Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحريري يرمي كرة النار بوجه عون و"القوات اللبنانية"

جعجع: المطروح حكومة أخصائيين مستقلّين والصفة الثانية أهم بكثير من الأولى

في موقف من شأنه أن ينقل الأزمة اللبنانية الى مرحلة تزيد من التوتر السياسي، صعّد "تيار المستقبل" الذي يرأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، لهجته ورمى كرة النار بوجه حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني، وهما الأكثر تمثيلاً على الساحة المسيحية. وبعدما كان محور الاتصالات تكليف رئيس حكومة، يبدو أن الوضع يتجه الى خلط أوراق للتحالفات من جديد. فقد صدر عن "تيار المستقبل" بيان هاجم فيه التيار العوني وحزب القوات اللبنانية محملاً الطرفين سبب فشل الاستشارات التي تأجلت صباح اليوم. وفي حين غمز "تيار المستقبل" من قناة التيار الوطني على خلفية مخالفة دستورية كانت ستنشأ عن الاستشارات، انتقد "المستقبل" حزب القوات اللبنانية الذي اعتبر انه يحاول لعب دور "تشي غيفارا".

جعجع 

في المقابل، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث تلفزيوني، أن "الحل هو حكومة جديدة كليّاً مؤلفة من شخصيات لا علاقة لها بالقوى السياسيّة التي أودت بالأمور إلى ما وصلت إليه اليوم".

وقال "المطروح حكومة أخصائيين مستقلّين، والصفة الثانية أهمّ بكثير من الأولى على اعتبار أن المجموعات التي حكمت، رأينا إلى أين أوصلت البلاد، وفي هذا الإطار نحن أقصينا انفسنا قبل الغير بغض النظر عن أننا لم نقم بأي خطأ".

وأضاف جعجع "أي رئيس حكومة سيكلّف يجب أن يتم التوافق على إسمه مع الرئيس الحريري لأنه الأكثر تمثيلاً سنياً، ويجب أن نحترم أنفسنا ولا مشكلة لدينا لو كلف الحريري اليوم، والرئيس المكلّف لا يريد الأكثريّة المطلقة والكلام عن الغطاء المسيحي لا يحصل مع التكليف وإنما مع الثقة".

ورأى أن حكومة تكنو – سياسيّة تعني حكومة سياسيّة، و"نقطة حبر في المياه تحوّل المياه زرقاء، وحكومة تكنو – سياسيّة هي وصفة مؤكّدة للفشل، في حين أن الفراغ يفتح أمامنا الأمل في تشكيل حكومة جيّدة، إلا أن المسؤولين "حاطين روسن بروس بعضن" من دون الأخذ بعين الإعتبار ما هو حاصل في الشارع".

 

ورداً على ما يشاع عن تقاطع مصالح مع "التيار الوطني الحر" في مسألة التكليف، قال جعجع "الأمور تخطّت كل الحسابات السياسيّة وبيت القصيد هو المزاج الشعبي، وهناك حل وحيد للأزمة الحاليّة ولو قمنا به منذ شهرين لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم" .

وعن العلاقة مع تيار المستقبل، أوضح أنها "في صعود وهبوط، إلا أننا متفقون دائماً على الأمور الإستراتيجيّة بعض النظر عن الخلاف على طريقة إدارة الأوضاع في الداخل، إلا أنه ليس هناك من تصوّر واضح للخروج من الأزمة".

وفي تعليق له على موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الأخير، أشار الى انه "نُقل" إلى المعارضة ولم ينتقل هو، باعتبار أنه استمر حتى اللحظة الأخيرة بمحاولة دخول الحكومة، إلا أن إصرار الحريري على عكس ذلك نقله إلى المعارضة.

البيان الناري

من جهة ثانية ورد في بيان تيار المستقبل، "كان من المثير للريبة في هذه المرحلة وقبيل ساعات من بدء الاستشارات النيابية الملزمة، ما صدر عن بعض الكتل النيابية بالامتناع عن تسمية اي شخصية لتكليفها تأليف الحكومة، وما يحيط الاستشارات من غموض والتباسات ومحاولات التفاف، تسعى إلى محاصرة موقع رئاسة الحكومة والخروج على القواعد الدستورية في تسمية رؤساء الحكومات".

وفي معرض تناول موقفي التيار الوطني والقوات أضاف البيان "هناك تقاطع للمصالح جرى ترجمته في الموقف الذي صدر عن "التيار الوطني الحر" قبل ايّام وقضى باعلان التحاقه بالساحات والانضمام الى صفوف المعارضة، وبين الموقف الذي صدر بعد منتصف الليلة الماضية عن كتلة "القوات اللبنانية" وقضى بالامتناع عن تسمية احد في الاستشارات. وفي الترجمة السياسية لهذين الموقفين انهما توافقا على عدم تسمية الرئيس سعد الحريري، واجتمعا على حكومة لا يكون سعد الحريري رئيساً لها".

وعن المخالفة الدستورية التي حذّر منها تابع البيان "من المؤسف ان يأتي ذلك في ضوء معلومات وتسريبات من عدة مصادر بأن كتلة "التيار الوطني الحر" كانت بصدد ايداع أصواتها فخامة رئيس الجمهورية ليتصرف بها كما يشاء. وهذه مناسبة كي نحذر من تكرار الخرق الدستوري الذي سبق أن واجهه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عهد الرئيس اميل لحود".

هناك جهات اشتغلت طوال شهرين على انكار ما يحصل بعد ١٧ تشرين لتعلن بعد ذلك انها جزء لا يتجزأ من الحراك الشعبي والثورة، وهناك آخرون يرون الفرصة مؤاتية ليعملوا فيها تشي غيفارا كي يبقوا في الشارع لغايات في نفوس اصحابها. وهناك من قرر ان يقلب الطاولة على نفسه ويركض وراء تركيب خيمة بساحة الشهدا بحثاً عن مقاعد متقدمة في صفوف الثورة.

والتصعيد الأعلى ضد تيار رئيس الجمهورية والقوات جاء بقوله "ان "تيار المستقبل" ينأى بنفسه عن هذه السياسات، وهو في المقابل وبكل وضوح لا ينتظر تكليفاً من "التيار الوطني" ولا من "القوات" للرئيس الحريري، ولا يقبل ان يتحول موقع رئاسة الحكومة الى طابة تتقاذفها بعض التيارات والأحزاب. موقع رئاسة الحكومة اكبر من كل هذه الهرطقات، ولن تكون رهينة عند احد مهما علا كعبه. فالرئيس الحريري قدم استقالته ليفتح باباً امام حل يحاكي مطالب الناس، لكن يبدو ان بعض المصالح تقاطعت على تعطيل تأليف حكومة". لم يقفل البيان باب تكليف رئيس حكومة جديد، فتطرق الى أن "الرئيس الحريري و"تيار المستقبل" لن يدخلوا بالاعيب الانتقام ولا باي مشروع لتخريب البلد والوقوع بالفتنة. وإذا كانت هناك فرصة لتلبية مطالب الساحات فليكن. واذا كانت هناك فرصة لتسمية شخصية سنية بمستوى الموقع ... فليكن ايضاً. المهم الا يعتقد احد انه قادر على أخذ البلد للخراب، لان نار الخراب ستكوي الجميع، واولهم الاحزاب ورجال السياسية الذين يتلطون خلف الثورة ويعتبرون انفسهم ابطال هذا الزمن".وختم البيان "في كلمة اخيرة لجمهور "تيار المستقبل" وكل من يحب الرئيس سعد الحريري. ممنوع الانجرار لأي تحرك أو استفزاز بالشارع. نحن خط الدفاع عن الدولة والمؤسسات لكننا قبل أي شي نحن خط الدفاع عن السلم الاهلي والعيش المشترك وامن الناس وسلمية التحركات الشعبية. مسؤوليتنا ان نحمي البلد وان نحافظ على وحدتنا لنقف سداً منيعاً في وجه الذين يريدون الدستور على قياس مصالحهم واحلامهم وكل الذي يعتبرون جر البلاد الى الفتنة هدفاً وطنية بامتياز".

