Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 الإثباتات "طاغية" باقتراف ترمب جرماً برأي الديمقراطيين 

يقول أحد الديمقراطيين عن الجمهوريين ’كل ما يفعلونه لا يمتّ للموضوع بصلة، وكلّه مجرّد استعراض لأنهم عاجزون عن معارضة الحقائق"

الطريق بات ممهدا لبدء إجراءات العزل في الكونغرس الأميركي (أ.ب) 

 مع بلوغ المراحل النهائية في التحقيق بمزاعم إساءة استخدام دونالد ترمب لمنصبه، قال الديمقراطيون إن الإثباتات المعروضة أمام اللجنة القضائية النيابية تمثّل دليلاً واضحاً على محاولته "الصارخة" تقديم مصالحه السياسية الخاصة على مصالح الولايات المتحدة.

وخلال جلسة طويلة تخللتها لحظات احتدام متكررة يوم الإثنين، إستدعى الديمقراطيون والجمهوريون محاميهم كي يقدّموا أفضل مرافعة ممكنة من ناحية الدفاع عن محاولة عزل الرئيس كما صدّها.  

وفيما سعى الديمقراطيون إلى إيصال حجّتهم إلى الشعب الأميركي، في أنّ الرئيس قد أساء توظيف موقعه الذي يعطيه نفوذاّ هائلاً من أجل إجبار أوكرانيا على التدخّل في انتخابات أميركية- وهي حجّة دعّموها بشهادات قوية- حاول الجمهوريون في المقابل أن يدافعوا عن الرئيس عبر تصوير التحقيق على أنّه عملية فوضوية لم تكشف سوى وجود تحيّز سياسيٍ ضدّ السيد ترمب.

"إن الإثباتات طاغية"، هذا ما قاله باري بيرك محامي الديمقراطيين في اللجنة القضائية قبل أن يردّد جملته مرة ثانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار السيد بيرك إلى أنّ الوقائع التي جمعتها لجنة الإستخبارات النيابية في الأسابيع الماضية لم "يجري دحضها" و"لا تقبل الجدل". وعرض السيد بيرك خلال مرافعته مقتطفات مصوّرة عن بعض الشهود الذين مثلوا أمام لجنة المساءلة الشهر الماضي.

كما استدعى الديمقراطيون المحامي الديمقراطي دانيال جولدمان الذي تولّى طرح الأسئلة على الشهود خلال جلسات الإستماع أمام لجنة الإستخبارات. وقال السيد جولدمان إنّ الرئيس لم يكتفِ بمحاولة تشويه انتخابات العام 2020 من خلال تصرفاته السابقة بل واصل محاولاته على الرغم من جلسات المساءلة. وإثباتاً لكلامه، أشار السيد جولدمان إلى تغريد السيد ترمب خلال عطلة نهاية الأسبوع أنّ محاميه الشخصي سيرفع تقريراً لوزارة العدل بشأن سلوك الديمقراطيين.

وقال السيد جولدمان "تشكّل محاولة السيد ترمب الحثيثة والمستمرّة لإجبار دولة خارجية على مساعدته في الغشّ كي يحقق فوزاً انتخابياً خطراً واضحاً ومستمراً على انتخاباتنا الحرة والعادلة وعلى أمننا القومي".

وقاطع الجمهوريون جلسات الإستماع عدة مرات مطالبين بتحقيق نيابي، فتصادموا عدة مرات مع رئيس اللجنة القضائية جيري نادلر. واستندت استراتيجيتهم بالتالي إلى الترويج لرواية تقول إن الديمقراطيين يخوضون حملة تشهير ضد السيد ترمب بدافع سياسي، أكثر مما استندت إلى دحض الوقائع المعروضة أمام المجلس النيابي –وهي وقائع تشير إلى قيادة السيد ترمب محاولة لاستغلال منصبه الرئاسي والحضّ على فتح تحقيق في أوكرانيا بحقّ جو بايدن لدوافع سياسية.

وردّ السيد ترمب من جهته على جلسات الإستماع بشكل عام عبر تويتر، معتبراً الديمقراطيين "عاراً" ومناشداً مناصريه أن "اقرؤوا السجلات" ومؤيداً رأي مقدم البرامج الحوارية المحافظ باك سكستون الذي نعت الديمقراطيين بالـ"المرضى النفسيين".

كما اعتبر المحامي الذي وظّفه الجمهوريون ستيفن كاستور أنّ "هذه العملية الظاملة تعكس مدى هوس الديمقراطيين بعزل الرئيس ترمب بكل الوسائل المتاحة"، في تعزيز للحُجّة القائلة بأنّ بعض الديمقراطيين تحدثوا عن خيار العزل بعد فترة قصيرة من تولّي السيد ترمب الحكم في العام  2017.

وأضاف السيد كاستور كذلك أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي تلقّى طلب السيد ترمب الشهير بإسدائه خدمة خلال اتصال هاتفي بتاريخ 25 يوليو (تموز) أسفر عن تقديم شكوى من مخبر مجهول كان يستمع إلى المحادثة، صرّح سابقاً عن عدم معرفته بتعليق المساعدة العسكرية الأميركية لبلاده التي تقدر بالملايين خلال الفترة التي تمّ فيها الإتصال الهاتفي.

