Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المشرف على تحقيق حزب المحافظين بشأن رهاب الإسلام.. في قفص الاتهام

تثير عضو مجلس اللوردات سعيدة وارسي أسئلة حول ملاحظات البروفيسور المتعلقة بالنزاع في كشمير

تقرير حديث تناول وجود أكثر من 120 حالة مزعومة لرهاب الإسلام داخل حزب المحافظين (رويترز)

واجه تحقيق مستقل في كيفية تعامل حزب المحافظين الحاكم داخلياً مع رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) وممارسات أخرى يتجلى فيها التمييز بين شخص وآخر، صعوبات جمة فور إطلاقه، وذلك بعدما  شكّكت الليدي سعيدة وارسي عضو مجلس اللوردات عن حزب المحافظين في ملاءمة أكاديمي اختير للإشراف على هذا التحقيق.

وسلّطت البارونة وارسي الضوء على مقال كان البروفيسور ساروان سينغ اتهم فيها المسلمين بدفع كيانات مجتمعية أخرى على الخروج من كشمير الهندية. أما "المجلس الإسلامي في بريطانيا" فقد حذّر من أن التحقيق مهدد بأن يكون مجرد محاولة لـ"تبييض صفحة"  الحزب تحت إشراف البروفسور سينغ.

والليدي وارسي، التي تعتبر أول عضو مسلم لمجلس الوزراء في المملكة المتحدة، هي صاحبة الصوت الأعلى المطالب من داخل الحزب بإجراء تحقيق عن مدى تفشي رهاب الإسلام بين أعضائه، ووجهت انتقادا لقرار بوريس جونسون بالتخفيف من أهمية هذه الظاهرة  من خلال ضمها إلى أنواع الممارسات التي تشتمل على التمييز.

وجاء رد فعلها بعد مضي دقائق على الإعلان عن تسمية البروفيسور سينغ رئيساً للتحقيق، إذ نشرت اقتباسات من مقال كان قد كتبه لمجلة "سبايكد" الإلكترونية في شهر أغسطس(آب) الماضي، أشار فيه إلى أن الاهتمام ظل مسلطاً على معاناة المسلمين في كشمير لأن "الكشميريين السيخ والباندت لا تتوفر فيهم المعايير المحددة لمن هو ضحية". وقال في مقاله إن "كيانا مجتمعياً واحداً طرد الكيانين الآخرين من الأرض" تاركا المنطقة "مطهرة إثنياً" من سكانها غير المسلمين.

وفي سياق تعليقه على تغطية الإعلام العالمية  تطورات قضية كشمير، كتب البروفيسور سينغ "طالما أن الهند واقعة افتراضاً بيد المتشددين الهندوس، فإن معاناة أي مجموعة هندية يمكن تجاهلها، وهذا شبيه بالفكرة القائلة إن اليهود فقط يمارسون الاضطهاد بسبب معاناة الفلسطينيين. اعتبار الفلسطينيين ضحية يضع اليهود بشكل تلقائي في موضع المُضطهِد".

من جانبها، قالت الليدي وارسي على صفحتها "سيداتي وسادتي أقدم لكم بعض آراء الشخص المعين للتو رئيسا لـ ‘المراجعة المستقلة لكل أشكال التمييز والتحامل بما فيها رهاب الإسلام‘. وسأترككم  لتحكموا عليه بأنفسكم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء تعيين البروفيسور سينغ، المفوض السابق في "لجنة المساواة وحقوق الإنسان" بعد موجة من الشكاوى  حول تحامل ضد المسلمين  في أوساط أعضاء حزب المحافظين وممثليه المنتخبين.

وكان جونسون قد وافق على إطلاق تحقيق بخصوص رهاب الإسلام حين أحرجه ساجد جاويد الوزير المسلم، هو والمرشحين السابقين لزعامة الحزب بتسليط الضوء على المشكلة في إطار مناظرة تلفزيونية أُجريت في شهر يونيو(حزيران) الماضي أثناء التنافس على خلافة تيريزا ماي. غير أن  جونسون  حرص لاحقاً على توسيع موضوع التحقيق كي يشمل أنواع التمييز كافة ولا يقتصر على التحامل ضد المسلمين، وهذا ما اعتبره منتقدوه نوعا من التخفيف للمقترح الأصلي.

من جانبه، قال هارون خان الأمين العام لـ "المجلس الإسلامي في بريطانيا" إن "هذا التعيين عرضة لكي يُنظر إليه  كسلوك مماثل لمقاربة حزب المحافظين التقليدية لرهاب الإسلام، التي تقوم على الإنكار والرفض والخداع.. لقد تلقينا وعداً بإجراء تحقيق مستقل تحديداً في رهاب الإسلام. ولدينا الآن مراجعة تهدف إلى توسيع الإطار للتدقيق في حالات التمييز بشكل عام.  ولو لم يكن ذلك ناجم عن حقيقة أن حزب المحافظين مصاب بنوع محدّد من التعصب الأعمى الذي لا يريد مواجهته، لكان هذا الهدف الجديد جديراً بالثناء. وتعيين البروفسور سينغ لا يجعل التحقيق موضع  ثقة كبيرة".

تجدر الإشارة إلى أن جونسون نفسه تعرض مراراً للانتقاد لوصفه النساء المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب بأنهن يشبهن "صناديق البريد" أو "لصوص البنوك". وأورد تقرير صدر أخيراً عن مجموعة " المشاركة والتطور المسلمة" أكثر من 120 حالة مزعومة لرهاب الإسلام داخل حزب المحافظين. وشملت هذه الحالات جونسون نفسه، لتعليقاته على البرقع، إضافة إلى أعضاء آخرين في حكومته.

واشتكت هذه المجموعة في تقريرها من النائب المحافظ بوب بلاكمان لاستضافته في البرلمان شخصا متطرفا معاديا للإسلام. وأدرجت أيضاً أمثلة عدة على نشر نشاط ناشطين في الحزب، أو ممثلين له، ومشاركتهم أو كتابتهم أو تأييدهم، تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، تربط المسلمين بالجريمة أو تتهمهم بأنهم يعادون بريطانيا أو يطمحون في السيطرة على المملكة المتحدة وفرض الشريعة الإسلامية عليها.

من جانبه قال البروفيسور سينغ الذي عمل مفوضاً في "لجنة المساواة وحقوق الانسان" بين عامي 2016 و2019، وهو حالياً أستاذ للطب النفسي الاجتماعي والمجتمعي في جامعة ورْوِيك "أتشرف بتعييني رئيسا للمراجعة المستقلة لتحسين طرق التعامل مع شكاوى التحامل والتمييز في حزب المحافظين". وسيحدّد البروفيسور سينغ برنامج العمل على إعداد التقرير الخاص بالتحقيق.

© The Independent

المزيد من دوليات