Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق... هل غياب الصدر إعلامياً سببه برودة في العلاقة مع رئيس الحكومة؟ 

يوصف الصدر بأنه "زعيم التيار الشيعي المناهض للنفوذ الإيراني في العراق"

منذ نحو الشهرين والصدر معتكف عن الكلام. (رويترز)

يواصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الغياب عن الساح الإعلامية في العراق، بعد نشاط لافت أعقب الاعلان عن نتائج الاقتراع العام في مايو (أيار) الماضي، وما تلاه من مفاوضات ماراثونية لتشكيل الحكومة العراقية، ما أثار جدلاً في أوساط المتابعين.

ومنذ حوالي 50 يوماً، لم يدلِ الصدر بأيّ تعليق عبر وسائل الإعلام أو منصاته المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي، بينما قال قيادي بارز في كتلة "سائرون" البرلمانية التي يرعاها زعيم التيار الصدري، إن الأخير لن يتردّد في "التدخل" في حال "انحرف الأداء الحكومي عن خط الإصلاح".

وشكّل الصدر، مع رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي، وأطراف سياسية سنية أخرى، كتلة "الإصلاح والإعمار" في البرلمان العراقي، تقول إنها تملك العدد الأكبر من مقاعد مجلس النواب. وتبنّى الصدر شخصياً التعبير عن توجهات هذه الكتلة، عبر حسابه في "تويتر"، الذي يضم آلاف المتابعين، وفي بعض التغريدات، هاجم الصدر خصومه بشراسة، لتتحوّل هذه المنصة إلى منبر سياسي مثير للجدل.

الصدر حقّق ما يريد من أهداف

مع بدء عملية اختيار الوزراء في حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، تراجع نشاط الصدر على "تويتر"، قبل أن يتوقف نهائياً.

وأبلغ مقربون منه "اندبندنت عربية"، بأن "الصدر حقق ما يريد من أهداف عبر تغريداته وحضوره الإعلامي في المرحلة الأولى لتشكيل الحكومة، لذلك اعتكف موقتاً، لمراقبة الساحة"، مضيفين أن زعيم التيار الصدري، "ضمَن وصول سياسي مستقل إلى منصب رئيس الوزراء، وهو عادل عبد المهدي وحال دون شغل فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي حقيبة الداخلية"، وأكد المقربون، أن "هذين الهدفين، يلخصان رؤية الصدر في شأن المرحلة المقبلة". ويوصف الصدر، بأنه "زعيم التيار الشيعي، المناهض للنفوذ الإيراني في العراق".

ومثّل صعود عبد المهدي إلى منصب رئيس الوزراء، مفاجأة سياسية في العراق، إذ جاء في لحظة بلغ فيها النفوذ الإيراني داخل هذا البلد، أوج قوته، ما حفّز توقعات على نطاق واسع، بأن رئيس الحكومة الذي يخلف العبادي سيكون "صنيعة إيرانية". وعبد المهدي سياسي مخضرم، عمل ضمن صفوف المجلس الإسلامي الأعلى الذي رعته إيران، قبل أن يتقاعد من العمل السياسي، إثر استقالته من إدارة وزارة النفط في حكومة العبادي.

وتقول المصادر إن الصدر لعب دوراً محورياً في تكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة، ولاحقاً في تسمية عدد من الشخصيات المستقلة عن النفوذ الإيراني لإدارة حقائب مهمة في حكومته، مثل النفط والكهرباء والصحة، كما عمل الصدر، على إفشال مساعي طهران في دعم تسمية الفياض وزيراً للداخلية، وهي الحقيبة الأهم في المجال الأمني العراقي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ضرورة استقلال القرار السياسي عن إيران

خلال هذه المدة، نشر الصدر تغريدات تتضمن تلميحاً إلى ضرورة استقلال القرار السياسي العراقي عن إيران، مستخدماً وسم "قرارنا عراقي"، الذي صعد مراراً في قائمة الوسوم القيادية، وتقول المصادر نفسها، إن الصدر خفّف من ظهوره الإعلامي كثيراً بعدما ضمن ابتعاد الفياض عن دائرة المرشحين المحتملين لهذه الحقيبة، ما شكل نصراً إستراتيجياً على إيران.

وحفّزت تغريدات الصدر قبل حوالي شهرين، العديد من الشخصيات العراقية على استخدام "تويتر" منصة للتعبير عن مواقفهم السياسية، ما أسهم في وضع موقع التواصل الاجتماعي هذا ضمن أولويات المتابعين العراقيين، ويقول مدونون إن حضور آلاف المتابعين العراقيين في "تويتر" تراجع منذ اعتكاف الصدر.

الصدر يواصل مراقبة أداء الحكومة

يقول رائد فهمي، وهو نائب عن تحالف "سائرون" الذي يرعاه الصدر، إن زعيم التيار الصدري، أفصح عبر سلسلة تغريدات قبل نحو شهرين، عن رؤيته في شأن تشكيل الحكومة، ثم ترك حسم التفاصيل للجان المفاوضات التي شكّلتها الأحزاب السياسية، وأكد فهمي، أن الصدر يواصل مراقبة أداء الحكومة، ولن يتوانى عن التدخل، في حال تطلّب الأمر.

لكن الكاتب والصحافي العراقي سرمد الطائي يقدم تفسيراً مختلفاً، لفرضية "اعتكاف الصدر"، ويقول الطائي إنه سمع زعيماً شيعياً بارزاً، يتحدث عن "برود كبير" في العلاقة بين الصدر ورئيس الحكومة، ويضيف "الصدر، على ما يبدو، غاضب من عبد المهدي، الذي يعمل بإستراتيجية الحد الأدنى من الإنجاز، بينما يذهب زعيم التيار الصدري في طموحاته إلى آخر مدياتها". ويضيف "نسمع من قادة بارزين أن الصدر وعلى الرغم من نجاحه اللافت في جمع البيت المعتدل العابر للمذاهب والمتنوع أيديولوجياً، إلا أنه في الوقت ذاته يواجه بعض المشاكل في الانسجام مع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي حتى لو كان كلاهما من مهندسي ما يعرف بعملية المراجعة والإصلاح منذ العام 2012 إبان الانسحاب الأميركي من العراق".

يتابع "لعل الفرق بين الرجلين يكمن في أن عبد المهدي المخضرم يؤمن بالحد الأدنى من الإنجازات السياسية، بينما يرتكز الصدر على نهج عائلته التاريخي المتمثل بالذهاب إلى الحد الأقصى في المطالبات والاندفاعات الثورية، ولذلك يحاول عبد المهدي احتواء كتلة الفتح النيابية وميليشياتها المقربة من إيران، بينما يبدو الصدر متمسكاً بضرورة التعامل العنيد الذي أجبر طهران على تقديم تنازلات واضحة في قضايا عدة". 

المزيد من العالم العربي