وأصرّ السيد زيلينسكي كذلك أنّه لم يشعر بأي ضغط على الرغم من الشهادة التي أشارت إلى تحضيره للإعلان عن فتح تحقيق بحق آل بايدن على شبكة سي أن أن قبل أن يفرج عن المساعدات.

ولفت السيد كاستور أيضاً أنّ السيد ترمب كان يحاول ببساطة تطهير الفساد خلال اتصال 25 يوليو- وهو أمرٌ يعتبره الديمقراطيون غير صحيح نظراً لأنّ الرئيس لم يذكر حتى عبارة "فساد" خلال الإتصال ونظراً لزعم الشهود أنّ كلّ ما يهمّ السيد ترمب هو الإعلان عن التحقيق وليس تنفيذه.

وقال السيد كاستور "إن نسّق الرئيس ترمب بالفعل حملة ضغط لإجبار أوكرانيا على التحقيق بشأن نائب الرئيس السابق بايدن، لكانت أوكرانيا شعرت ببعض الضغط".

وقابل الديمقراطيون أساليب زملائهم الجمهوريين بالتجاهل إجمالاً، فاعتبر بعضهم، ومنهم ستيف كوهين من ولاية تينيسي أنّ هذه المحاولات نابعة من الشعور باليأس.

"أظنّه اليأس- لا يستطيعون أن يجادلوا ويعارضوا الوقائع لذلك جلّ ما يمكنهم فعله هو التشكيك في العملية والتشويش على الجلسات. هذا تصرّف طفولي- يجب أن نعاقب مات غيتز فنأمره بالإبتعاد لبعض الوقت كما نفعل مع الأطفال"، حسب تصريح السيد كوهين للاندبندنت في إشارة إلى عضو الكونجرس الموالي للرئيس الذي ربما اشتهر بردات فعله الاستعراضية إزاء التهجم على الرئيس.

(كان السيد غيتز من الأشخاص الذي قاطعوا الجلسات وانتقدوا الديمقراطيين بسبب عقدهم مؤتمرات صحفية. كما قاد سابقاً مسيرة لجذب الأنظار سعى من خلالها للدخول إلى جلسات مساءلة مغلقة وهو ما عرّض بعض عناصر الإجراءات الحساسة للخطر وفقاً لإدعاءات البعض).

وأشار السيد كوهين أنّ الجمهوريين ربما علموا مسبقاً بشأن المحتج مناصر نظريات المؤامرة- وهو مقدم برامج في موقع إنفو وورز- الذي طرد في بداية الجلسات "أظن الرجل الذي طُرد من هنا، على الأرجح أنهم علموا...لا أعتقد أنه تصرف بمفرده. أعتقد أنهم علموا بتصرفه".

وهاجم عضو الكونجرس تيد دويتش من فلوريدا كذلك النزعة الإستعراضية التي شابت دفاع الجمهوريين فقال "انظروا لما ألصقوه وراءهم- ألصقوا علبة حليب على لافتة خلفهم. عندما لا تساندك الوقائع ولا الدستور، تتجه نحو وسائل الإلهاء. هذا أسلوب غير ناجح ولم ينجح قطّ ولن ينجح أبداً في هذا المكان حيث تقدّم كل الإثباتات بطريقة مدروسة وشاملة".

في هذه الأثناء، صرّح الجمهوري مارك ميدوز إن الديمقراطيين هم من ينخرطون في ممارسة حزبية لا علاقة لها بالوقائع.
وقال السيد ميدوز "لا شكّ أنّها محاولة حزبية من أجل تقديم روايتهم ببساطة لذلك فأيّ تعليق على الوقائع يعتبر خارج السياق كلياً. هذا حدث منظّم من أجل التوصل إلى نتيجة مرجوّة وليس مهمّةَ تقصٍ للحقائق".

إختتم جزء كبير من مرحلة تقصّي الحقائق الشهر الماضي خلال مرحلة الشهادات التي شملت جلسات استماع علنية شارك فيها دبلوماسيون أميركيون بارزون ومسؤولون في السلك الدبلوماسي الخارجي. وشملت تلك الشهادات شهادة سفيرة الولايات المتحدة إلى أوكرانيا سابقاً ماري يوفانوفيتش والسفير الأميركي لدى الإتحاد الأوروبي جوردون سوندلاند والممثل الأميركي الخاص السابق للمفاوضات مع أوكرانيا كورت فولكر.

كما استُدعيت شخصيات أخرى للشهادة ومنها المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي فيونا هيل، والمسؤول في وزارة الخارجية جورج كنت، والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي ألكساندر فندمان.

وأشار الديمقراطيون إلى احتمال رفعهم طلب تصويت على بنود عزل الرئيس قبل عيد الميلاد. إن جرت الموافقة على طلبهم، ستوضع البنود أمام مجلس الشيوخ حيث من المحتمل ألا تحصد عدداً كافياً من الأصوات لعزل الرئيس.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات