Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"انستغراب" من غزة... ستاند أب تاريخي لتصحيح المعلومات المزيفة

تنتجه مجموعة من الشباب بجهود ومعدات ذاتية

يحاول فريق عمل إنستغراب معالجة الموضوعات المزيفة ومعالجتها (اندبندنت عربية)

تحت شعار "محاربة التاريخ المزيّف" شرع أحمد شحادة وعدد من أصدقائه في تصوير برنامج انستغراب، في خطوة لتصحيح المعلومات المزيفة المنتشرة بين الفلسطينيين والعرب في أرجاء العالم، لعلّه يكون مصدراً صحيحاً للباحثين عن حقيقة الزمن.

داخل غرفة صغيرة في منزل أحمد، تبدأ عملية تصوير أول ستاند أب تاريخي، بأدواتٍ بسيطة تتكون من مصدر خاص للإضاءة، وكاميرا صغيرة، وبعض الزوايا المختلفة التي يمكن أن تضيف معنى للحلقة المراد إنتاجها. 

تاريخي بامتياز

يقول أحمد "كثيراً ما ارتبط مصطلح ستناد أب في الكوميديا والضحك، ولكنني قرّرت اتخاذ طريق مختلف، وقمت بإنتاجه تاريخياً، أستعرض من خلال فكرة برنامج إنستغراب معلومات تاريخية منتشرة بين الناس، لكنها مزيفة، وأعالجها بطريقة مختلفة لتوصيل الحقيقة".

أطلق أحمد على برنامجه التاريخي اسم "إنستغراب". ويوضح أنّ هذا المصطلح غريب ويحمل دلالات كثيرة، وهو حاضر على منصات التواصل الاجتماعي بوصفها وسيلة سريعة لنشر المعلومات والأفكار، ومن طائر الغراب، الذي يتصف بالحكمة.

تصحيح تاريخ

ويحاول فريق عمل إنستغراب معالجة الموضوعات المزيفة ومعالجتها، ومن الأمثلة على ذلك حلقة بعنوان "كيف انتهت الحرب العالمية الثانية"، ويحصل أحمد على معلوماته الحقيقة من مصادرها الرئيسة كالكتب التاريخية والمراجع العميقة، والمؤرخين.

يضيف أحمد "الإنترنت يحتوي على الكثير من المعلومات المزيفة، وهو بيئة خصبة لنشر الكذب والأخبار غير الحقيقية، لكن تبقى المصادر الأولية والرئيسة هي الحقيقة الوحيدة التي يمكن استقاء المعلومات منها".

يتمّ تحديد عناوين الحلقات والمحاور المراد طرحها، بعد جلسة نقاش طويلة بين فريق عمل البرنامج وعادة ما تكون في أحد مقاهي غزّة الشعبية، ثمّ يبدأ بعدها أحمد بعملية البحث عن الحقائق وفور الوصول إليها يتمّ إعدادها في قالب البرنامج.

ثمّ يتولى فريق العمل إنتاج الحلقة، في أدوار مقسمة على الأعضاء كلّ بحسب اختصاصه، ويعمل في برنامج إنستغراب مصور، ومحرر فيديو، ومهندس إضاءة، وبهذا الطاقم البسيط يتمّ إنتاج حلقات الستاند أب التاريخي.

الموسم الأول

تمكن أحمد وأصدقاؤه من إنتاج نحو 12 حلقة من إنستغراب، واعتبرها الموسم الأوّل، ناقش فيها كثيراً من المعلومات الخاصة بفلسطين وتاريخها، وانتقل بعدها إلى تاريخ العرب والعالم، يشير إلى أنّه بعد دراسة جمهور المتابعين وجد أنّ كثيرين منهم خارج فلسطين لذلك قرر توسيع دائرة عرض المعلومات المزيفة والعمل على تصحيحها.

وفي الموسم الأول، تركزت حلقات "إنستغراب" حول القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، والمزاعم الإسرائيلية حول أرض فلسطين التاريخية، وجملة القوانين التي ساعدت إسرائيل في سرقة الأرض الفلسطينية منذ بدايات الحركة الصهيونية مروراً بالنكبة في عام 1948.

وناقش الموسم الأوّل أيضاً ما يعاني منه العالم العربي والإسلامي، من ضياع إرث الاكتشافات العلمية الهائلة لعلماء عرب ومسلمين، وعرض خلال حلقات "إنستغراب" أسباب التأخر العربي والإسلامي في الوقت الحالي.

التاريخ للأقوياء

وفي إطار تطوير برنامج "إنستغراب" يعمل فريق العمل على محاول إنتاج الموسم الثاني منه، ولدى أحمد عدو واحد يقول: "التاريخ المزيف عدوي الحقيقي، وأسعى دائماً لمعالجته وتصحيحه، من خلال الحصول على المعلومات الحقيقية من مصادرها".

وتحت عبارة "التاريخ يكتبه الأقوياء" يعتقد أحمد أنّ هذه الجملة تجعله يجزم بأنّ ليس كل ما نقرؤه صحيحاً أو حقائق مسلماً بها، كون أنّ التاريخ يكتبه المنتصر ويخدم غالباً مصلحته".

وعن طريقة حصول أحمد على فكرة إنستغراب، فإنّه يحب البحث والقراءة منذ صغره ويمتلك مكتبة منزلية في بيته تحتوي على مئات الكتب، وحبّه للبحث في الكتب أنضجت في ذهنه فكرة إنجاز حلقات تستعرض محطات تاريخية بها معلومات خاطئة.

ويعتبر فريق عمل "إنستغراب" أنّ اللغة مقدسة، ولهذا كانت الحلقة الأولى في البرنامج عن اللغة العربية، يوضح أحمد أنّه حرص على أن تكون افتتاحية برنامجه حول اللغة العربية، لتيقنه بأنّ إهمال العربية في العقود الماضية، كان سبباً في تراجع العالم العربي، وتدني مستوى الفكر والثقافة.

ويطمح أحمد إلى أنّ يكون برنامج "إنستغراب" مرجعاً أساسياً للباحثين عن حقائق التاريخ، سواءً كانوا طلاب جامعات أو مثقفين عرباً، لذلك يحاول دائماً بأنّ يصل برنامجه إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن الصعوبات التي تواجه فريق عمل "إنستغراب" أنّه من إنتاج شبابي، من دون أيّ مصادر تمويل، وهذا السبب يجعل الكثير من حلقات البرنامج تتأخر عن موعد بثها، إضافة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي لمدى يزيد عن 20 ساعة يومياً يعد من أكبر المشاكل.

المزيد من العالم العربي