Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير المالية اللبناني: نواجه صعوبات حقيقية في تمويل الدولة

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن "الوضع المالي خطير جداً"

فيما اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن "مؤتمر باريس الذي يحشد الدعم للبنان يُظهر أن المجتمع الدولي أكثر اهتماماً بالبلد من بعض اللبنانيين"، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن "الوضع المالي في لبنان خطير جداً"، وقال بومبيو "سنرى تشكيل الحكومة اللبنانية قبل الاستجابة لطلبات الدولة".

وأشار رئيس الدبلوماسية الأميركية إلى "أننا صنّفنا حزب الله منظمة إرهابية ونحن مستعدون لمساعدة الشعب اللبناني للتخلص من الوصاية الخارجية".

في الأثناء، خلصت المجموعة الدولية لدعم لبنان، خلال اجتماعها في العاصمة الفرنسية، الأرعاء 11 ديسمبر (كانون الأول)، أن "هناك حاجة ملحة لأن يتبنى لبنان حزمة إصلاحات اقتصادية مستدامة وشاملة وذات صدقية".

ودعت المجموعة السلطات اللبنانية إلى اعتماد ميزانية موثوقة للعام 2020 في غضون أسابيع من تشكيل الحكومة الجديدة.

وفي لبنان، كشف وزير المالية علي حسن خليل، وهو من الفريق السياسي لبري، فصرّح أن "عجز ميزانية 2019 سيكون أكبر بكثير مما كان متوقعاً، كاشفاً أن "هناك أرقاماً مقلقة للغاية بشأن انخفاض إيرادات الدولة". ولم يخف "أننا نواجه صعوبات حقيقية في تمويل الدولة ككل".

وفي امتداد لموجة الغضب التي انطلقت من طرابلس، بعد وفاة شخصين إثر سقوط سقف منزلهما، نظمت مسيرات سيارة في العاصمة اللبنانية بيروت، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، توجهت إلى بيوت وزراء ومسؤولين سابقين، وانتهت في محلة فردان، بعد تعرض المحتجين لاعتداءات من قبل القوى الأمنية.

وقال المحتجون إن العناصر الأمنية، التي اعتدت عليهم بالضرب وحطمت زجاج سياراتهم، تتبع لمقر إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، على الرغم من تأكيدهم في تصريحات إعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي أن موكبهم لم يكن قد وصل إليه بعد. وقد سجل سقوط عدد من الجرحى، الذين نقلوا إلى المستشفيات القريبة.

 

وفي سياق متصل، أصدرت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، قراراً قضى بتوقيف مديرة هيئة السير هدى سلوم، بناء على الإخبار المقدم من المحامي وديع عقل بجرائم الرشى والتزوير وهدر المال العام وإلاثراء غير المشروع وإلاخلال بالموجبات الوظيفية.

ورداً على ذلك، اعتبر النائب هادي حبيش، قصر العدل في بعبدا، "لا يحق للقاضية عون اخذ هذا القرار وهذا أمر عائد لوزارة الداخلية".

مقابل ذلك، دعي الى اعتصام أمام قصر عدل بعبدا تضامناً مع القاضية عون.

"اختصاصيون" لتلبية مطالب الشارع

على خط الموضوع الحكومي، يبدو أن رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري ما زال متمسّكاً بإنشاء "حكومة اختصاصيين تلبّي طموحات اللبنانيين وتقنع المجتمع الدولي بتقديم الدعم العاجل لمواجهة الأزمة"، وفق ما أوضحت مصادر مقرّبة منه لموقع "مستقبل ويب"، رداً على ما تداولته وسائل إعلام عن شروط يضعها الحريري ليتولّى تشكيل الحكومة الجديدة. وأضافت المصادر أنه "إذا كان هناك من يصرّ على حكومة تكنو- سياسية لمجرّد البقاء ضمن الحكومة، فهم مدعوون إلى تشكيل الحكومة من دون الحريري في أسرع وقت وبالشروط التي يرونها مناسبة للبنانيين ولمعالجة الأزمة".

كذلك أتى بيان كتلة المستقبل النيابية، عقب اجتماعها برئاسة النائب بهية الحريري في "بيت الوسط" (منزل الحريري في بيروت)، ليؤكّد رغبتها "في تشكيل حكومة اختصاصيين تحوز على الثقة المطلوبة محلياً وخارجياً لتتمكّن من التصدي للمشكلات الاقتصادية والمالية المتفاقمة". وأضافت الكتلة أنها ستواصل "المشاورات مع الحريري وعبره، لترجمة التوجّهات التي سبق له الإعلان عنها بشأن الوضع الحكومي، والسعي الدؤوب لمحاكاة المطالب الشعبية والمتغيرات التي شهدتها البلاد في الشهرين الأخيرين".

وسرت معلومات صحافية عن تمسّك رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية جبران باسيل بموقفه لجهة ارتباط مصيره بمصير الحريري في الشأن الحكومي، فإمّا يدخلان الحكومة سوياً أو يكونان خارجها سوياً. ومع صعوبة إيجاد شخص غير الحريري لترؤس مجلس الوزراء، عقب موقف دار الفتوى الذي رفض دعم المهندس سمير الخطيب لتولي هذا المنصب، يبدو أن تأليف الحكومة دخل مخاضاً قد يطول قبل إبصار النور.

