Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان... الحريري يتنحى عن تشكيل الحكومة الجديدة

الامن يغلق بالعوائق الاسمنتية طرقاً فرعية مؤدية إلى ساحات التظاهر الرئيسة وسط بيروت

"متوجه للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الاساس مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت" (رويترز)

عشية الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، والتي كانت مقررة الاثنين الماضي، وفي وقت يواصل الحراك اللبناني انتفاضته لليوم الـ 64 على التوالي، فاجأ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري اللبنانيين بموقفه القاضي بالتنحي عن تشكيل الحكومة الجديدة، وغرد الحريري عبر "تويتر" وقال "منذ ان تقدمت باستقالتي قبل 50 يوماً تلبية لصرخة اللبنانيين واللبنانيات، سعيت جاهداً للوصول الى تلبية مطلبهم بحكومة اختصاصيين رأيت انها الوحيدة القادرة على معالجة الازمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي يواجهها بلدنا، ولما تبين لي انه على الرغم من التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين، فإن المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي هي مواقف غير قابلة للتبديل، فأعلن انني لن أكون مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة".

أضاف الحريري "أنني متوجه غداً للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الاساس، مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت. وتابع، دعوت كتلة المستقبل النيابية للاجتماع صباح يوم غد لتحديد موقفها من مسألة التسمية".

وبدا الحريري المرشح الأوفر حظاً، قبل أن يطلب الإثنين تأجيل موعد الاستشارات كونها ستؤدي إلى "تسمية من دون مشاركة أي كتلة مسيحية وازنة فيها" بعد توجه الكتلتين المسيحيتين الأبرز، "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" لعدم تسمية الحريري في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عوائق إسمنتية

وكانت قوى الأمن أغلقت بالعوائق الاسمنتية طرقاً فرعية مؤدية إلى ساحات التظاهر الرئيسية في وسط بيروت، بعد تكرار أعمال شغب وصدامات مع القوى الأمنية، على وقع حركة الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ شهرين.

وشوهدت عوائق اسمنتية مستطيلة الشكل موضوعة على مداخل عدد من الطرق الفرعية التي تؤدي إلى ساحة رياض الصلح ومحيطها، وهي الطرق التي عادة ما يسلكها مناصرو "حزب الله" وحركة "أمل" للوصول إلى ساحات التظاهر والتصادم مع المتظاهرين أو مع القوى الأمنية، على غرار ما جرى ليلتي السبت والإثنين الماضيين.

وقال ضابط في وسط بيروت، لم يكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الهدف من هذه الاجراءات حماية ساحات التظاهر وضمان عدم تشتّت قوات الأمن إلى مجموعات في حال تجدد الصدامات، ما يخوّلها السيطرة أكثر على الوضع الأمني.

وفي سياق متصل، أطلق رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل عريضة نيابية لإزالة ما وصفه بـ "حائط العار" في محيط مجلس النواب، وقال الجميّل "نحن، الموقعين، أدناه، نواب الأمة اللبنانية، نطالب المسؤولين عن إقامة هذه الحواجز في محيط مجلس النواب، بإزالتها فوراً وفتح مداخل ساحة النجمة لتعود الساحة ملكاً للناس، كل الناس".

شيعة شيعة

وحاول عشرات الشبان الذين قدموا سيراً على الأقدام من منطقة الخندق الغميق (الضاحية الجنوبية لبيروت) السبت دخول ساحة التظاهر، مرددين هتافات "شيعة شيعة" قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن التي رشقوها بالحجارة والمفرقعات النارية.

وأعادوا الكرّة ليل الإثنين، وتصادموا مع قوات الأمن والجيش على مدى ساعات، كما أحرقوا خيم المعتصمين وثلاث سيارات على الأقل كانت مركونة في وسط بيروت، احتجاجاً على تداول شريط فيديو لشاب متحدر من مدينة طرابلس شمالاً، يقيم خارج البلاد، تضمن اساءات مقدسات الطائفة الشيعية، وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم.

كما شهد وسط بيروت في عطلة نهاية الأسبوع مواجهات تعدّ الأعنف بين قوات الأمن والمتظاهرين ضد السلطة السياسية، الذين حاولوا دخول طريق يؤدي الى ساحة النجمة حيث مقر البرلمان. وأوقعت هذه الصدامات عشرات الاصابات في صفوف المدنيين والعسكريين، غالبيتها حالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع وجروح نتيجة الرشق بالحجارة.

إحراق شجرة الميلاد

وتفادياً لمحاولات اقتحام جديدة، وضعت القوات الأمنية الثلاثاء حاجزاً حديداً ثابتاً في الشارع. وبينما شهد وسط بيروت هدوءاً نسبياً ليل الثلاثاء، هاجم عشرات الشبان من مناصري حركة "أمل" خيماً للمعتصمين في قرية كفرمان المحاذية لمدينة النبطية جنوباً، كما أحرق مجهولون شجرة ميلاد وضعها المتظاهرون في مدينة طرابلس شمالاً.

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) تظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. وبدا الحراك عابراً للطوائف والمناطق ولم يستثن حاكماً أو زعيماً بل يصر المتظاهرون على رحيل الطبقة السياسية كاملة، متهمين إياها بالفساد مع تحميلها مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي. وتزيد المواجهات الأخيرة من تعقيدات الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، بينما تواجه القوى السياسية الخميس امتحان تسمية رئيس جديد للحكومة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي