى أعلى مستوياته في سبعة أسابيع. وصعد خام برنت إلى 69.5 دولار للبرميل، في أعلى مستوياته منذ منتصف سبتمبر (أيلول) عندما هوجمت منشأتان نفطيتان سعوديتان.

النفط يشتعل

وزاد خام غرب تكساس الوسيط 2.53 دولار أو 4.1% إلى 63.71 دولار للبرميل، بعد أن قفز في وقت سابق إلى 64.09 دولار للبرميل، أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) الماضي.

اللجوء للملاذات الآمنة

وبسبب هذه الأحداث السريعة، لجأ المستثمرون لإلى الملاذات الآمنة، حيث اتجهوا إلى الشراء في سوق السندات الحكومية والأميركية باعتبارها ملاذات آمنة، وأدى ذلك إلى تراجع عوائد هذه السندات الطويلة الأجل.  فقد نزلت عائدات السندات الاتحادية الألمانية لأجل عشر سنوات، لأدنى مستوياتها في عامين، وبلغت عوائد السندات الإسبانية أقل مستوى في خمسة أسابيع، وهبطت تكاليف الاقتراض في إيطاليا عشر نقاط أساس تقريبا، بحسب بيانات "رويترز".

وفي سائر منطقة اليورو، هبطت عائدات السندات لأجل عشر سنوات بين ست وتسع نقاط أساس. وبلغت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع عند حوالي 1.81%.

بريق الذهب يعود من جديد

وإلى السندات، لجأ المستثمرون أيضا للذهب، حيث قفزت أسعاره أمس إلى أعلى مستوياتها في أربعة أشهر، واخترقت حاجز 1550 دولارا للأوقية (الأونصة). وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1.2% إلى 1546.68 دولار للأوقية، بعدما سجل في وقت سابق من الجلسة 1553.20 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ الخامس من سبتمبر. وارتفعت العقود الأميركية للذهب 1.5% لتبلغ 1552.40 دولار. وعلى مدار الأسبوع، قفز الذهب أكثر من 2.5% وهى أفضل مكاسبه الأسبوعية منذ أوائل أغسطس (آب) ومواصلا الصعود لرابع أسبوع على التوالي.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد