Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سائحو الكَيف"... يتطوعون في حقول البن السعودية للحصول على كوب قهوة

مسار جديد للسياحة في السعودية يعرف بـ"السياحة التطوعية" يسعى لاستثمار قطاع السياحة في تعزيز المنتج الزراعي

جبران المالكي أحد ملاك مزارع البن في بني مالك (اندبندنت عربية)

لم يعد سعي مدمني الكافيين للحصول على كوب قهوة ذا جودة عالية يتوقف عند خطوات إعداده، أو شرائه من مزود خدمة يعدها ببراعة، إذ وبعد دخول مصطلح "السياحة التطوعية" قاموس المشاريع السياحية في السعودية، عمد كثير من السائحين المحليين أو الوافدين في السعودية إلى التطوع في مزارع البن في محافظة الدائر "بني مالك" في منطقة جازان.

إذ يختار كثير من السياح الذين يبحثون عن وجهة محلية غير تقليدية للزيارة، بالاتجاه صوب المحافظة السعودية الجنوبية للتطوع في عملية انتاج البن مع المزارعين المحليين، لصناعة كوب قهوتهم من الصفر.

ويصف فهد العبدالعزيز صاحب مشروع "تعايش" لتنظيم الرحلات صوب المزارع الحدودية أن المشروع يهدف لخدمة المزارعين المحليين بالدرجة الأولى "نسعى من خلال مشروع السياحة التطوعية في مزارع بن في الدائر، لمساعدة المزارعين المحليين في عملية زراعة البن والعمليات التي تليها"، ويضيف "الرحلة تهدف أيضاً إلى مساعدة محبي القهوة في معايشة التجربة من مرحلة غرس البذرة، الى عملية القطف من الشجرة، وصولً إلى التجفيف والتحميص ومن ثم شربها".

وحول الغاية التي قادت المشروع للنمو إلى هذا الحد "السعودية من اكثر دول العالم في استيراداً للبن لنسبة تصل إلى 58.784 طناً وفق آخر الارقام الرسمية، بالمقابل نسبة استهلاك البن المحلي في السعودية لا يتجاوز نصف بالمئة كحد أقصى"، وهو ما جعله يعتقد أن المشكلة الرئيسية التي تواجه المنتج المحلي من القهوة هي في ضعف العملية الدعائية والترويجية للمنتج "وبهذا المشروع نسعى للفت نظر الإعلام والموردين المحليين وأصحاب المقاهي لجودة المنتج المحلي"، إذ تتصدر تلك الشرائح قائمة السائحين الذين يقصدون المزارع لغاية التعرف على جودة البن ومدى تقربه مع الأصناف المستوردة.

المُزارع ... صانع التجربة

يشعر المزارعون في تلك المناطق الجبلية بانعكاس التجربة على شروعهم، الذي عزز من ترويج منتجهم المحلي، وأيضاً ساهم في توظيف السياح التطوعيين كأيدي عاملة في المزارع، ما يغنيهم عن تكاليف العمالة ولو بشكل جزئي.

إلا أن للمشروع وجه آخر، في المزارعين ليسوا من يقطفوا الثمار فقط في هذه الحالة، بل هم شريك في العملية السياحية، وهو ما أكده لنا أحد المزارعين المحليين بقوله "يعيش معنا السياح يومين كاملين في الرحلة الواحدة، يقضونها في المزارع يتعلمون خطوات انتاج كوب القهوة من البذرة إلى الكأس"، وهذه الفترة التي يقضونها تتطلب خدمات إعاشة "نقدم لهم في هذه الأيام الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، إذ نقلهم من الفنادق إلى المزارع، بالإضافة إلى أماكن الإقامة وتوفير الوجبات الرئيسية (خمس وجبات) للأيام التي يقضونها في المزرعة"، إذ يضمن المزارعون تقديم تجربة محلية مكتملة لا تقتصر على تجربة عملية الانتاج، بل تصل إلى أماكن الإقامة والجلوس، بالإضافة إلى تقديم الأطباق المحلية للضيوف ضمن الوجبات المقدمة لهم في فترة إقامتهم في المزارع، وتنظيم رحلات سياحية للمناطق الأثرية، وبه يتم تعزيز دور المورد المحلي عن طريق الترويج للبن بالإضافة إلى عوامل منتجه السياحي.

وبحسب الجهة المنظمة للرحلات، فقد تنوعت الجنسيات التي سعت وراء عيش هذه التجربة في المنطقة الجبلية الحدودية، بين الجنسيات السعودية والخليجية، وبعض الجنسيات العربية على رأسها السورية واللبنانية، وصولاً إلى جنسيات أجنبية أخرى كالجنسية البريطانية والإسبانية، فضلاً عن البرازيليين الذي يسعون في رحلتهم لتقييم سوق البن الجديد لدافع الاختصاص.

المزيد من منوعات