التأجيل الثاني

السخونة السياسية كانت بدات مع ساعات الصباح ليوم الإثنين، إذ للمرة الثانية على التوالي، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الإثنين، تأجيل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، بعد يومين من المواجهات العنيفة بين القوى الأمنية والمتظاهرين الرافضين إعادة تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

في المقابل، دعا المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش اليوم الإثنين، السلطات للتحقيق في لجوء قوات الأمن في عطلة نهاية الأسبوع إلى استخدام "القوة المفرطة" ضد المتظاهرين المطالبين برحيل الطبقة السياسية.

وصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان الآتي: "اتصل صباحاً الحريري برئيس الجمهورية وتمنى عليه تأجيل الاستشارات النيابية وذلك لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة". واستجاب عون لتمني الحريري وقرر تأجيل الاستشارات النيابية الى الخميس 19 من الحالي.

ويعكس تأجيل الاستشارات النيابية حجم الأزمة السياسة فيما تعاني البلاد من انهيار اقتصادي ومالي يُهدد اللبنانيين في وظائفهم ولقمة عيشهم، على وقع احتجاجات شعبية غير مسبوقة مستمرة منذ شهرين ضد الطبقة السياسية المتهمة بالفساد.

خرق دستوري

وقبل بيان المستقبل الناري مساء، صدر نهاراً عن مكتب الرئيس سعد الحريري بيان ورد فيه " في اطار الاتصالات السياسية قبل موعد الاستشارات النيابية الذي كان محددا اليوم، اتضح أن كتلة التيار الوطني الحر كانت بصدد ايداع أصواتها فخامة رئيس الجمهورية ليتصرف بها كما يشاء. وهذه مناسبة للتنبيه من تكرار الخرق الدستوري الذي سبق أن واجهه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عهد الرئيس اميل لحود، وللتأكيد أن الرئيس الحريري لا يمكن أن يغطي مثل هذه المخالفة الدستورية الجسيمة أيا كانت وجهة استعمالها، في تسمية أي رئيس مكلف".

‎وفي اطار الاتصالات ذاتها، تبلغ الرئيس الحريري  فجر اليوم قرار حزب القوات اللبنانية الامتناع عن التسمية أو المشاركة في تسمية أحد في الاستشارات النيابية، الأمر الذي كان من شأنه أن ينتج تسمية من دون مشاركة أي كتلة مسيحية وازنة فيها، خلافا لحرص الرئيس الحريري الدائم على مقتضيات الوفاق الوطني.

‎وبناء عليه، تداول الحريري مع الرئيس نبيه بري، الذي وافقه الرأي، وتوافقا على أن يتصل كل منهما بعون لتأجيل الاستشارات أياماً معدودة تفاديا لإضافة مشاكل دستورية ووطنية إلى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والمالية الكبيرة التي يواجهها البلد.

الرد الرئاسي

وعند المساء رد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية  على الحريري وقال إن "الحديث عن ايداع اصوات "كتلة التيار الوطني الحر" فخامة رئيس الجمهورية، هو محض اختلاق واستباق للاستشارات النيابية الملزمة التي كان ينوي رئيس الجمهورية اجراءها اليوم، وبالتالي فإن التذرع به للتمني على رئيس الجمهورية تأجيلها، هو حكم على النوايا لا يصح في العمل السياسي السليم، ومحاولة مكشوفة لتبرير هذا التمني وتجاهل اسباب اخرى له". وأضاف ان عون "اعتمد في المرتين اللتين اجرى فيهما استشارات نيابية، عدم القبول بأي تفويض من النواب او ترك الحرية للرئيس، بل كان يطلب من النواب تسمية مرشحهم بوضوح او الامتناع عن التسمية من دون اي خيار ثالث" .​

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي