Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الإسترليني" ينتعش بعد فوز جونسون

فوز حزب المحافظين بالأغلبية يعزز خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

الجنيه الاسترليني تحرر من الضغوطات بعد الانتخابات (غيتي)

ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار فوق مستوى 1.35، وهذا أعلى مستوى للعملة البريطانية خلال 19 شهراً منذ مايو (أيار) 2018، وأيضاً ارتفع الإسترليني مقابل اليورو إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات، بعد فوز حزب المحافظين في الانتخابات العامة البريطانية وتحقيقه الأغلبية.

وفاز حزب المحافظين بـ364 مقعداً في البرلمان، مقابل 203 لحزب العمال (وذلك بعد احتساب نتيجة 649 دائرة انتخابية من أصل 650) بزيادة 66 مقعداً، مقارنة بنتيجة انتخابات 2017، وحقق 33 مقعداً فوق المستوى المطلوب للفوز، وهذه أفضل نتيجة يحققها حزب المحافظين خلال 34 عاماً، وفاز في بعض الدوائر في الشمال والوسط (مناطق تعتبر دوائر مغلقة لحزب العمال)، وتفوق حزب المحافظين على مجموع نتائج كل الأحزاب المنافسة الخمسة بفارق 79 مقعداً. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انتخابات البريكست وصراع الخروج والبقاء

وتعقد الانتخابات العامة في بريطانيا كل خمسة أعوام، ولكن هذه الانتخابات هي الثالثة خلال آخر أربع سنوات، وفي عام 2015 فاز ديفيد كاميرون وكان استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي من ضمن برنامجه الانتخابي، وبالفعل نظم الاستفتاء في يونيو (حزيران) 2016، وفشل كاميرون في كسب الاستفتاء وكانت النتيجة (51.8% للخروج مقابل 48.1% للبقاء)، وفي 24 يونيو 2016 أعلن كاميرون (رئيس الوزراء البريطاني) أنه سيتقدم باستقالته بعد فشله في إقناع الناخبين بالتصويت لصالح البقاء واستمرار بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

ورحل كاميرون وخلفته تريزا ماي، التي كانت تشغل منصب وزيرة داخلية بريطانيا، وفي 13 يوليو (تموز) من نفس العام أصبحت رئيسة للوزراء وزعيمة حزب المحافظين، وتعهدت حينها أن تحترم نتيجة الاستفتاء وأن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واستغرقت 9 أشهر في ترتيب بيتها الداخلي قبل تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة في مارس (آذار) 2017، وحسب المعاهدة يجب أن تغادر بريطانيا بعد 24 شهراً من تفعيل المادة 50.

وبعد ثلاثة أشهر من تفعيل المادة 50 غامرت تيريزا ماي في الذهاب إلى انتخابات مبكرة، لكنها فقدت أغلبية البرلمان رغم فوزها في 9 يونيو 2017، ثم بدأت معاناتها في توحيد الجبهة الداخلية وكسب البرلمان لصالح اتفاقها مع بروكسل على ضوابط الخروج وفك الارتباط، وكانت الحدود الأيرلندية بين إقليم أيرلندا الشمالية التابع للملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا التابعة للاتحاد الأوروبي، وهي الحدود البرية الوحيدة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وظلت هذه القضية العقبة الكؤود في وجه اتفاق الخروج، ثم استقالت وخلفها بوريس جونسون أحد صقور البريكست رئيساً للوزراء وزعيماً لحزب المحافظين.

بوريس جونسون يحصل على أغلبية مريحة

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، انتهت كل مسارات البريكست إلى رفض كافة الخيارات المطروحة بشأن فك الارتباط، وطلب البرلمان من جونسون تقديم طلب تمديد أجل الخروج وتم ذلك، وطلب جونسون من بروكسل التمديد، وبعدها فتح المجال والبحث عن تفويض شعبي جديد عبر الانتخابات العامة.

وبعد نتيجة الانتخابات يستمر جونسون رئيساً للوزراء ويستطيع تمرير اتفاق الخروج عبر البرلمان بعد تحقيق حزب المحافظين الفوز بالانتخابات وتحقيق الأغلبية.

وأصبح جونسون صاحب الأغلبية الأكبر من بين زعماء المحافظين منذ 1987، وبهذا الفوز الحاسم سيذهب جونسون إلى الملكة يطلب تفويض تشكيل الحكومة وتنتظم أعمال البرلمان خلال الأيام المقبلة، وسيطرح جونسون خطته للخروج من الاتحاد الأوروبي على البرلمان الجديد، ويُتوقع أن يمرر البرلمان خطته، وعليه فإن مسار البريكست الآن أكثر وضوحاً عن ذي قبل.

ولا تختلف خطة خروج جونسون كثيراً عن خطة تيريزا ماي التي رفضها البرلمان ثلاث مرات، والتي كانت تقترح ''شبكة الأمان'' (آلية تبقي إقليم أيرلندا ضمن السوق الأوروبية المشتركة وضمن الاتحاد الجمركي الأوروبي)، ضمن حل تنظيم الحدود الأيرلندية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ومعلوم أن موضوع الحدود بين إقليم أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا من النقاط الشائكة المعقدة، فأوروبا وأيرلندا لا ترغبان في حدود صلبة ونقاط تفتيش جمركي تعيق حركة الأفراد والبضائع، والجميع لا يرغب في تهديد اتفاقية الجمعة العظيمة في 1998، هذه الاتفاقية التي أنهت الصراع الدموي في شبه الجزيرة الأيرلندية الذي دام 30 عاماً، ونصت الاتفاقية على أن تبقى الحدود مفتوحة داخل شبه الجزيرة الأيرلندية، وتعهد جونسون أن تستمر الحدود مفتوحة وأن يلعب المجتمع السياسي في أيرلندا دوراً أكبر في تحديد طبيعة تنظيم الحدود واستمرار القوانين التي تضبط حركة البضائع على الحدود البرية.

الجنيه الإسترليني والبريكست 

قبل إعلان نتائج الاستفتاء في يونيو 2016 ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي إلى فوق مستوى 1.50، وبعد إعلان النتيجة واختيار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي تراجع "الباوند" إلى 1.31 بنهاية شهر الاستفتاء واستمر التراجع، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2016 تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي إلى دون مستوى 1.20، ثم عاود الارتفاع إلى فوق مستوى 1.42 في يناير (كانون الثاني) 2018، وعندما أصبح بوريس جونسون رئيساً للوزراء في 13 يوليو (تموز) 2019 كان الإسترليني يتداول عند مستوى 1.25 مقابل الدولار الأميركي، وتراجع بسبب مخاوف الخروج بدون اتفاق إلى 1.20 في أغسطس (آب) 2019، ثم عاود الصعود، ولم يتداول الجنيه الإسترليني تحت مستوى 1.27 منذ أكتوبر 2019.

ومع استطلاعات الرأي التي رجحت فوز المحافظين ارتفعت العملة البريطانية، وأشار موقع YouGov قبل أسابيع إلى ارتفاع احتمال تحقيق حزب المحافظين الفوز وتحقيق الأغلبية في الانتخابات، ومع هذه التوقعات اكتسب اتجاه صعود الباوند مزيدا من الزخم، وارتفع بـ800 نقطة خلال 21 يوماً حتى إعلان نتيجة الانتخابات مساء الخميس الماضي.

واستمرار هذا الاتجاه الصاعد للعملة البريطانية يعتمد على قدرة بوريس جونسون خلال الفترة المقبلة على قيادة فك الارتباط من دون صراعات داخلية أو انقسامات داخل حزبه، بالإضافة إلى قدرته على التفاهم مع إقليم اسكتلندا.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد