هي ما يجعل الأشجار تتلألأ خلال موسم الأعياد، وتضفي على نوافذنا وهجاً من الفرح والترحيب وتغمر شوارعنا بروح الميلاد.
أضواء عيد الميلاد... قد تبدو عادية في بعض مدن العالم إلا أن لندن تأخذها على محمل الجد، وخصوصاً في الفترة التي تسبق العيد، فتضاء الشوارع والساحات الواحدة تلو الأخرى، بتقنيات مبهرة تميّز هذا الموسم وتغيّر الأجواء في "مدينة الضباب".
مشهد الزينة في لندن يعود لسنوات طويلة إذ تتميز هذه المدينة بطريقة احتفالها بالأعياد، ويضاف إلى ذلك إضاءة الشوارع في وقت مبكر ما يجعلك تنخرط بالأجواء الاحتفالية ويمنح الزوار وأهالي المدينة فرصة الاستمتاع بها لفترة أطول.
ويعدّ الذهاب لمشاهدة أضواء الميلاد قيد التشغيل أو العرض، من النشاطات "اللندنية" الأكثر ترفيهاً خلال فترة الأعياد، يشارك ويستمتع بها جميع أفراد العائلة. وغالباً ما تكون الموسيقى العنصر المرافق لتشغيل الإضاءة والزينة.
وإلى جانب الشوارع المتلألأة والأجواء الاحتفالية تكثر في لندن المتاجر التي تعطي زائرها مئات الخيارات لاختيار هدايا العيد.
كما تشتهر المدينة منذ أكثر من 50 عاماً بشاشات العرض المبتكرة خلال موسم الميلاد، وهو تقليد انطلق من شارع ريجنت في العام 1954، عندما رتب التجار والشركات المحلية لتنظيم العرض، وأرادوا حينها أن يظهروا للعالم بأن لندن ما زالت تحتفل بالأعياد بعد الحرب رغم الحزن المنتشر – في حينها - بجميع أنحاء أوروبا. واتخذت شاشات العرض هذه شكل بالونات الهواء الساخن في عرض شارع ريجنت في العام 1957.
أما في الخمسينيات والستينيات، فامتد التقليد إلى شوارع أخرى، وتم في العام 1959 عرض شاشة في أوكسفورد ستريت، وبسرعة، نمت الأضواء لتصبح جزءًا أساسيًا من الاحتفالات بلندن.
ولكن مع حلول أوائل سبعينيات القرن الماضي، وازدياد الضغوط الاقتصادية على تجار التجزئة والمجالس المحلية - إلى جانب التعتيم على الرأي العام – غابت أضواء عيد الميلاد عن لندن إلى حد كبير لسنوات عديدة عادت من بعدها إلى تقاليدها الطبيعية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، بمبادرة من رابطات التجار المحليين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واليوم، في منطقة وسط لندن الشهيرة، يضاء كل شارع وساحة، ومن ضمن احتفالات هذا العام صممت شركة "جيمس غلانسي" بالشراكة مع"ذا كراون ايستايت" أضواء عيد الميلاد في شارع ريجنت، ومنحوتات ثلاثية الأبعاد صنعت يدوياً في لندن باستخدام التقنيات المتطورة.
ومن أبرز ما يميز لندن مشاركة المشاهير سنوياً في الاحتفالات المزدحمة، لإضاءة الشوارع والزينة ومن بين الأسماء التي شاركت في السابق كايلي مينوغ (ريجنت ستريت 1989 وأكسفورد ستريت 2015)، وسبايس جيرلز (أوكسفورد ستريت 1996) ، وهيلين ميرين (بوند ستريت 1998). وشاركت في العام الماضي جينيفر ساوندرز وكريج ديفيد وهولي ويلوغبي.
على مر السنين، تنافست المتاجر الكبرى على مستوى العالم لجذب المتسوقين من خلال شاشات عرض خارجية براقة، فمنذ العام 1935 لعبت أشجار الميلاد المتمركزة بين الأعمدة في سيلفريدجز بلندن دورها في هذا الشأن وهو ما تقوم به اليوم آلاف الأضواء الساطعة في هارودز وهامليز بعد حوالي 70 عامًا.
شجرة عيد الميلاد كانت محور العديد من شاشات العرض، ومنذ عام 1947، كانت شجرة الصنوبر في ميدان "ترافلجار سكوير" في لندن هدية من شعب النرويج تقديراً لدعم بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
قد يكون هذا المزيج من التسوق والسياحة والعلامات التجارية الفاخرة والفن والابتكار والمشاهير والصور الفوتوغرافية هو القادر على جمعنا لبضعة أشهر ضمن أجواء احتفالية كل عام. ويمكننا على الأقل أن نكون متأكدين من أن عيد الميلاد في ويست إند في لندن سيكون دائمًا ساحراً.