وتردد معلومات أن الرئيس بري حمّل النائب سليم عون، خلال لقاء الأربعاء النيابي، رسالة إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تؤكّد أنه لن يرضى بغياب التيار الوطني الحر عن الحكومة".

قتيلان فاحتجاجات فاستقالات

وسط الأجواء السياسية الملبّدة، استفاق اللبنانيون على خبر وفاة الشاب عبد الرحمن الكاخية وشقيقته ريما من الجنسية السورية، إثر انهيار جزء من سقف المبنى القديم الذي يقطناه في حي الأندلس بمدينة الميناء في طرابلس. وأثارت الحادثة غضب عدد من الشبان في المدينة، فدخلوا إلى الباحة الخارجية لمبنى بلدية الميناء وأشعلوا النيران في حاويات النفايات وحطموا زجاج الباب الخارجي، واقتحموا من ثمّ المكتبة والقاعة الرئيسية وعبثوا بمحتوياتهما.

وإثر الضغط الشعبي، استقال ستة من أعضاء مجلس بلدية الميناء، هم هاشم الأيوبي ورامي الصايغ وعامر فيض الله ومايز مبيض ومارك قبرصية ‏وعاطف طبوش، متّهمين ‎رئيس البلدية بالـ"فساد وإهمال عمله" ومطالبين إياه بالاستقالة. وفي وقت لاحق، انضم عدد من أعضاء المجلس الآخرين إلى دعوة رئيس البلدية للاستقالة.

كما شهدت منطقة الميناء اشتباكاً بين القوى الأمنية وعدد من المحتجين الذين قطعوا المسارب والطرق المؤدية إلى مستديرة المرج بالإطارات المشتعلة، بعدما أطلق عناصر الجيش قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.

 

 

قطع طرقات وإطلاق موقوفين

وفي جونية، مركز قضاء كسروان (شمال بيروت)، قطع محتجون الطريق السريع مساءً رفضاً لتوقيف أربعة شبان صباحاً ورفض إخلاء سبيلهم قبل صباح الأربعاء. وفي التفاصيل، أوقفت وحدة من الجيش في منطقة صربا صباح الثلاثاء الشبان إيلي هيكل وجيلبير عسيلي وكارلوس زغيب وجاد بوناصر الدين، "لإقدامهم على إحراق الإطارات في المنطقة ومحاولة قطع الأوتوستراد"، وفق ما جاء في بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش. وبعد نقل الموقوفين من ثكنة صربا العسكرية إلى مخفر الدرك في سراي جونية، تجمّع محتجون وطالبوا بإطلاق سراح الشبان وقطعوا أوتستراد المنطقة، رفضاً لقرار القاضية غادة عون بتأجيل إطلاق سراحهم إلى الأربعاء. وعقب دخول نقيب المحامين ملحم خلف إلى جانب عدد من المحامين على خط الدفاع عن الموقوفين، أطلق سراح الشبان الأربعة قرابة الساعة الثامنة مساءً بقرار من مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات.

كما شهد عدد من المناطق تحركات احتجاجية وقطع للطرقات، من بينها عكار والبداوي وشكا شمالاً، وسعدنايل وتعلبايا بقاعاً، وصيدا جنوباً حيث نُصبت خيم أمام "مصرف لبنان" المركزي.

قادة الخليج: لتلبية التطلعات المشروعة للبنانيين

إلى ذلك، وفيما يترقّب المواطنون ما سينتج من اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان المقرّر في باريس الأربعاء 11 ديسمبر، دعا مجلس التعاون الخليجي اللبنانيين إلى التعامل بحكمة مع التطوّرات الأخيرة بطريقة تلبّي "التطلعات المشروعة" للشعب اللبناني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال قادة الخليج، في البيان الختامي لقمّة المجلس السنوية التي عقدت في الرياض الثلاثاء، إنّ مجلسهم حريص على "أمن لبنان واستقراره ووحدة أراضيه، وعلى انتمائه العربي واستقلال قراره السياسي، والوفاق بين مكونات شعبه الشقيق". كما أعربوا عن أملهم "في أن يستجيب اللبنانيون لنداء المصلحة العليا والتعامل الحكيم مع التحديات التي تواجه الدولة اللبنانية وبما يلبّي التطلعات المشروعة للشعب اللبناني".

من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في مؤتمر صحافي، إن "استقرار لبنان مهم جداً جداً للمملكة... والأهم أن يمضي الشعب اللبناني والنظام السياسي في طريق تضمن الاستقرار والاستقلالية".

وفي هذا السياق، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قائلاً، "قد يكون مؤتمر باريس آخر فرصة للبنان لوقف التراجع إن لم نقل الانهيار. ونذكّر في هذا المجال أن الشرط الأول لمؤتمر باريس هو الإصلاح ابتداءً من قطاع الكهرباء. وكان الحزب الاشتراكي طالب مراراً بإصلاح هذا القطاع قبل اندلاع الثورة مندداً بتجّار السفن وما وراء السفن في سعر المحروقات".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي