Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شجرة الميلاد في لبنان تقرع أبواب "غينيس"

من "ساحة النور" في طرابلس وشكا شمال لبنان... رسالتا سلام

رسالة صداقة للبيئة بإقامة شجرة الميلاد من 129 ألف عبوة مياه بلاستيكية (كارولبن شبطيني)

لم تعد شجرة عيد الميلاد مجرد طقسٍ من الطقوس الاحتفالية في شمال لبنان، إنما تجاوزتها لتشكل تحدياً للواقع السياسي والاقتصادي المتردي وأزمة الدولار. وعكست شجرة "ساحة النور" في مدينة طرابلس (عاصمة شمال لبنان)، وتلك التي انتصبت بمدينة شكا (شمال لبنان) رسالة سلام في زمن ميلاد السيد المسيح، وكذلك سعي لترسيخ مكانة عاصمة الشمال كعروس لانتفاضة الشعب اللبناني.

شجرة شكا إلى موسوعة غينيس

وفي كل سنة، تتسابق المدن اللبنانية على تقديم أطول وأهم شجرة، وكانت شكا صاحبة سبق في إبداع القرى الميلادية، إلا أن الجديد هو رسالة الصداقة للبيئة التي سترسلها المدينة الشمالية من خلال إقامة شجرة الميلاد من 129 ألف عبوة مياه بلاستيكية في محاولة منها لكسر الرقم القياسي العالمي والدخول إلى موسوعة "غينيس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانطلق هذا التحدي من تجربة شخصية للسيدة كارولين شبطيني، ابنة بلدة مزيارة الزغرتاوية (شمال لبنان)، التي كانت تعاني مشكلة "فوبيا" الماء، وبدأت بجمع عبوات الماء البلاستيكية التي وجب عليها شربها للتوازن الصحي. وفي ميلاد العام 2018، قررت إنشاء شجرة صغيرة برفقة ابنتها من 500 عبوة تم تثبيتها على قواعد فلينية، ولاقت هذه الخطوة استحسان الزوار الذين دعوها إلى تنفيذها على مجسم أضخم.

وفي شهر مايو (أيار) الماضي (2019)، وضعت كارولين إعلاناً على حسابها في "إنستغرام"، توجهت فيه إلى متابعيها بطلب تجميع العبوات البلاستيكية الصغيرة الحجم، وتجاوب أصدقاؤها مع الدعوة، وقاموا بتقديم المادة الخام والمساعدة.

صديقة للبيئة

وأسهمت مبادرة شبطيني في تقليل كمية النفايات البلاستيكية، وتدحرج المجموع من خمسة آلاف إلى 20 فـ50 ألفاً وصولاً إلى ما يتجاوز 120 ألفاً، ومع الوصول إلى 129 ألفاً، قامت الناشطة بالتسجيل في موسوعة "غينيس" لكسر الرقم القياسي المسجّل باسم مكسيكو بـ98 ألف عبوة ماء بطول 27،4 أمتار.

وبحثت شبطيني عن مكان لتنفيذ فكرتها غير التجارية، وتلقت مجموعة عروض من بلديات، واستقرت على بلدية شكا التي تمتلك قاعدة حديدية، وليست بحاجة إلى إنفاق مبالغ إضافية مرهقة للميزانية، وتوضح أنها لم تنفذها في بلدتها مزيارة، لأنها كانت تتطلب قاعدة بتكلفة 50 ألف دولار، كما أنه لا يمكن وضعها في منطقة جبلية، وهو يُخالف الغاية من المشروع في زمن الميلاد.

موسوعة "غينيس"

وعند بدء التنفيذ، وضعت شبطيني فيديو على "إنستغرام"، فتوافد عدد كبير من المتطوعين لمساعدتها وصلوا أحياناً إلى 100 شخص على الأرض ومن كل الأعمار، وبمشاركة فرق كشّافة وصولاً إلى وضع مغارة ميلادية موازية، واحتاج تنفيذ الشجرة إلى 20 يوماً، وأسهم أبناء بلدة مزيارة في التنفيذ على شكل مجموعات.

وكرّست الشجرة مفهوم التدوير وخفض تكلفة زينة شجرة الميلاد، وتؤكد شبطيني أنها ستتبرع بعوائد البلاستيك لصالح الصليب الأحمر اللبناني، وتم استبعاد المفرقعات عن حفل الافتتاح، والاحتفال بدخول شبطيني وشجرتها إلى موسوعة "غينيس"، لأن الهدف هو تقديم تجربة صديقة للبيئة بالكامل على غرار تجربة الفرز التي بدأت في شكا منذ سنتين قبل الكثير من المناطق اللبنانية.

طرابلس... شجرة الانتفاضة مستمرة

وخلال السنوات الماضية، صمدت طرابلس في وجه جميع محاولات عزلها عن محيطها، ولم تتخلف عاصمة الشمال عن المشاركة في كل المناسبات الوطنية، وهذه الصورة الجامعة، ترسخت مع انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول)، إذ استقطبت المنتفضين من مختلف المناطق اللبنانية.

ومع دنو زمن عيد الميلاد، باشرت مجموعة من شبان المدينة في إقامة شجرة بارتفاع سبعة أمتار في ساحة النور، وأكد هؤلاء أن هناك إمكانية لنشر الفرح والحب، وامتازت بنية الشجرة في أنها ازدانت بإضاءة متماهية مع ألوان العلم اللبناني، ووضع بمنتصفها شعار الأرزة، وتوجت بنجمة "ثورة 17 تشرين"، كما أنها تجاوزت لعبة البذخ والاستعراض إلى رسائل الوحدة والانفتاح بين مختلف المكونات اللبنانية.

وتؤكد الناشطة أمية كبارة أن هناك مغزى واضحاً من وراء شجرة الثورة، فهي ليست الخطوة الأولى التي يقوم بها متطوعو "أنا وطني" فقد سبق أن أقاموا شجرة التقوى والسلام في أعقاب تفجير المسجدين في طرابلس، كما أقاموا شجرة "دوار الغروبي" في مدينة الميناء، الذي يتوسط أربع كنائس تاريخية.

الوجود المسيحي جزء من النسيج الطرابلسي

وتنطلق كبارة من الرمزية التي اكتسبتها طرابلس في انتفاضة الشعب اللبناني، الأمر الذي قدّم صورة طرابلس الحضارية إلى العالم، وتجتمع شجرة الميلاد واسم الجلالة في مكان واحد مع العلم اللبناني.

وتلفت كبارة إلى أن الوجود المسيحي جزءٌ من النسيج الطرابلسي، وتشهد أسماء الشوارع على ذلك من شارع الراهبات وشارع الكنائس، وتمسّك أبناء طرابلس بتمثيل المسيحيين والحفاظ على مقاعدهم في البرلمان، وتفاعل أبناء المدينة مع شجرة الميلاد، وبرزت المواقف المرحبة بهذه المبادرة التي ترسخ القيم الجامعة على حساب كل ما يفرق اللبنانيين.

 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي