Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غضب شعبي من الرئيس التونسي... بسبب أردوغان والنهضة

أفدح ما ارتكبه هو اعتبار الاتفاقية التركية الليبية أمراً خاصاً بين البلدين

يعاني الرئيس التونسي قيس سعيد، منذ نحو أسبوعين، من غضب شعبي تجاه تصريحاته ومواقفه.

المحطة الأولى للغضب كانت بسبب تصريحاته في سيدي بوزيد، لمناسبة ذكرى انطلاق الثورة التونسية.

أما المحطة الثانية، فلمناسبة زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس والتصريحات المستفزة التي صدرت عنه يومها. 

شعبية سعيد الذي انتخبه التونسيون بنسبة فاقت 73 في المئة، بدأت  بالانحدار في الأيام الأخيرة بعد مواقفه من الثورة ومن الملف الليبي.

كثيرون رأوا أنه من غير المعقول أن يعتبر رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس الأمن القومي، أن الاتفاق الليبي- التركي هو شأن خاص بين البلدين ولا دخل لتونس به، على الرغم من أن أمن تونس من أمن ليبيا وأن تونس كانت حريصة على رفض التدخل الأجنبي في ليبيا وملتزمة بالحياد وعدم الانتصار لطرف على حساب بقية الأطراف الليبية.

"أفدح ما ارتكبه الرئيس"

يعتبر محسن الثابتي أن "أفدح ما ارتكبه الرئيس التونسي هو اعتبار الاتفاقية التركية الليبية لا تعني تونس وأننا غير معنيين بها. الحقيقة بهذا الموقف، أثبت أنه رجل بسيط وبلا عمق استراتيجي، فهل  يعقل أن اتفاقية عسكرية بهذا الحجم لا تعني تونس حتى لو كانت ليبيا في وضع مستقر والسراج أو غيره شرعياً؟ أي عقل سياسي لهذا الرئيس جعله يقول هذا الكلام، فاتفاق مثل هذا يمس ببقية دول المنطقة ومصالحها، لا يمكن أن يقبله أحد حتى لو كانت ليبيا دولة عادية، ناهيك بأنها دولة مدمّرة ومفكّكة".

ويتوقع أن يخرج الرئيس باكراً من أي دور، وبهذه الطريقة لا يتوقع أحد أن يكون له أثر في السياسة الداخلية أو الخارجية. 

وتعتبر سنية الساحلي أن قيس سعيد "منح أردوغان فرصة أمام العالم ليظهر وكأن له داعمين في المنطقة على الرغم من أن غالبية الطيف الليبي والبلدان العربية والأوروبية رفضت الاتفاق والتدخل التركي لمساندة حكومة فائز السراج".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهة أخرى، لا يخفي صبري الغزواني خشيته من تداعي انحراف قيس سعيد عن ثوابت السياسة الخارجية التونسية التي انبنت على الحياد ورفض التدخل الأجنبي واستعمال القوة أو الانتصار لطرف على أطراف أخرى، خصوصاً في ما يتعلّق بالملف الليبي". 

أردوغان ورّط تونس

ويُعرب خليفة بن إبراهيم عن اعتقاده بأنّ "أردوغان ورّط تونس مرة أخرى في أزمة خارجية هي في غنى عنها، وهي تواجه مشاكل داخلية كبيرة، وأن الرئيس التونسي نسي أنه رئيس القمة العربية ولم يبنِ موقفه انطلاقاً من مواقف غالبية البلدان العربية، كما أنه لم يقدّر حقيقة الخطر الذي يمكن أن يصيب تونس والمنطقة إذا تم التدخل العسكري التركي لتأجيج الحرب في طرابلس ومحيطها". 

ويلوم الصادق مبروك، الرئيس التونسي وموقفه المنتصر للحلف التركي القطري المفروض عليه من حركة النهضة وأتباعها، معتبراً أن الرئيس تخلّى عن وعوده الانتخابية وكان منحازاً في تعامله مع الأزمة الليبية، إذ التقى الإسلاميين (خالد المشري) وفائز السراج من دون أن يلتقي بمن يمثل برلمان طبرق وخليفة حفتر، ما يجعله فاقداً للحياد ومنتصراً لطرف بدأ يفقد الشرعية الدولية".

ويطالب مراد العويني، رئيس الجمهورية بضرورة "كشف خفايا التفاهمات مع أردوغان، إضافةً إلى الرفض الشامل لكل محاولة لتقديم الدعم اللوجستي أو الاستخباري لتركيا لتمرير الأسلحة والمعدات الحربية نحو طرابلس".

وفي الاتجاه ذاته، تحذّر سناء الدبابي من خطر "الاصطفاف في المحاور الإقليمية ومحاولة جرّ تونس إلى صراعات إقليمية يمكن أن تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن القومي لتونس ومصالحها الاستراتيجية".

رفض الزج بتونس في حرب إقليمية تعبّر عنه سعاد الترهوني التي تقول إن تونس كانت منتصرة دوماً لعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ومساندة لحقوق الشعوب بالعيش في السلم واستبعاد الحلول العسكرية والتدخل الأجنبي في المشاكل الداخلية، متهمةً سعيد بالتخلي عن وعده الانتخابي بالتمسك باستمرارية الدولة.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط