أخيرا، وبعد 7 أشهر من الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، تمكن الطرفان الأميركي والصيني من التوصل إلى اتفاق تجارة ينهي بشكل مؤقت الأزمة بين أكبر بلدين في العالم.
وعلى وقع هذه الأخبار الإيجابية المنتظرة في الأسواق، عادت البورصات إلى بلوغ مستويات قياسية منذ يوم الخميس الماضي عندما غرد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن اتفاقا مع الصين "قريب جدا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ارتفاع المؤشرات ولا رسوم
وتابعت البورصات ارتفاعاتها بنهاية الأسبوع أمس، وإن كانت بوتيرة عادية، حيث صعدت المؤشرات الثلاثة "ستاندرد آند بورز 500" ليبلغ 3168.77 نقطة، و"داو جونز الصناعي" بالغا 28135.51 نقطة و"ناسداك" 8734.88 نقطة.
وكان هناك تخوف في الأسواق من عدم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية والصين على حسم ملف الحرب التجارية قبل موعد 15 ديسمبر (كانون الأول) حيث تسري جولة جديدة من الرسوم الأميركية على واردات صينية بحجم 156 مليار دولار.
تعهد صيني بمليارات الدولارات
ويقضي الاتفاق الجديد بخفض الرسوم على منتجات صينية مقابل تعهد بكين زيادة مشتريات الصين من السلع الزراعية الأميركية، حيث قال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر أمس إن الصين وافقت على شراء منتجات زراعية أميركية إضافية بقيمة 32 مليار دولار على مدار عامين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق التجارة بين البلدين.
كما تعهدت بكين بتنفيذ إصلاحات هيكلية على النظام الاقتصادي والتجاري للصين في مجالات الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا حيث تتهم واشنطن بكين بأن تسرق هذه الملكية والتكنولوجية من الشركات الأميركية، إضافة إلى تعهدات بإصلاحات تخص العملة الصينية اليوان، حيث أن تخفيض عملتها بشكل دائم يعطي المنتجات الصينية أفضلية تنافسية في الأسواق العالمية مقابل المنتجات الأميركية.
التعهد الأميركي
وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي أمس إن الولايات المتحدة وافقت على تعديل رسومها الجمركية على بضائع صينية "بشكل كبير" بموجب اتفاق المرحلة الأولى للتجارة مع بكين، في حين ستشتري الصين كميات كبيرة إضافية من البضائع والخدمات الأميركية.
وأضاف مكتب الممثل التجاري في بيان أنه بموجب الاتفاق، ستبقي واشنطن على رسوم جمركية قدرها 25% على واردات من الصين بحوالي 250 مليار دولار، وستخفض الرسوم على منتجات صينية أخرى بقيمة 120 مليار دولار إلى نحو 7.5%.
وقال نائب وزير المالية الصيني "لياو مين" أمس إن الصين والولايات المتحدة اتفقتا على نص المرحلة واحد من اتفاق التجارة.
قفزة النفط
وأولى المؤشرات على الاتفاق، كان قفزة في أسعار النفط التي ستستفيد من عودة العلاقات التجارية بين البلدين، ما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على النفط.
وسيتم توقيع الاتفاق في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني).
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.02 دولار بما يعادل 1.6 % ليتحدد سعر التسوية عند 65.22 دولار للبرميل، في حين زاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 89 سنتا أو 1.5% إلى 60.07 دولار.
وأغلق كلا الخامين عند أعلى مستوياته منذ 16 سبتمبر (أيلول)، مرتفعا أكثر بقليل من 1% على مدار الأسبوع، بحسب بيانات "رويترز".
باب مفتوح لعودة الرسوم
وتركت واشنطن الباب مفتوحاً لاحتمالية خرق بكين الاتفاق، حيث قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودل، "إن الولايات المتحدة قد تفرض رسوما جمركية على الصين إذا ظهرت أي نزاعات في تنفيذ اتفاق (المرحلة الأولى) الذي أعلنته الولايات المتحدة والصين في وقت سابق.
ومن ناحيته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس إن الولايات المتحدة ستستخدم الرسوم الجمركية المتبقية على البضائع المستوردة من الصين كأداة ضغط في التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق التجارة مع الصين.
وعلى عكس المتوقع، ارتفعت أسعار الذهب أمس، مع أن الاتفاق يفترض أن يبدد مخاوف المستثمرين ويحولهم نحو الأسهم والنفط. وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.55% إلى 1477.45 دولار للأوقية (الأونصة) في أواخر جلسة التداول، منهيا الأسبوع على مكاسب بأكثر من 1.2% ، وهو أفضل اسبوع من المكاسب في حوالي ثلاثة أشهر.
