توفي 50 شخصاً في بنغلادش وستة أشخاص في الهند، حيث اجتاحت ثاني أشدّ موجة برد قارس تُسجّل خلال 119 سنةً، غرب البلاد وشمالها، وتسببت بانتشار ضباب كثيف وشلّت نواحي الحياة اليومية في مناطق عدة من الهند بما في ذلك العاصمة نيودلهي.
وفي أوتار براديش، أكبر ولاية هندية، لقي ستة أشخاص حتفهم عندما انزلقت سيارتهم من على طريق عام لتهوي في قناة مائية. وقالت الشرطة إن الحادث سبّبه الضباب الكثيف، الذي غطّى البلاد الشاسعة المساحة ومدينة دلهي المترامية الأطراف والتي يسكنها 20 مليون نسمة، ما أدّى إلى تراجع مستوى الرؤية.
اضطراب الرحلات الجوية
وذكرت وسائل إعلام محلية أن 16 رحلة جوية حُوِّلت وجهتها وأُلغيت أربع وتأجلت نحو 500 أخرى في العاصمة. وغردت "إنديغو"، كبرى شركات الطيران الهندية من حيث القيمة السوقية، على حسابها في تويتر "تأثّرت رحلاتنا جراء الضباب الكثيف وضعف الرؤية في المنطقة الشمالية". وإثر العاصفة، نقلت حكومة مدينة دلهي عدداً كبيراً من المشرّدين إلى ملاجئ مؤقتة، لكن لا يزال آخرون في العراء.
وقال الباحث في إدارة الأرصاد الجوية الهندية كولديب سريفاستافا لوكالة رويترز، "نظراً إلى متوسّط درجات الحرارة في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فإننا بصدد مواجهة أكثر شهر برودةً منذ 119 سنة". وبلغت درجة الحرارة الصغرى في دلهي الأحد 2.8 درجة مئوية، في نسبة أعلى قليلاً من تلك المسجّلة يوم السبت والبالغة 2.4 درجة، والتي تُعدّ أدنى درجة منذ عام 2013. وأضاف الباحث الهندي أن "السحب المنخفضة فوق الأجزاء الغربية والشمالية من البلاد والرياح الباردة التي تهبّ من منطقتي جامو وكشمير في جبال الهيمالايا وهيماتشال براديش وأوتار كاند، فضلاً عن تساقط الثلوج في المناطق الجبلية حول دلهي، عوامل أدّت جميعها إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة".
وفي ولاية أسام شمال شرقي الهند، وضع القيّمون على حدائق الحيوانات وسائل تدفئة في الأقفاص لحماية النمور من الظروف المناخية الاستثنائية. وقال المسؤول في حديقة حيوانات أسام تيجاس ماريسوامي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الحيوانات غير معتادة على هذا الأمر ونحن نتّخذ تدابير خاصة لتدفئتها وبخاصة المعمّرة منها".
50 قتيلاً في بنغلادش
في غضون ذلك، استمرّت الأجواء شديدة البرودة في شمال بنغلادش، حيث توفي ما لا يقل عن 50 شخصاً بسبب البرد القارس. وذكر مكتب الأرصاد الجوية أن أدنى درجة حرارة في بنغلادش لهذا العام سُجّلت يوم الأحد وبلغت 4.5 درجة مئوية في بلدة تيتوليا الحدودية في شمال البلاد.
وفي باكستان كذلك، طلب رئيس الوزراء عمران خان من رئيسَي وزراء إقليمَي البنجاب وخيبر بختونخوا نقل المشرّدين إلى أماكن خاصة لإيوائهم.