Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في ذكرى استقلالها... أزمة ليبيا تنفجر في الميدان وفي السياسة

ارتفاع وتيرة الصراع العسكري ونزيف الدم على مشارف طرابلس

استقبلت ليبيا، الثلاثاء 24 ديسمبر (كانون الأول)، الذكرى الثامنة والستين لاستقلالها الذي نالته بقرار أممي في عام 1951، وسط استمرار حالة الانقسام وارتفاع وتيرة الصراع العسكري ونزيف الدم على مشارف عاصمتها مع تزايد التدخل الخارجي في دعم هذا الطرف أو ذاك، وتلاشي فرص الحل السياسي على المدى القريب، في الأقل كما يرى مراقبون للأزمة، في الوقت الذي وجهت فيه أطراف دولية وإقليمية دعوات للتهدئة والاحتكام إلى الحوار في بيانات متعددة.

وريث عرش النظام الملكي يدعو إلى تغليب مصلحة الوطن

وفي سياق ذي صلة وفي ظهور مفاجئ، تفاعل معه الليبيون على مواقع التواصل، دعا الأمير محمد الرضا السنوسي، الليبيين إلى نبذ الخلافات والأحقاد والاستقواء بالتدخلات الخارجية، ووضع السلاح الذي يوجهه الإخوة إلى إخوتهم، وأن يمد الجميع أيديهم لبدء حوار وطني صريح ومتعقل، علماً بأن السنوسي وريث عرش النظام الملكي الذي تولى مقاليد الحكم في ليبيا منذ الاستقلال حتى انقلاب القذافي العسكري.

وحثّ الرضا عبر فيديو بُث على موقعه الرسمي وصفحاته الخاصة على مواقع التواصل إلى استلهام "ما قام به الآباء والأجداد عندما رفعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم، وبذلوا الغالي والنفيس لتنعم بلادنا الحبيبة بالحرية، محققين استقلالاً ما زلنا نحيي ذكراه بعد عقود طويلة".

وأكدت السفارة الأميركية في ليبيا، عبر صفحتها الرسمية في "تويتر"، الثلاثاء "في مناسبة عيد استقلال ليبيا، فإن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة سيادة ليبيا وسلامة أراضيها"، وأضافت "يجب على الأطراف الليبية وقف التصعيد واتخاذ خطوات جادة نحو حل الصراع، حان الوقت للقيادة الليبية الشجاعة لحماية الاستقلال بدلاً من فتح الأبواب للاستغلال الأجنبي"، في إشارة لا تخفى إلى التدخل العسكري الروسي التركي الذي انتقده بيان لوزارة الخارجية الأميركية قبل يومين.

قتلى وجرحى في تاجوراء

عسكرياً، تواصلت الاشتباكات العنيفة في محاور جنوب طرابلس مع قصف قوات الجيش مواقع في تاجوراء، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الوفاق أنه أسفر عن سقوط ستة قتلى وأربعة جرحى.

وكانت عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق قالت إن "قوات الجيش قصفت منطقة بئر أسطى ميلاد في تاجوراء جنوب العاصمة طرابلس، ما أدى إلى سقوط ضحايا"، وبثت صوراً قالت إنها لآثار قصف الطيران الحربي لقوات الجيش في المنطقة تظهر فيها آثار الدمار الذي خلفه القصف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت القوات المسلحة الليبية سيطرة قواتها على مواقع مهمة في محور صلاح الدين وأظهرت مقاطع فيديو بثها الجيش سيطرته على مبنى الجوازات في محور صلاح الدين بالغ الأهمية، لما يحويه من مقار عسكرية وأمنية، مثل الاستخبارات العسكرية والمباحث الجنائية، ومبنى الجوازات الذي سيطر عليه الجيش.

وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب لـ"اندبندنت عربية" إن "قوات الجيش نجحت في تدمير أهداف لقوات الوفاق على طريق المطار جنوبي طرابلس"، وأضاف أن "غارات جوية استهدفت مواقع قوات الوفاق في طريق المطار دمرت خلالها طائرات الجيش عدداً من المدرعات التركية" حسب قوله، مؤكداً أن القوات المسلحة أحرزت تقدماً في جميع محاور العاصمة.

مساعٍ لإحلال السلام

في الشق السياسي، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، تطورات الوضع في ليبيا، وأكدا عزمهما التعاون لضمان إحلال السلام في المنطقة.

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن "الوزيرين تبادلا خلال اتصال هاتفي وجهات النظر حول الوضع الحالي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على الوضع في ليبيا، وأكدا التزامهما بمواصلة التعاون الوثيق من أجل التغلب على الأزمات وضمان السلام في المنطقة".

وأرسل المهدي المجبري، مبعوث ليبيا لدى الأمم المتحدة التابع لوزارة الخارجية في حكومة الوفاق، الثلاثاء، خطاباً موجهاً إلى السفيرة كيلي كرافت، رئيس مجلس الأمن بخصوص رسالة مندوب مصر التي تناولت قضايا سيادية تخص ليبيا.

وعبر المجبري في رسالته عن رفض حكومة الوفاق التدخل في شؤونها الداخلية وأنها حرة في إبرام أي اتفاقات مع غيرها من الدول، مؤكداً أن مذكرتي التفاهم بين ليبيا وتركيا لم تنتهكا الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات عام 2015.

وأوضح أن "ما وُقِّع بين الدولتين مذكرتا تفاهم تتولاهما السلطة التنفيذية ويعتمدهما المجلس الرئاسي، وليس اتفاقية أو معاهدة تشترط المصادقة عليها من مجلس النواب، وأنه كان على الحكومة المصرية التعبير عن رفضها من خلال الآليات المنصوص عليها في القانون الدولي".

تركيا تعد لإرسال مقاتلين

فيما تتحدث مصادر عدة عن إعداد البرلمان التركي مشروع قانون يتيح للرئيس رجب طيب أردوغان إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، ذكرت مصادر صحافية متطابقة اتخاذ تركيا خطوات فعلية لإرسال مقاتلين من فصائل المعارضة السورية المدعومة من قبلها إلى ليبيا، للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق، ضد قوات الجيش الوطني الليبي.

ونقلت المصادر نفسها عن مصادر في الفصائل الموالية لتركيا، أن الأيام الأخيرة شهدت زيارة ضباط أتراك رفيعي المستوى إلى ليبيا، تلتها اجتماعات مكثفة في الداخل التركي (العاصمة أنقرة على الأغلب) لقيادات فيالق الجيش الوطني السوري مع ضباط في الاستخبارات التركية.

ولفتت المصادر إلى أنه "عقب الاجتماعات، وصلت على مدار اليومين الماضيين، تعليمات إلى قادة الفصائل الموالية لتركيا لتجهيز قوائم أسماء وأعداد العناصر الراغبة في القتال في ليبيا"، فيما تضاربت الأنباء حول مقدار الراتب الذي سيمنح لهذه العناصر، حيث جرى تداول أخبار عن أن الراتب هو 2000 دولار شهرياً للعنصر الواحد.

على صعيد آخر، قال فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، إن "مذكرة التفاهم البحرية المبرمة بين تركيا وليبيا، ستعزز قدرات بلاده في الدفاع عن سيادتها الوطنية وحماية ثرواتها في شرق المتوسط".

وكانت حكومة الوفاق التي يقودها السراج طلبت دعماً عسكرياً من تركيا لمواجهة الجيش، بعد توقيع اتفاقيتين، إحداهما أمنية والأخرى لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ما أثار موجة من التنديد والرفض إقليمياً ودولياً.

وعلمت "اندبندنت عربية" من مصادر خاصة مقربة من البرلمان الليبي استعداد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، لجولة جديدة من المباحثات في اليونان وقبرص خلال الأيام المقبلة، لبحث اتخاذ إجراءات موحدة بين البلدان الثلاثة لمنع دخول الاتفاق الموقع بين تركيا وحكومة الوفاق حيز التنفيذ عبر السبل القانونية والدبلوماسية المتعارف عليها دولياً في مثل هذه الحالات، وبخاصة في الجانب المتعلق بترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي