Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما سر الذقون البارزة في أوساط الأسر الملكية في أوروبا؟

يحدّد العلماء صلة كانت موضع شك بين هذه السمة وزواج الأقارب وذلك باستخدام لوحات من مقتنيات معارض فنية مشهورة

علامة التشوه ظاهرة على وجه خوان كارينو دي ميراندا، خاتم سلالة آل هابسبرغ (متحف كانستهيستوريشس النمساوي) 

قال علماء إن حالات زواج الأقارب التي حدثت على امتداد قرون من الزمن هي المسؤولة عن تشوه الوجه السائد بين أفراد العائلات الملكية الأوروبية، المعروف باسم ظاهرة "فك هابسبرغ".

تسبب هذه الحالة، المعروفة طبياً باسم الفَقَم، بروزَ الفك السفلي بشكل كبير، وقد أثّرت  من خلال التزاوج ضمن العائلة نفسها على  سلالة هابسبرغ من الملوك الإسبان والنمساويين وزوجاتهم، ممن حكموا مساحات شاسعة من أوروبا لأكثر من 200 سنة.

وفي حين أنه من المعروف أن هذه الاتجاهات الخطيرة من الناحية الوراثية قد أدت إلى زوال السلالة في نهاية المطاف، عندما عجز تشارلز الثاني، آخر ملوك هابسبرغ، عن إنجاب وريث نتيجة لذلك، لم تربط أي دراسات أبداً بين حالة تكوين الوجه المميز وبين زواج الأقارب.

وقال البروفيسور رومان فيلاس من جامعة سانتياغو دي كومبوستيلا، وهو  كبير الباحثين في الدراسة "كانت سلالة هابسبرغ إحدى الأسر الأكثر نفوذاً في أوروبا، ولكنها اشتهرت بزواج الأقارب، الذي كان سبباً في انهيارها في نهاية المطاف".

يذكر أن المتحدرين من آل هابسبرغ قد حكموا الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والنمسا، وإسبانيا حتى وفاة تشارلز الثاني الذي كان بلا وريث وعرف أيضاً بالـ "مَمْسوس"، ما أدى في عام 1701 إلى اندلاع حرب الخلافة الإسبانية التي استمرت 13 عاماً.

وقال البروفيسور فيلاس "نبيّن لأول مرة أن هناك علاقة واضحة وإيجابية بين زواج الأقارب وظهور فك هابسبرغ ... في حين أن دراستنا تستند إلى شخصيات تاريخية، إلا أن زواج الأقارب لا يزال شائعاً في بضعة المناطق وبين بعض الجماعات الدينية والعرقية، لذلك فإن التحقيق في آثاره مهم في يومنا هذا.. تُعد سلالة هابسبرغ بمثابة مختبر بشري بالنسبة للباحثين كي يفعلوا ذلك، لأن نسبة زواج الأقارب فيها مرتفعة للغاية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال الدراسة، التي نُشرت في "حَوليات علم الأحياء البشري" ، استعان الباحثون بعشرة جراحي وجه مختصين، استخدموا 66 لوحة لتشخيص الحالة لدى 15 من أعضاء سلالة هابسبرغ.

وبغض النظر عن الاختلافات في الأسلوب الفني، إلا أن اللوحات كانت تتميز بالواقعية في رسم الوجه الإنساني. وهي موجودة في عدد من أشهر المتاحف الفنية في العالم، بما في ذلك متحف تاريخ الفنون في فيينا ومتحف ديل برادو في مدريد.

وطُلب من الجراحين تشخيص 11 سمة لحالة بروز الفك السفلي، فضلاً عن 7 سمات لتراجع الفك العلوي، وكان أكثرها وضوحاً بروز الشفة السفلية وتدلي أرنبة الأنف.

وقيّم الجراحون درجة بروز الفك السفلي وتراجع الفك العلوي في كل فرد من أفراد عائلة هابسبرغ. وقد أظهرت ماري بيرغندي، التي انضمت إلى العائلة عن طريق الزواج عام 1477، أقلَّ درجة في حالتي الخلل الخلقي. وكانت حالة بروز الفك السفلي (فك هابسبرغ) الأشد وضوحاً لدى فيليب الرابع، الذي كان ملكاً لإسبانيا حتى عام 1665. وشُخّص تراجع الفك العلوي بأقصى درجاته لدى خمسة من أفراد الأسرة، بمن فيهم الملك تشارلز الثاني.

وفي سياق الكشف عن  وجود علاقة بين الحالتين، تكهن الباحثون بأنهما تشتركان بالأساس الجيني. وجرى كذلك حساب مدى انتشار زواج الأقارب في شجرة عائلة  ممتدة على نطاق واسع، وشمل ذلك أكثر من 6000 فرد ينتمون إلى أكثر من 20 جيل.

واكتشف الباحثون علاقة قوية بين درجة القرابة بين الزوجين ودرجة بروز الفك السفلي، أو الفقم. كما أن علاقة تراجع الفك العلوي كانت إيجابية أيضاً، لكنها كانت ذات دلالة إحصائية فحسب في اثنتين من السمات السبع التي شُخصّت.

لا يزال سبب العلاقة بين زواج الأقارب وتشوه الوجه غيرَ واضح، لكن مؤلفي الدراسة يشيرون إلى أن التزاوج بين الأقارب يزيد من فرصة وراثة الأبناء أشكالاً جينية متطابقة من كلا الوالدين.

ويقلل هذا من الكفاءة الجينية للشخص، مما يعني أنه ينبغي اعتبار "فك هابسبرغ" حالة تراجعية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة