Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبادرات بيئية لتشجيع استخدام الدراجات كوسيلة مواصلات آمنة في القاهرة

تسعى إلى كسر رهبة قيادة الدراجة في الشارع، والمجتمع المصري صار أكثر تقبلاً للفكرة، والفتيات يخضن التجربة بجرأة

مبادرات بيئية لتشجيع استخدام الدراجات كوسيلة مواصلات في القاهرة(إندبندنت عربية)

أصبح من المألوف صباح يوم الجمعة في شوارع القاهرة مشاهدة عشرات الشباب يسيرون بالدرّاجات في تجمّعات منظمة تقوم عليها مبادرات بيئيّة داعمة لقيادة الدرّاجات كنشاط رياضي يهدف إلى جعل الدرّاجة واحدة من وسائل المواصلات الأساسية في القاهرة، التي أصبحت تختنق بالسيارات وتحتاج إلى تخفيف هذا الضغط بوسيلة مواصلات آمنة وغير مكلفة وصديقة للبيئة.. فهل تتمكن هذه المبادرات من تشجيع الناس ومن تغيير ثقافة المجتمع من جهة استخدام الدرّاجة التي ارتبطت في الأذهان بالنوادي والمصايف، أو على الأكثر القيادة لمسافة صغيرة في نطاق السكن؟

ثلاث سنوات من النجاح

من أشهر المبادرات التي تنظم فعاليات لقيادة الدرّاجات في شوارع القاهرة "إيجي بايك"، حيث تنظّم كثيرا من الفعاليات بانتظام منذ ما يزيد على ثلاث سنوات لاقت إقبالا كبيرا وشارك فيها الكثيرون بدرّاجاتهم الخاصة أو بالدرّاجات التي يوفرها القائمون على المبادرة.

أحمد منصور، القائم على مبادرة "إيجى بايك"، يقول لـ"اندبندنت عربية" إننا "نسعى من خلال فعالياتنا إلى تشجيع قيادة الدرّاجات وكسر رهبة الناس من قيادة الدرّاجة في الشارع مما يشجعهم على استخدامها كوسيلة مواصلات سهلة وغير مكلفة وصديقة للبيئة، وبشكل عام أصبح الآن هناك إقبال كبير على المشاركة في فعالياتنا، ليس فقط من الشباب وإنما من كل الأعمار، وأحيانا ننهي مسارنا بزيارة مكان أثري أو أحد المتاحف أو المشاركة في عمل خيري، الأمر لا يقتصر فقط على مجرد قيادة الدرّاجة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

إيجابيات وسلبيات

ويضيف أن  قبول الناس في الشارع المصري الآن بقيادة الدرّاجة اختلف عن السابق، وانتشر بصورة كبيرة وأصبحنا نقابل بتشجيع كبير من المارة ومن قائدي السيارات على حد سواء، فالدرّاجة يمكن أن تصبح وسيلة مواصلات أساسية للكثير من الناس في القاهرة، ما نحتاجه فقط هو الالتزام بقواعد وآداب المرور من قائدي السيارات والدراجات على السواء حتى تتحقق أقصى درجات الأمان عند قيادة الدرّاجة، ونتمنى من الدولة أن تراعي في تخطيط المدن الجديدة تخصيص حارات للدرّاجات لتسهيل عملية القيادة وتقليل التلوث بصورة كبيرة باعتبارها وسيلة مواصلات بيئية.

وعلى الرغم من أن الدراجة وسيلة مواصلات بسيطة لا تعتمد على أي تعقيدات ولا تحتاج إلى استخدام التكنولوجيا، إلا أن انتشار الهواتف الذكية وتطبيقاتها في الحياة اليومية للمواطن المصري، ومنها التطبيقات الشهيرة التي تتيح استئجار السيارات، وأخيرا الحافلات، دفع مجموعة من الشباب إلى إطلاق تطبيق يسمح باستئجار الدراجات عن طريق إنشاء حساب والدفع بالبطاقات الائتمانية يعتبر الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط.

المدن الجيدة تحتضن التجربة

يقول أحمد الحكيم، أحد القائمين على المشروع لـ "إندبندت عربية" إن تطبيق " بدِّل baddel " يعتمد على نقاط ثابتة توضع فيها الدراجات، حيث يمكن للشخص أخذ الدرّاجة وقضاء رحلته وإعادتها إلى نفس النقطة أو إلى نقطة أخرى من نقاطنا للتسهيل عليه، وبدأنا هذا المشروع بمنطقة السادس من أكتوبر، على اعتبار أن المدن الجديدة ربما تكون أكثر ملاءمة لقيادة الدرّاجات باعتبارها أكثر هدوءاً، وكمنطقة الجونة بمحافظة جنوب سيناء، بما يميزها كمكان هادئ وساحلي يسهل فيه قيادة الدرّاجة، إلا أننا سنتوسّع في القاهرة وسنعمل على تغطية منطقة وسط البلد، كما أن لدينا مشروعاً يجرى تنفيذه بمحافظة الفيوم سيتوجه بشكل أساسي لطلاب جامعة الفيوم سنعمل فيه على إنشاء 12 محطة تغطي المحافظة لخدمة طلاب الجامعة وتشجيعهم على استخدام الدرّاجة للذهاب والإياب من الجامعة.

ويضيف "الحكيم" أن الإقبال على التطبيق يسير بشكل جيد ونعمل بشكل كبير على تطويره بما يحقق أهداف المستخدم ونتمنى انتشار ثقافة ركوب الدراجة في مصر بشكل عام لوجود كثير من العوامل التي تسهل الأمر، مثل الطقس المعتدل أغلب أوقات السنة، فلا نعاني في مصر من أمطار غزيرة أو ثلوج قد تعوق الأمر، فالدرّاجة وسيلة مواصلات رخيصة وصديقة للبيئة، إضافة إلى أنها رياضة سيمارسها الراكب في طريقه ذهاباً وإياباً.

نعم تستطيعين!

وبالطبع عند الحديث عن استخدام الدراجات الهوائية لا بد من الإشارة إلى قيادة الفتيات للدراجة، وهو ما كان شائعاً منذ عقود مضت، فمن لا يذكر الأفلام المصرية القديمة ومشاهد البطلات يقدن الدراجات في شوارع القاهرة الخالية وقتها، حيث كان مشهدا مألوفا ومقبولا في المجتمع أن تذهب البنات إلى المدرسة بالدرّاجة.

ومن المبادرات التي تشجع استخدام النساء للدراجة كوسيلة مواصلات، تأتي مبادرة "she can ride"، التي ترتكز بالأساس على تعليم الفتيات قيادة الدراجات وتشجيعهن على اتخاذها كوسيلة مواصلات صديقة للبيئة، تقول سارة جمال، مؤسسة المبادرة لـ"اندبندنت عربية" عن التجربة "نسعى بشكل أساسي إلى تعليم الفتيات والسيدات قيادة الدراجات، وبالفعل نجحنا حتى الآن في تعليم نحو سبعمائة متدرّبة من كل الأعمار، والأمر لا يقتصر على الشابات فقط، فالإقبال كبير على التعلم وهناك بالفعل من أصبحت تعتمد على الدرّاجة في تنقلاتها بشكل أساسي باعتبارها وسيلة رخيصة وصديقة للبيئة، وربما أكثر أماناً للفتيات لأنها لن تحتاج إلى ركوب الحافلات والمواصلات العامة التي ربما تتعرض فيها لبعض المضايقات".

وتضيف "لدينا العديد من نقاط التدريب تغطي القاهرة والإسكندرية ونعتمد على مدرّبات على قدر عالٍ من الاحتراف، وبشكل عام تعلم قيادة الدرّاجة يحتاج من جلسة إلى ثلاث جلسات بحسب استجابة المتدربة، ونتمنى الانتشار بشكل أكبر وتعليم المزيد من الفتيات، فقيادة المرأة للدراجة في الشارع المصري أصبح الآن مقبولاً من المجتمع، إلى حد كبير، بالمقارنة بأوقات سابقة، كما أصبحت الفتيات أكثر جرأة في اتخاذ هذه الخطوة".

المزيد من منوعات