Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السبيل إلى وقف "بريكست" وضمان مستقبل أفضل لبريطانيا

وصف البعض موقعي الإلكتروني عن نصائح التصويت بأنه معيب، لكن يجب معرفة أن الالتزام الأعمى بسياسة الحزب هو جزء من المسؤولية عن الفوضى التي نواجهها

بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب المحافظين، في حملته الانتخابية (غيتي)

 وعد السير ليندزي هويل عندما تم انتخابه رئيساً جديداً لمجلس النوّاب، بأن يترأس مجلساً للعموم يكون أكثر لطفاً ورقّة. وفي المناخ السائد الآن، أتساءل عمّا إذا كان هذا الطموح واقعياً تماما.

إنه مقياس للأوقات المكارثية التي نعيش، بحيث أننا نسمع أن مرشحين محتملين للانتخابات البرلمانية قد أخضعت حساباتهم على "تويتر" لما يشبه التحاليل الجنائية، لمعرفة ما يجب عليهم أن يقولوه خلال الاستفتاء على موضوع الاتحاد الأوروبي. ونتيجة لذلك، تم فعلاً وضع حدّ لعدد من المهن السياسية الكبيرة المحتملة قبل أن تبصر النور.

وأخشى أن يكون هناك خطر حقيقي سيتولى السير ليندزي قيادته بعد الانتهاء من الانتخابات، في مجلس مؤذٍ وناءٍ وضيّق الأفق، يلقي فيه النواب أخلاقهم عند بابه ويصبحون بدلاً من ذلك خانعين، إذ يُفترض بالسياسيّين أن يمثلونا في أفضل حالاتنا، وليس في أسوأها. وتزعجني للغاية رؤية كيف أن عدداً من البرلمانيّين الشرفاء الذين يعملون بجدّ، يتخلّون كلياً عن فكرة ممارسة السياسة، ومنهم بحق عدد من النساء اللواتي تنتظرهن مهن واعدة جدّا.

هذا الموقف البائس دفعني مرّة أخرى إلى إنشاء موقع إلكتروني مستقل للتصويت التكتيكي إسمه remainunited.com، له هدف واحد فقط هو منع الأغلبية التي يتمتع بها حزب "المحافظين" من تحويل بلدنا إلى مختبر هو أشبه بجزيرةٍ معزولة لتطبيق إيديولوجية قومية يمينية، ستؤدي حتماً إلى بلد أكثر انقساما، غير متسامح، مفتقر للعدالة وضعيف اقتصاديا.

أعلم أن هناك مَن ينتقدني أنا وفريقي، حتى أن "الاندبندنت" كانت بين هؤلاء الأسبوع الماضي. لكنني أعتقد حقاً أن لدينا أفضل منهجية ممكنة وخبراء محترمين وسجلاً حافلاً في الانتخابات الثلاثة الأخيرة: الانتخابات العامة 2015 و2017 وانتخابات الاتّحاد الأوروبي هذه السنة. المحلل الرئيسي لدينا هو خبير معروف في الخوارزميات والنماذج والبيانات، مع خبرةٍ تناهز 20 عاماً في هذا المجال، إضافة إلى أنه يعطي محاضرات في جامعة كمبريدج في مادتي الرياضيات والإحصاء.

نحن ندرك أن نية التصويت هي أكثر تقلباً ممّا نراه في العصر الحديث، وأنه لا يمكن لمنهجية التصويت التكتيكي أن تقدّم تاكيداتٍ عن النتائج بنسبة 100 في المئة، لكننا نستطيع أن نخفّف من الشذوذ الحاصل ونعالج عدداً من علل الاقتراع. وعلى الرغم من صعوبة تأمين الموارد والتمويل، فإن حجم بياناتنا ووسائل مقاربتنا لها، تسمح لنا بالتصرف والتفاعل في الوقت الفعلي، من خلال تقدير منحى الاتجاهات والأخبار. على سبيل المثال موضوع تنحّي حزب "بريكست" واتجاهات الناخبين في الدوائر الانتخابية وتعليقاتهم.

وبصفتي ناشطة مدى الحياة في مجال الدفاع عن الشفافية، فقد عقدتُ العزم على أن يكون محلّلونا المستقلون ومنظّمو استطلاعات الرأي منفتحين قدر الإمكان، وعلى هذا، فإن موقع Remain United هو الموقع الإلكتروني الوحيد للتصويت التكتيكي الذي ينشر ملفات البيانات الخاصة بنا. وإضافة إلى ذلك، كما نعتقد في المملكة المتحدة، نحن أيضاً الوحيدين الذين يقومون بتحليل "الانحدار متعدّد المستويات والمطابقة اللاحقة" MRP Analysis. وطلبنا إجراء الاقتراع عبر المملكة المتحدة بأكملها، بما فيها أيرلندا الشمالية.

هناك بالطبع أولئك الذين فقدوا الأمل إلى حدّ ما، لكن بالنسبة إلى هؤلاء، أود أن أقول إنه على امتداد عدد السكان في بريطانيا، لم يتخلّ الناس عن الأمل، بحيث تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن 51 في المئة  من ناخبي حزب "العمّال" و52 في المئة من ناخبي حزب "الديموقراطيين الأحرار" و37% من ناخبين حزب "الخضر " و46% من ناخبي "الحزب الوطني الاسكتلندي"، يخطّطون جميعهم للتصويت تكتيكياً في الثاني عشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

فلنكن واضحين بشأن ما هو على المحك. إن الشعارات المتكرّرة بلا نهاية ولا سيما: "دعونا ننفّذ الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي"، أو ذلك الذي أطلقه بوريس جونسون: "طبخة الصفقة أصبحت داخل الفرن"، التي ستضعها حكومته بالأحرى داخل الميكروويف بمجرد انطلاق أعمال البرلمان، ستؤدي إلى خروج طبق "بريكست" نصف مطهي، وتفتح الباب على مرحلة صعبة وشاقة في هذه القصة المؤسفة التي يُتوقّع أن تستمر سنواتٍ عدّة، إن لم تكن عقودا.

هذه الانتخابات الشتوية تطرح تحدّيات عندما يتعلق الأمر بالتصويت التكتيكي. وكما حدث دائما، يجب اعتماد المرونة.  فقد كان من الضروري بالنسبة إلينا في بعض الظروف، أن نختار مرشّحين مؤيّدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي من حزب "العمّال"، حتى لو كان موقف حزبهم غامضا. لكن يجب خوض معركة واحدة في وقت واحد. والهدف من ذلك يجب أن ينحصر في منع قيام حكومة أغلبية "محافظة". فوصول حكومةٍ ائتلافية تضم حزب "العمّال" وحزب "الديموقراطيين الأحرار" و"الحزب الوطني الاسكتلندي" يقدّم فرصة لإيجاد حلّ لمشكلة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من السنة 2020.

وفي المقابل، هناك بعض المرشّحين من حزب "المحافظين" من الذين يؤيّدون بقاء المملكة المتّحدة ضمن الاتحاد الأوروبي، وقد نُعجب بموقفهم، لكن لا يمكننا التوصية بانتخابهم بسبب التموضع الواضح الذي أتّخذه حزبهم.

يجب أن نفكر الآن خارج الإطار التقليدي، ونعترف بأن الالتزام الأعمى بسياسة الحزب هو في كثير من الأحيان السبب في الفوضى التي نشهدها. أعرف من خلال التجربة أن موقع التصويت التكتيكي المستقل حقاً قد لا يكسبكم أصدقاء، لكننا اليوم أمام انتخاباتٍ هي الأكثر أهمية منذ أربعينيّات القرن العشرين، ولا مكان أبداً فيها للمشاعر أو العاطفة. الشيء الوحيد الذي يهم هو الفوز. كل ما يهم هو المصلحة الوطنية، وأي شيء آخر هو انحراف والهاء.

جينا ميلر ناشطة في مجال الشفافية وسّيدة أعمال

© The Independent

المزيد من آراء