Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف يستغل ترمب التصويت على عزله للفوز بولاية جديدة؟

الرئيس الأميركي يجمع ملايين الدولارات وينفقها مستغلاً توبيخ "الديموقراطيّين" له

الرئيس الاميركي، دونالد ترمب، يدلي بكلمة له أمام تجمع انتخابي في فلوريدا (اندنبندنت)

لإلقاء نظرة في العمق على مدى الغضب الذي يعتري الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، نتيجة مسألة عزله في مسارٍ رفضه باعتباره كما قال "مطاردة السحرة" (الملاحقة بسبب الآراء)، يكفي فقط الاطّلاع على ما ينشره على حسابه في "تويتر". فقد كتب يقول "هل تصدّقون أن قراراً بعزلي سيُتّخذ اليوم من قبل اليسار الراديكالي من الديموقراطيّين الذين لا يفعلون شيئا، في حين أنني لم أرتكب ايّ خطأ!"

ولمعرفة كيف يسعى ترمب إلى استغلال هذه الأحداث لمصلحته، يجب عدم النظر أبعد من جدول سفره. فبينما كان أعضاء مجلس النوّاب الأميركي يمررّون مادّتين قانونيّتين توجّهان الاتّهام إليه، كان ترمب في طريقه إلى ولاية المعركة الانتخابية، ميتشيغان، لحضور تجمع مسائي نظّمه مؤيّدوه هناك.

ومن غير الواضح بعد ما إذا كان الرئيس الأميركي يعتقد حقّاً أنه تعرّض لسوء معاملة. فقد أمضى جزءاً كبيراً من حياته في الحصول على ما يريد، حتى أنه كان يعتقد أنه يستطيع أن يسير على المنوال نفسه بمجرد دخوله إلى البيت الأبيض.

مع ذلك، وعلى الرغم من كلّ هذا التبجّح وإهاناته لـ "الديموقراطيّين"، فإنه يدرك أن العزل الذي قرّره ضدّه مجلس النّواب يمثّل علامة قاتمة في رئاسته، حتى لو أنقذه "الجمهوريّون" في مجلس الشيوخ. وشهد ثلاثة رؤساء أميركيّين قبله فقط مثل هذه الإدانة، لكن ترمب هو الوحيد الذي بدأت مساعي عزله ثم سعى إلى إعادة انتخابه.

وفي هذا الإطار، لا توجد أمامنا سابقة حقيقية لمعرفة تأثير ما حصل على فرصه في الفوز بولاية رئاسية ثانية في 2020. ويقول الناشط "الجمهوري"، مات ماكوياك، إن معظم الناس حسموا موقفهم من الرئيس. ويرى أنه لم يظهر خلال جلسات الاستماع المتعلّقة بالعزل، سوى القليل لتغيير آراء الناخبين، ويستنتج: "لا أعتقد أن الجلسات ستغير في الأمر شيئاً يُذكر".

لكن دونا إدواردز، التي تولّت منصب عضوٍ في الكونغرس عن حزب "الديموقراطيّين" في الدائرة الرابعة في ولاية ميريلاند ما بين 2008 و2017، تعتبر أن قرار العزل هو وصمة عار ستؤثّر على حملة ترمب في انتخابات 2020.

وتقول إن العزل "وصمة سوداء ستطبع رئاسته، وأعتقد أنه سيؤثر في الانتخابات العامّة". وتشير إلى أن استطلاعات الرأي تتوقّع دعماً متزايداً من الناخبين المستقلّين لمسألة عزل ترمب، وهؤلاء يشكّلون فئةً صغيرةً من الأميركيّين الذين يسعى كلٌّ من الحزبين إلى استمالة دعمها للفوز بالانتخابات. وتضيف إن "الشيء الوحيد الذي نعرفه في هذا البلد، هو أن المستقلّين هم مدار المعركة التي يجب أن تُخاض".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفيما تدنى معدّل موافقة اميركيّين على ما يقوم به ترمب إلى أدنى مستوى تاريخي له، إلا أنه منذ فبراير (شباط) العام 2018، لم ينخفض تأييده أبداً إلى ما دون عتبة الـ 39.5 في المئة، وفقًا للترصد المتواصل الذي يجريه موقع "فايف ثيرتي إيت". ويبلغ تأييده الآن قرابة 43.3 في المئة في مقابل نسبة رفض ناهزت 51.9 في المئة. وأثار مدى تماسك هذا الدعم دهشة المحلّلين، على الرغم من الجدل الدائر.

وليس مؤكداً ما إذا كان في وسع ترمب استمالة مناصرين جدد إليه من خلال صراخه واستخدامه لهجةً بلاغية غير نادمة وعنصرية في بعض الأحيان. وجل ما نعرفه، هو أنه في 2016، كان بضعة آلاف من الأميركيّين المنتشرين في ولايات بنسلفانيا وميتشيغان وويسكونسن، كافين لجعله يفوز برئاسة الجمهورية عبر نظام المجمع الانتخابي، وذلك على الرغم من خسارته التصويت الشعبي لمصلحة منافسته هيلاري كلينتون بنحو ثلاثة ملايين صوت.

ويستخدم الرئيس الأميركي وسائل التواصل الاجتماعي مرّة أخرى لاستهداف هؤلاء الناخبين، وذلك من خلال صرف الأموال التي جمعها هو و"الجمهوريّون" مستغلّين مسار العزل أو كمّا سمّاه "مطاردة الساحرة".

وذكرت مجلة "تايم" أنه منذ إعلان نانسي بيلوسي في الرابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) أن "الديمقراطيّين" يجرون تحقيقا في موضوع عزل الرئيس، جمع الحزب الجمهوري ملايين الدولارات من أجل حملة انتخابات السنة 2020. وفي الأيام الثلاثة الأولى، بعد بيان بيلوسي، تلقى قرابة 15 مليون دولار على شكل تبرعات صغيرة، مقارنة بمبلغ 500 ألف الذي يجمع في الأيام العادية.

وتنفق حملة ترمب كلّ أسبوع أكثر من مليون دولار على الإعلانات السياسية عبر "فيسبوك"، المنصّة الإلكترونية التي لا تتحقّق من دقة الوقائع في تلك المواد. ويقول لاري ساباتو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا إن "ترمب يشعر دائماً بالضيق، ويبالغ عادةً في الإشارة إلى كلّ تظلّم سواءٌ في تغريداته أو في خلال التجمّعات". وأضاف "سيفعل الشيء نفسه في مسألة عزله، جزئياً لتذكير قاعدته بأن رئيسهم العظيم يضحي من أجلهم".

وقد لوحظ هذا المنحى حتى أثناء حدوث الوقائع. فيوم الأربعاء، وقبل بدء التصويت في مجلس النوّاب، وجه رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى أنصاره يقول فيها "لا يمكن لأي رئيس أن يتحمّل هذا العدد الكبير من مطاردات السحرة وأن ينجح في التغلّب عليها. إن السبب الوحيد لصمودي هو أن لديّ سلطة الشعب إلى جانبي، أنتم معي".

وأضاف: "قبل التصويت المرتقب، أريد أن أنشر رقماً ضخماً آخر لجمع التبرّعات، من أجل ضمان حصولنا على الموارد اللازمة للفوز في "حرب العزل". أدعو "أشدّ المدافعين عنّي والأوفياء إلى بذل المزيد لتجاوز التحدي".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات