Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يشهد 2020 إسدال الستار على أكبر نزاع تجاري بين واشنطن وبكين؟

الصين تواجه ما هو أصعب مقابل حرص أميركي على حصد أكبر مكاسب ممكنة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

في تطور لافت ومثير لاهتمام جميع أسواق العالم، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة الأميركية توصلت إلى ما يطلق عليه اتفاق المرحلة الأولى للتجارة مع الصين، بمقتضاه ستعلق واشنطن فرض رسوم جمركية على واردات صينية كان من المقرر أن يبدأ سريانها اليوم الأحد.

وأعلنت لجنة التعريفات الجمركية بمجلس الدولة الصيني، تعليق التعريفات الإضافية التي كان من المزمع فرضها على بعض السلع الأميركية ابتداء من 15 ديسمبر (كانون الأول) وذلك بعد اتفاق البلدين على "مرحلة أولى" من الاتفاق التجاري يوم الجمعة.

وتأمل الصين في العمل مع الولايات المتحدة على أساس المساواة والاحترام المتبادل لحل المخاوف الأساسية لكل من الطرفين بشكل ملائم وتشجيع النمو المستقر للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين.

في المقابل، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، إن "المرحلة الأولى" من اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين "جيد للغاية" بالنسبة للنمو الاقتصادي العالمي، مضيفا أن المرحلة الثانية ربما تنقسم إلى عدة خطوات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهدأت واشنطن وبكين وتيرة حربهما التجارية يوم الجمعة بإعلان اتفاق المرحلة الأولى الذي يقلص الرسوم الجمركية الأمريكية في مقابل ما يصفه مسؤولون أميركيون بالقفزة الكبرى التي ستطرأ على المشتريات الصينية من المنتجات الزراعية الأميركية وغيرها من السلع.

وأوضح منوتشين أن التفاصيل الكاملة للاتفاق الجديد بشأن المرحلة الأولى سيعلن في وقت لاحق يوم السبت أو الأحد بعد اتفاق الطرفين على الصياغة.

وأضاف، "نعتقد باكتمال تنفيذها في يناير (كانون الثاني)، وبعده سننتقل إلى المرحلة الثانية، أهم شيء هو التأكد من أننا ننفذ المرحلة الأولى بموجب اتفاق قابل للتنفيذ، وهو بالفعل كذلك. بعدها سنبدأ التفاوض حول المرحلة الثانية. لا تزال هناك مسألة مهمة لم يتم الاتفاق عليها في المرحلة الثانية"، مشيرا إلى احتمال تقسيمها إلى عدة خطوات.

وتابع، "أن الاتفاق مع الصين يهدف إلى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين لسنوات طويلة"، مشيرا إلى "أن الاتفاق سيكون جيدا للغاية للنمو العالمي". وأعرب عن اعتقاده بأن سياسة الضغوط القصوى الأميركية على إيران تؤتي ثمارها وإنها نجحت بشكل كبير في الحد من قدرة طهران على دعم ما تعتبره واشنطن جماعات إرهابية في الخارج.

ترمب يعلن التوصل إلى اتفاق كبير

ويوم الخميس الماضي، قال "ترمب "على صفحته الشخصية بموقع "تويتر"، إن إدارته توصلت إلى "اتفاق كبير جدا للمرحلة الأولى مع الصين. هم وافقوا على تغييرات هيكلية كثيرة ومشتريات ضخمة من المنتجات الزراعية والطاقة والسلع المصنعة". مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستخفض بعض الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل على بضائع صينية.

وأوضح أن الولايات المتحدة سوف تستخدم الرسوم الجمركية المتبقية على البضائع المستوردة من الصين كأداة ضغط في التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق التجارة مع الصين. لافتاً إلى أن الصين تريد بدء المباحثات حول المرحلة الثانية من الاتفاق على الفور، وهو إطار زمني قال إنه لا يعترض عليه.

وقال المتحدث باسم صندوق النقد الدولي، جيري رايس، إن الصندوق سيرحب بأي اتفاق يخفض التوترات التجارية والرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، لكنه يحث أكبر اقتصادين في العالم على التوصل إلى حل دائم لحربهما التجارية الدائرة منذ 17 شهرا.

أضاف، "سنرحب بأي خطوات لتهدئة التوترات التجارية والتراجع عن إجراءات التجارة المتخذة حديثا، خصوصا إذا كان لها أن توفر اتفاقا شاملا ودائماً". وقال إن كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي تستخدم عبارة "نحتاج للانتقال من هدنة تجارية إلى سلام تجاري".

مواجهة ما هو أصعب

لكن حتى الآن، لم تتوافر سوى تفاصيل قليلة عن الاتفاق، ولكن ما نعرفه حتى الآن هو أن الصين لا تزال أمامها نقاط خلاف رئيسة تتعلق بأمور من بينها استخدام الصين للدعم والشركات المملوكة للدولة، إذ تضغط الولايات المتحدة عليها لتنفيذ إصلاحات هيكلية.

كما تتضمن تلك النقاط اتهامات للصين بسرقة الأسرار التجارية الأميركية إلكترونياً. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هذه النقاط سيجري مناقشتها في المرحلة الثانية من المحادثات قبل الانتخابات الأميركية المقررة في خريف 2020، ولكن تقارير صحافية نقلت عن محللين قولهم إن هذا الأمر غير مرجح.

تخفيضات محتملة للرسوم الأميركية القائمة

كان تقرير حديث لوكالة "بلومبيرغ"، أشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقّع على المرحلة الأولى من الصفقة التجارية مع الصين، الأمر الذي من شأنه تفادي التعريفات المزمع تنفيذها في عطلة الأسبوع الماضي. وذكرت الوكالة نقلاً عن مصادر مطلعة على المسألة، أن الصفقة التي تم تقديمها إلى الرئيس الأميركي من قبل المستشارين التجاريين تشمل وعوداً صينية بشراء المزيد من السلع الزراعية الأميركية.

وأوضحت المصادر، التي لم تفصح الوكالة عن هويتها، أن الصفقة تشمل كذلك تخفيضات محتملة للرسوم القائمة حالياً على السلع الصينية التي تستوردها الولايات المتحدة. مشيرة إلى أنه تم التوافق على الشروط لكن النص القانوني لم يتم وضع اللمسات النهائية المتعلقة به بعد.

وكان من المقرر أن تدخل تعريفات أميركية حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل على سلع صينية بقيمة 160 مليار دولار، لكن التوصل إلى صفقة يعني تأجيل أو إلغاء تلك الرسوم.

الصين تشتري كميات كبيرة من المنتجات والخدمات الأميركية

وفي بيان أمس، قال مكتب الممثل التجاري الأميركي، إن الولايات المتحدة وافقت على تعديل رسومها الجمركية على بضائع صينية بشكل كبير، بموجب اتفاق المرحلة الأولى للتجارة مع بكين، في حين ستشتري الصين كميات كبيرة إضافية من البضائع والخدمات الأميركية.

وأوضح أنه بموجب الاتفاق، ستبقي واشنطن على رسوم جمركية قدرها 25% على واردات من الصين بحوالي 250 مليار دولار، وستخفض الرسوم على منتجات صينية أخرى بقيمة 120 مليار دولار إلى نحو 7.5%. وذكر أن اتفاق التجارة يتطلب إدخال إصلاحات هيكلية على النظام الاقتصادي والتجاري للصين في مجالات الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا والزراعة والخدمات المالية والعملة والنقد الأجنبي. لافتاً إلى أن الاتفاق يتضمن أيضا "نظاما قويا لحل المنازعات بين الصين والولايات المتحدة الأميركية".

وقال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، إن الصين وافقت على شراء منتجات زراعية أميركية إضافية بقيمة 32 مليار دولار على مدار عامين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق التجارة بين البلدين. وأوضح أن الاتفاق سيتم توقيعه في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل.

وذكر أنه في إطار الاتفاق، وافقت بكين على شراء منتجات زراعية أميركية إضافية بقيمة 16 مليار دولار في العام الأول، ارتفاعا من المستوى الأساسي للعام 2017 البالغ نحو 24 مليار دولار.

فيما قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، إن الولايات المتحدة الأميركية قد تفرض رسوما جمركية على الصين إذا ظهرت أي نزاعات في تنفيذ اتفاق "المرحلة الأولى" الذي أعلنته الولايات المتحدة والصين في وقت سابق من أمس الجمعة.

وذكر أنه إذا حدثت "نزاعات غير قابلة للحل"، فإن بلاده سوف تتخذ إجراءات تتعلق بالرسوم الجمركية كأداة لإنفاذ الاتفاق بين الصين والولايات المتحدة الأميركية.

اتفاق يحمي مصالح الشركات الصينية في أميركا

في المقابل، قال نائب وزير المالية الصيني لياو مين، إن الصين والولايات المتحدة اتفقتا على نص المرحلة واحد من اتفاق التجارة.

وقال نائب وزير التجارة الصيني وانغ شو وين، إن الولايات المتحدة سوف تلغي بعض الرسوم الجمركية بشكل تدريجي. وذكر أن إبرام اتفاق للتجارة سوف يحمي مصالح الشركات الأجنبية في الصين وسيحمي أيضا المصالح القانونية للشركات الصينية في التعامل مع الولايات المتحدة.

فيما وصف وزير الخارجية الصيني، وانج يي، الولايات المتحدة الأميركية بأنها "أكبر صانع لمشكلات العالم" مهدداً بقطع "الأيدي السوداء" في ظل دعمها للاحتجاجات في هونغ كونغ. وأضاف، "شنت الولايات المتحدة الأميركية هجمات متعمدة وتشهيراً ضد الصين وسيادتها الإقليمية وكرامتها الوطنية ومصالحها الأساسية، إلى حد أن الولايات المتحدة تبدو شاعرةً بجنون العظمة تقريباً".

جاءت تعليقات وزير الخارجية الصيني مع الدعم الأميركي للمتظاهرين المؤيدين للديموقراطية في هونغ كونغ بعد موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مشروعي قانون مررهما الكونغرس ويدعمان الاحتجاجات.

وقال الوزير الصيني، "نحن على استعداد لحل التناقضات والخلافات مع الولايات المتحدة من خلال الحوار والمناقشات القائمة على المساواة والاحترام المتبادل، لكننا لن نقبل أبداً فرض عقوبات أحادية الجانب أو التسلط".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد