Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبقرية رمبراندت لم تتبلور بين ليلة وضحاها ونجاحه ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير

صحيح أن أعمال رامبرانت الفنيّة الأولى كانت "ضعيفة"، وصحيح أنّه لم يكن أفضل رسامٍ شاب في مدينته، لكنّه كان يتمتّع ببراعةٍ كبيرة في إضفاء الأحاسيس المعقّدة على لوحاته. ولعلّ هذا هو السّبب الذي حال دون سطوع نجمه إلا متأخراً

لوحة لرمبراندت من عام 1627 (ناشنل غاليري أوف آيرلند) 

في "متحف لاكينهال" الكائن في مدينة ليدن الجامعيّة القديمة، على بعد 30 ميلاً تقريباً من أمستردام، تبرز لوحةٌ صارمة ومتحجّرة لشبانٍ أثرياء يرتدون أبهى الحلل. لو أنّ هذه اللوحة تعود لفنانٍ آخر سوى رمبراندت، لما استحقت منّا نظرة ثانية. لكن وسط حشد الوجوه المرئية في الخلفية القاتمة، ثمة وجه شابٍ مألوف بصورةٍ غريبة – شابٌ أشعث بأنفِ منتفخ وشعرٍ مجعّد - وما هذا الوجه سوى الرّسم الذّاتي الخفيّ والأوليّ لأعظم رسام صور شخصيّة في تاريخ البشرية.

ولئن سألتم أحداً عن المكان الذي وُلد فيه رمبراندت لأجابكم من دون تردد: أمستردام – باعتبارها المدينة التي ذاعت فيها شهرته. لكن الحقيقة أنّ المكان الفعلي الذي وُلد فيه رمبراندت وترعرع وتعلّم حرفته، فهو مدينة ليدن التّاريخية التي تُنظّم في الوقت الحالي العرض الأول من نوعه للسنوات المبكرة من حياة الرّسام. ويُمكن القول إنّ هذا العرض الذي يحمل عنوان "رمبراندت الشّاب" هو استبيان مذهل -  قصة فنانٍ مبتدئ يُكافح في سبيل إثبات نفسه وفنّه. في البداية، تبدو اللوحات كاذبة وخجولة. ومع وصول العرض إلى نهايته، أي بعد انقضاء عشر سنوات على إنطلاقة رمبراندت الفنيّة، تبدو اللوحات نابضة بالحياة. وهذا لا يعني أبداً أنّ أعمال رمبراندت الفنيّة الأخيرة هي وحدها التي تجذب العين والانتباه إليها، فأعماله الغريبة كرسام متدرّب تجذب الإنتباه كذلك. والمُلفت في قصّة رمبراندت (والمشجّع بالنسبة إلينا جميعاً) أنّ براعم موهبته الكبيرة استغرقت وقتاً طويلاً لتتفتّح وتُبدع.

لكن "المُلفت في قصته"، بنظر كريستوفر براون، المنظّم المشارك لهذا المعرض الإنكليزي – الهولندي،   "هو – كيف لي أن أقول هذا عن رمبراندت – الضّعف الذي تجلّى في رسوماته الأولى؛ إذ لو أنّه مات بعد رسمه هذا العدد القليل من اللوحات، لما وجدنا فيه ما يُثير الاهتمام".

ومن المفترض بمعرض "رمبراندت الشّاب" الذي ينتقل إلى "متحف أشموليان" في أكسفورد في شهر فبراير (شباط) المقبل، أن يُلقي أضواءً جديدة على المراحل الأولى من حياة أحد أعظم الرّسامين الذين وطأت أقدامهم هذه الأرض، مبيّناً لجمهوره العريض أنّ الموهبة لا تتبلور في لحظة ولا بدّ من ظروفٍ مناسبة – والأهم من ذلك، زمان ومكان مناسبين – لتحفيز نموّها.

"يُشاع عن رمبراندت – أنّه ينحدر من خلفيّة فقيرة وأنّه تحوّل على حين غرّة من صبيٍّ محتاج إلى أهم رسامٍ في العالم. لكنّ هذه الشّائعة عارية عن الصّحة وثمة عوامل عديدة ساهمت في نجاحه؛ والأهم بين هذه العوامل نشأته أوائل القرن السّابع عشر في ليدن – هناك حيث أصبح رمبراندت الفنان الذي نعرفه"، على حدّ تعبير أونو بلوم، المؤلف الهولندي لكتابٍ جديد عن الفنان بعنوان "رمبراندت الشّاب" (Young Rembrandt).

وُلد رمبراندت فان رين في ليدن عام 1606 وكان الابن الأصغر لطحّانٍ محليّ. لطالما حاول كتّاب سيرته الذّاتية اللعب على وتر الطّبقة العاملة التي ينتمي إليها الرّسام، لكن دون جدوى. فوالده لم يكن أرستقراطياً صحيح، لكنّه كان قادراً على منح عائلته رخاءً نسبيّاً من خلال طحن الشّعير (الأكثر ربحاً من طحن الذّرة) لمصنع الجعة المحليّ والعمل في مجال العقارات، حيث كان يبني المنازل هنا في ليدن ويؤجّرها مقابل ربحٍ كبير. بكلامٍ آخر، كان لدى والد رمبراندت المال الكافي (والمركز الاجتماعي المناسب) لإرساله إلى "المدرسة اللاتينية" المحلية – قل المدرسة الإعدادية الخاصة بأبناء الطّبقتين الغنية والمتوسطة النّاشئة.

آنذاك، كانت "المدرسة اللاتينية" في ليدن إحدى المدارس الرّافدة لـ"جامعة ليدن" (أقدم جامعات هولندا وأبرزها)، وفيها حاز رمبراندت على درجة الباكالوريوس التي تؤهّله لدخول الجامعة. حاول كتّاب سيرته الذّاتية مراراً وتكراراً التقليل من أهمية أيام دراسته في أوكسبريدج الهولندية، مدّعين أنه التحق بها هرباً من التّجنيد الإلزامي أو سعياً خلف الجعة البخسة التي تُقدّم في الحانات الطّلابية. لكنّ الأبحاث الأخيرة بيّنت أنّ رمبراندت أمضى في أوكسبريدج وقتاً أطول بكثير من المُعتقد – عامين على الأقل بدلاً من فصلٍ واحد أو إثنين.

وفي المدرسة كما في الجامعة، تعلّم رمبراندت القليل عن الرّسم والكثير عن الموضوعين الأساسيين اللذين أَلهما فنّه في مرحلة البلوغ: الكلاسيكيات والكتاب المقدس. فلولا أنه عاش في مدينة وحظي بمستوى تعليم أكثر من بدائي، لكان من الصّعب علينا أن نتخيّله وهو يرسم مشاهد من الميثولوجيا الكلاسيكية وإنجيل العهد الجديد بهذا القدر من التّعاطف. صدّقوا أو لا تُصدّقوا، التّعليم التّقليدي الذي تلقّاه رمبراندت في ليدن منح أعماله الفنيّة قوّةً فكرية. "وقد لا تكفل (هذه القوة الفكرية) فناناً عظيماً – لكنّها مكوّنٌ مهمّ حتما"ً، يقول كريستيان فوغيلار، أحد القيّمين على المعرض.

وكان رمبراندت محظوظاً لخروجه إلى الحياة في هذا المكان بالذّات وفي تلك الحقبة بالذّات. فقبل ثلاثة عقود تقريباً من ولادته، حُوصرت ليدن عاماً كاملاً من قبل القوات الإسبانية؛ وجراء هذا الحصار، خسرت المدينة نصف سكانها. وبحلول العام 1606 (عام ولادة رمبراندت)، كانت ليدن في أوجّ ازدهارها، تحتضن أقدم مسرحٍ وأقدم جامعة في هولندا، وتجمع بين الفنانين والعلماء والكتاب والمفكّرين من كلّ الأنحاء. لو كان رمبراندت وُلد هنا في جيلٍ سابق، لما تسنّى له الوقت الكافي ليرسم ولانشغل عن فنّه بمحاولته البقاء على قيد الحياة.

غادر رمبراندت مقاعد الجامعة مصمّماً على أن يُصبح رساماً. في تلك الأثناء، لم يكن مثل هذا القرار ليُعتبر خياراً مهنياً متفلّتاً أو غريباً، بل على العكس، كان يُعتبر خياراً مهنياً حساساً ومحترماً. في البدء، تتلمذ رمبراندت على يد جايكوب فان سوانينبورغ، أحد الرّسامين البارعين في ليدن. ومن ثمّ إنتقل إلى عهدة رسامٍ أكثر شهرةً في أمستردام يُدعى بيتر لاستمان. ولمّا حان الوقت ليعتمد على نفسه فنيّاً، رحل من أمستردام عائداً إلى ليدن. في أمستردام، كان سيدخل في منافسة شرسة مع نخبة من أفضل الرّسامين في أوروبا ولوحاته حينها لم تكن جيدة كفاية. لكن في ليدن، كان أقدر على المنافسة، قل سمكة "كبيرة" في بركةٍ "صغيرة".

وفي بداية إنطلاقته، لم يكن رمبراندت حتى أفضل رسامٍ شاب في ليدن. ويُحكى أنّه في أواخر مرحلة المراهقة وأوائل العشرينات، كان يتشارك مشغلاً في ليدن مع صديق طفولته يان ليافينز الذي ظلّ يتفوّق عليه طيلة السّنوات القليلة الأولى. ولمّا وصل ليافينز إلى مرحلة إنجاز لوحات كاملة (ومميّزة)، كان لا يزال رمبراندت يتخبّط في الظلام، محاولاً (دون جدوى) نفخ الحياة في رسوماته.

وبحسب براون، "(رمبراندت) اليوم هو أحد كبار العباقرة في التّقليد الغربي رغم الإخفاقات التي طبعت سنواته الفنيّة الأولى؛ وإنطلاقته كانت مؤقتة جداً بالنّسبة إلى الأستاذ الاستثنائي الذي أصبح عليه أخيراً – أحد أعمدة فن الرّسم الغربي".

كان رمبراندت وليافينز في العمر نفسه تقريباً (أو بالأحرى كان ليافينز أصغر من رمبراندت بعامٍ واحد فقط). لكنّ ذلك لم يمنع ليافينز من أن يُصبح رساماً محترفاً ومخضرماً قبل رمبراندت بوقتٍ طويل، هو الذي بدأ تدريباته الفنيّة في سنّ الثامنة بعكس رمبراندت الذي بدأها في سن السّادسة عشر. في تلك الحقبة من التّاريخ، كانت التّدريبات المبكرة على الرّسم أمراً عادياً جداً. وبالتالي يُمكن اعتبار إقبال رمبراندت عليها متأخراً أمراً غريباً. وهذا ما يُفسّر ربما وصول ليافينز إلى ذروة نشاطه في الوقت الذي كان لا يزال فيه رمبراندت يشقّ طريقه. وقد يكون ليافينز قد حظي بإنطلاقةٍ فنيّة حافلة، لكنّ رمبراندت تجاوزه أخيراً وتفوّق عليه بأشواط.

من وجهة نظر الخبير الهولندي قسطنطين هيوغنز الذي زار الفنانين الشّابين في مشغلهما، "يتفوّق رمبراندت على ليافينز بلمسته الواثقة وأحاسيسه المتّقدة. لكنّ ليافينز هو الأكثر إبداعاً بينهما والأكثر جرأةً في اختيار المواضيع والأشكال، حيث تسعى روحه الشّابة من دون كلل إلى التقاط كلّ ما هو بديع وسامٍ. وفيما كان يميل ليافينز إلى تقديم موضوعاته بحجمٍ أكبر من حجمها الحقيقي، كان رمبراندت يُركّز جام اهتمامه وشغفه على لوحةٍ صغيرة فيُحقّق بها نتيجة صادمة ما كان ليحلم آخرون بتحقيقها في لوحاتٍ فنية كبيرة".

كان هيوغنز أوّل ناقدٍ يُسلّط الضّوء على الجودة التي صقلت أعمال رمبراندت: قدرته المذهلة على غرس الأحاسيس المعقّدة في لوحاته. وكان هذا العمق في الأحاسيس هو الذي ميّز رمبراندت عن ليافينز وكرّسه أعظم رسام صور شخصيّة في التّاريخ. وفي هذا المعرض، يتجسّد الاختلاف الأساسي بين الرّسامين في صورتين شخصيتين لرمبراندت، إحداهما رسم ذاتي والأخرى لوحة بريشة ليافينز. وبالنّسبة إلى الرّسم الخاص بليافينز، فيبدو واثقاً من نفسه لكن غير ملحوظ. أما رسم رمبراندت الذّاتي، فيبدو لامعاً وغريباً: وجهٌ تحجبه الظّلال وعينان مغرورقتان تُعبّران بشكلٍ قوي عن شخصيّة الفنان وحالته الذّهنية.

ولهذا السّبب، برأيي، تأخّر صعود نجم رمبراندت. فعلى خلاف ليافينز الذي اكتفى بتجسيد المظهر الخارجي لشخصيّات لوحاته، انشغل رمبراندت في التطلّع إلى أبعد من القشور لالتقاط ما تُفكّر به هذه الشّخصيات وتشعر به. "ولا شكّ أنّ الصّعوبات التي واجهها في المراحل الأولى من حياته الفنية هي التي غذّت رؤيته الاستثنائية للإنسان. لقد بذل جهداً كبيراً"، يُوضّح براون.

ولم يكن هيوغنز الخبير الوحيد الذي لاحظ موهبة رمبراندت الواعدة. ففي العام 1629، أُعجب الديبلوماسيّ الإنكليزي روبرت كير بثلاثة من لوحاته، فاشتراها وأهداها للملك تشارلز الأول، نذكر من بينها: الصّورة الشّخصية الثاقبة لوالدة الفنان. وفي العام 1632، عرضت عليه العائلة الملكيّة الهولندية شراء لوحتين. أخيراً وبعد 10 سنوات من الكدّ والتّعب، كان رمبراندت فان رين في طريقه إلى الشّهرة والنّجاح.

وفي العام 1632 أيضاً، غادر يان ليافينز إلى إنكلترا حيث استكمل مسيرةً مهنيّة ناجحة، لا بل استثنائية. وفي العام 1634، تزوّج رمبراندت من محبوبته، العارضة ساسكيا التي تظهر في بعض أفضل لوحاته، واستقرّ في أمستردام حتى وافته المنيّة عام 1669 عن عمرٍ يُناهز 63 سنة. ولا شك أنّ أمستردام هي المكان الذي شهد على أهم إنجازات رمبراندت الفنية. لذا من الطبيعي أن يحوي متحف ريجكس (المتحف الوطني) في المدينة على أفضل وأكبر مجموعة لوحات لرمبراندت في العالم. لكن من أجل فهم الفنان بشكلٍ صحيح، على الواحد منّا أن يتوجّه إلى ليدن حيث سيتمكّن من سبر أغوار البيئة التي نشأ فيها وطبعت شخصيّته.

إذن اليوم وبعد مرور أربعة قرون على رحيل رمبراندت عن مدينته ليدن، ما الذي تبقّى منه فيها؟ حسناً، "المدرسة اللاتينية" لا تزال موجودة، وكذلك مشغل فان سوانينبورغ القديم وكنسية القديس بطرس حيث تزوّج والدا الفنان – ودُفنا لاحقاً. أمّا طاحونة والده الأصلية، فلم تعد موجودة وكلّ ما تبقى منها هو نسخة مستحدثة؛ ولكن هذا لا يهمّ. طالما أنها شُيّدت في المكان نفسه وفي الأسلوب نفسه، فهي قادرة على أن تُعطي زوّارها فكرة واضحة جداً عمّا كانت عليه الأمور في تلك الأثناء.

وفي ما يتعلّق بالمنزل الذي وُلد فيه رمبراندت، فقد هُدم عام 1927 واستُبدل بصفٍّ طويل من المنازل العصرية الصّغيرة (ونصب عصري غريب). لكن وعلى الرّغم من أنّ هذا التّجاوز يُسبّب الإحراج للمرشدين السّياحيين، إلا أنني لا أرى فيه شخصياً أيّ سوء. فلو أنّ المنزل لا يزال قائماً إلى اليوم، لكان مليئاً بالتّحف الزّهيدة ومحاصراً من قبل سوّاح يتلقطون صور السّيلفي. لو أردتم التعرّف أكثر على  الرّجل الفنان، ما عليكم سوى التجوّل في أنحاء البلدة وأزقّتها.

لمّا غادر رمبراندت مدينة ليدن، كانت أيام مجدها قد ولّت وإندثرت جراء إنهيار تجارتها الخاصة بالملابس وتعرُّض الحياة الفكرية والإبداعية فيها للإنشقاق الدّيني، ناهيك عن استقرار أعداد سكانها بعد ازديادها بواقع أربعة أضعاف على مدى نصف قرن. ففي العام 1900، كان عدد المقيمين في ليدن أقل بكثير ممّا كان عليه عام 1700. لكن مع انعدام الحاجة إلى بناء منازل جديدة وفي ظل عدم وجود صناعات ثقيلة يُتحدث عنها، تم الحفاظ على طابع ليدن القديم.

وفي الوقت الحاضر، لا تزال ليدن تحتفظ بمبانٍ من العصر الذهبي (أيّ الفترة الذهبيّة التي تولّت فيها هولندا قيادة العالم الغربي على مستويات عديدة تتراوح بين الفن والتجارة – والتي تتزامن عموماً مع حياة رمبراندت)، أكثر من أيّ مدينة هولندية أخرى، باستثناء أمستردام. ويكفي أن تقوموا بجولةٍ سريعة على طول قنوات ليدن الهادئة والمرصوفة بمنازل ذات مصاطب جميلة، حتى تعودوا بالزّمن إلى القرن السّابع عشر. فالمدينة التاريخية تزخر بعددٍ لا يُستهان به من المباني التي يُمكن لرمبراندت أن يتعرّف عليها، بما فيها معمل الجعة الذي كان يتزوّد بالشعير المطحون من والده والمنزل الذي نشأ فيه يان ليافينز.

وبالنّسبة إلى مبنى لاكينهال بالذات، فقد شُيّد عام 1640 أيّ بعد سنوات على مغادرة رمبراندت ليدن. كان في أوّل الأمر مقراً للنقابة المهنية؛ واستمرّ على هذه الحال مئات السنين قبل أن يتحوّل إلى متحف (هنا في ليدن، المئة عام مدة قصيرة نسبياً). والمتحف غاية في السّحر ويحتضن مجموعة مرموقة من لوحات العصر الذّهبي. لكنّ الجزء المخصّص فيه لرمبراندت، متواضع ويكاد يقتصر على بعض أعماله الأولى.

والمعرض الذي يُنظّم فيه حالياً هو فرصة نادرة لرؤية العديد من أعمال رمبراندت الفنيّة الأولى في مكانٍ واحد، في المكان الذي رُسمت فيه تحديداً؛ ومن شأن هذا الأمر أن يمنح الجميع رؤية حميمة وواضحة لمسيرة تطوّر الفن الرمبراندتي ويُطمئن كلّ من يُصارع من أجل ترك بصمة في هذه الدّنيا في أيّ مجالٍ كان، أنّ ما من نجاحٍ يتحقق بين ليلة وضحاها والعبقرية تستغرق وقتاً لتتبلور.

يُذكر أنّ معرض "رمبراندت الشّاب" – النّجم الصّاعد – مستمرّ في "متحف لاكينهال" في ليدن (www.lakenhal.nl) لغاية 9 فبراير (شباط) 2020، على أن ينتقل منه إلى "متحف أشموليان" في أكسفورد (www.ashmolean.org) بين 27 فبراير (شباط) و7 يونيو (حزيران).

© The Independent

المزيد من ثقافة