يجري رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، تحركات مكثفة حالياً، بعد المذكرة التي وقعها رئيس حكومة الوفاق في بلاده فايز السراج، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فبعد أن زار صالح اليونان وعقد عدة لقاءات هناك، يعقد لقاءات أخرى في مصر، كان آخرها مع المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة.
وخلال هذا الاجتماع، أكد رئيس البرلمان الليبي لغسان سلامة أن اتفاق الصخيرات (الذي جرى توقيعه بين الأطراف الليبية في عام 2015 وبموجبه شُكلت حكومة الوفاق الوطني الليبية) "فقد أي قيمة قانونية، باعتبار أن بنوده لم يُنفذ منها أي شيء، واستمراره لهذه المدة الطويلة بالمخالفة للاتفاق السياسي أثر في حياة الليبيين".
وعبّر صالح عن دهشته من تمسك المجتمع الدولي بمحافظ مصرف ليبيا المركزي، رغم عزله قبل إبرام الاتفاق السياسي، كما تساءل عن موقف الأمم المتحدة من تهديدات الرئيس التركي بالتدخل العسكري في ليبيا.
إبعاد السراج ومحافظ مصرف ليبيا
وطالب رئيس البرلمان الليبي البعثة الأممية باتخاذ إجراءات سريعة لإبعاد فايز السراج ومحافظ مصرف ليبيا المركزي ووضع آلية لتوزيع الثروة بين الليبيين بالتساوي والاستماع إليهم واحترام إرادتهم في برلين وغيرها من المحافل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فيما أكد المبعوث الأممي أن ما يقترحه رئيس مجلس النواب فيما يتعلق بإعادة تشكيل المجلس الرئاسي من رئيس ونائبين وحكومة وطنية منفصلة تمثل الأقاليم الثلاثة سيؤدي بالفعل إلى حدوث اتفاق بين الليبيين، يضع له مؤتمر برلين مظلة دولية لرعايته ومراقبة تنفيذه، ويأتي هذا طبقاً للإعلان الدستوري.
صالح أبلغ سلامة أيضاً بأن لا يكون هناك في مؤتمر برلين اختيار من يحكم ليبيا، تجنباً لما حصل في اتفاق الصخيرات، وضرورة احترام إرادة الشعب الليبي.
مشاورة الليبيين في كل الأمور
وكشف حميد الصافي، مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، لـ"اندبندنت عربية"، تفاصيل اللقاء، قائلاً إن عقيلة صالح رئيس البرلمان، أكد على احترام إرادة الشعب الليبي وأنه "لن يتم السماح في مؤتمر برلين المقبل بأن تُفرض على الليبيين أي مسميات أخرى، إذ لا نريد تكرار ما كان موجوداً في (الصخيرات1)، والذي لا زلنا في معاناته حتى الآن، ولا بدّ من مشاورة الليبيين في كل الأمور، وأن من يحكم ليبيا لا بد أن يكون من ليبيا ويخرج من ليبيا".
تحركات مقبلة
وكشف الصافي أيضا عن تحركات واسعة يقودها حالياً، فبعد زيارته إلى اليونان سيزور قبرص يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، موضحاً أن هناك تنديدات كبيرة من الاتحاد الأوروبي ومن البرلمانين المصري والعربي وكثير من الدول المعنية باتفاقية السراج، وتعمل صفاً واحداً لإبطالها إجرائياً.
وعن التحركات الأخرى التي سيقوم بها رئيس البرلمان، أوضح أنه تلقى دعوات من قبرص والإدارة الأميركية لزيارة واشنطن في أعقاب يناير (كانون الثاني) المقبل، كما تلقى دعوة من البرلمان العربي لاستقباله في إحدى الجلسات.
وبخصوص نتائج تحركاته خلال الفترة الماضية، قال الصافي إنها مثمرة حيث صعّدت اليونان الموقف وطردت سفير السراج، واليونان ستقود في الاتحاد الأوروبي إجرائياً ما يبطل الاتفاقية المبرمة مع الجانب التركي.