Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غضب الشارع اللبناني يرجئ استشارات تكليف رئيس للحكومة الجديدة

 استبعاد باسيل من اللقاءات وعقوبات قد تشمل شخصيات مسيحية مقربة من حزب الله

للمرة الثانية على التوالي، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون الإثنين 16 ديسمبر (كانون الأول)، تأجيل المشاورات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، بعد يومين من المواجهات العنيفة بين القوى الأمنية والمتظاهرين الرافضين إعادة تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

وصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان الآتي:

"اتصل صباحاً الحريري برئيس الجمهورية وتمنى عليه تأجيل الاستشارات النيابية وذلك لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة".

وقد استجاب عون لتمني الحريري وقرر تأجيل الاستشارات النيابية الى الخميس 19 من الحالي.

ويعكس تأجيل الاستشارات النيابية حجم الأزمة السياسة فيما تعاني البلاد من انهيار اقتصادي ومالي يُهدد اللبنانيين في وظائفهم ولقمة عيشهم، على وقع احتجاجات شعبية غير مسبوقة مستمرة منذ شهرين ضد الطبقة السياسية المتهمة بالفساد.

"خريطة طريق"

وفي خضم الأزمة المُستفحلة بلبنان، والمُرشَّحة أن تطول بسبب انعدام الحل المطلوب الذي من شأنه أن ينقذ البلد من انهيار بات حتمياً، وبعد مؤتمر مجموعة الدعم الدولية الذي انعقد في باريس، وخلص إلى تحديد "خريطة طريق لمعالجة أزمة لبنان"، تبدأ بحكومة إصلاحية تتمتع بصدقية وقادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة والضرورية، يزور بيروت هذا الأسبوع مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل.

زيارة مساعد بومبيو تكتسب أهمية كونها الأولى لمسؤول أميركي منذ انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول).

والزيارة التي تأتي في إطار جولة إلى المنطقة تشمل أيضاً العراق، وصفتها مصادر دبلوماسية بـ"الطبيعية"، نافية أن تكون في إطار زيارة "موفد خاص مرسل إلى لبنان" كما ذكرت بعض التقارير الصحافية.

استبعاد باسيل

لكن، الزيارة التي ستتضمن مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين باستثناء وزير الخارجية جبران باسيل، وفي ذلك رسالة دبلوماسية مباشرة تأتي بعد أيام قليلة على موقف لافت لوزير الخارجية مايك بومبيو الذي صرح عن "جهوزية بلاده في مساعدة اللبنانيين بإخراج حزب الله من نظامهم".

ويتوقع أن تتناول الزيارة موضوع حزب الله ودوره في المنطقة ولبنان، انطلاقاً من الموقف الأميركي المتشدد تجاه الحزب المُصنَّف إرهابياً لدى الولايات المتحدة.

علماً أن هيل نفسه كان أعلن في زيارته السابقة إلى لبنان منذ نحو عام، أن سلاح حزب الله يهدّد الاستقرار في لبنان، وعبّر آنذاك عن عدم قبول بلاده بالوضع الذي يمر به لبنان بسبب وجود حزب الله المدعوم من إيران، متهماً إياه بـ"اعتداءات شكلت خرقاً للقرار 1701".

رسالة هيل

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر دبلوماسية أن هيل سينقل إلى المسؤولين اللبنانيين ما يقوله مسؤولون غربيون وأميركيون عن "ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن"، للتمكُّن من الحصول على المساعدات، والرسالة ستكون واضحة "ﻻ حكومة يعني ﻻ مساعدات"، وبالتالي فالوضع ذاهبٌ إلى "الانهيار".

لكن، الأميركيين كما الفرنسيين يتجنَّبون الدخول بشكل علني في شكل الحكومة، كما أنهم ﻻ يتمسَّكون بالحريري على رأسها شرطاً لتقديم المساعدات، هم ﻻ يترددون في الحديث عن نوعية الوزراء بالإيحاء، ويشيرون إلى نزاهة الشخصيات الممثلة في الحكومة وقدرتها على العمل، وأن يكونوا من أصحاب اﻻختصاص.

وعلى الحكومة كما يردد المجتمع الدولي، أن تحظى بثقة الناس وتُرضي الشعب اللبناني الذي نزل إلى الساحات رافضاً الطبقة السياسية الحالية بأكملها.

هيل الذي يبعد مكتبه 500 متر فقط عن مكاتب صندوق النقد الدولي في واشنطن، والمعروف باعتداله مقارنة مع تشدد زميله ديفيد شنكر يزور بيروت وفي يده ورقة توقيع بلاده على ما يحتاجه لبنان من الصندوق لتوفير قروض ميسرة طويلة الأمد وبفوائد منخفضة، والتوقيع هو العصا التي تحملها الولايات المتحدة في وجه حكومة ﻻ تُرضي المجتمع الدولي، هي إذا النصيحة اﻷخيرة قبل الانهيار.

تطمينات

في جعبة المسؤول الأميركي أيضاً تطمينات باستمرار دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية والقوى الأمنية، بعد إعادة إحياء مساعدة للجيش اللبناني بقيمة 100 مليون دولار، كانت توقفت لوجود خلاف داخل الإدارة الأميركية حول فاعليتها، في ظل وجود آراء تعتبر أن الجيش والمؤسسات العسكرية تابعة إلى حزب الله.

وتأتي زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل إلى بيروت أيضاً على وقع ﻻئحة جديدة من العقوبات الأميركية على المؤسسات والشخصيات المرتبطة بشكل أو بآخر بعلاقة مالية مع حزب الله.

وفي الإطار ذاته، تتحدث مصادر دبلوماسية أن اللائحة الجديدة تنضم إلى لوائح أخرى باتت تصدر عن الخزانة الأميركية بشكل دوري كل شهر، علماً أن الجديد في اللائحة اﻷخيرة كان "إدراج شخص مسيحي هو طوني صعب"، المقرب من الوزير جبران باسيل، والذي تربطه علاقة عمل مع مؤسسات ورجال أعمال مقربين من حزب الله ويعملون لصالحه في دول أفريقية.

وفي سياق متصل، تؤكد مصادر سياسية أن العقوبات قد تتوسع مطلع العام المقبل لتشمل شخصيات مسيحية مقربة من حزب الله، وتكشف أن عدداً من المسؤولين اللبنانيين الذين التقوا مسؤولين في الخزانة الأميركية، تحدّثوا أمامهم عن ملفات جديدة يتم التدقيق بها ومتابعتها، تعود إلى شخصيات غير شيعية وهي ليست من حزب الله.

ونقل عن نائب وزير الخزانة الأميركية مارشال بيلينغسلي قوله أمام نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني "نحن نركّز حالياً على جبران باسيل".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي