Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السوريون ينتظرون الساعات المقبلة... فهل تحمل حلولاً حاسمة أم ستعقّد العلاقة بين الحلفاء؟

يرجح محللون أمنيون أن معركة إدلب إن وقعت على مضض تركي، فستكون بمشاركة الجيش السوري ودعم وإسناد القوات الجوية الروسية

اللقاء الأخير الذي جمع الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في سوتشي عام 2017 (رويترز)

تنتظر سوريا ومعها دول عربية وغربية عدة ما ستؤول إليه تطورات الساعات المقبلة، والتي ستشهد عقد اجتماعات عدة بين الدول الكبرى المعنية بالأزمة السورية، ما بين روسيا وتركيا وإيران من جهة، والولايات المتحدة الأميركية ودول غربية من جهة أخرى. فإلى جانب مؤتمر وارسو، الذي سيجمع قيادات أكثر من 60 دولة في بولندا، والقمة العربية الغربية التي ستجمع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية المقررة في 24 و25 من فبراير (شباط) الحالي، سيجتمع الرؤساء المعنيون مباشرة بالأزمة السورية مرة جديدة في مدينة سوتشي الروسية. وفي الرابع عشر من فبراير الحالي، سيجتمع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني في سوتشي، لمناقشة أبرز ملفات الأزمة السورية، بمستجداتها السياسية والميدانية. وأبرز هذه الملفات، تشكيل اللجنة الدستورية لصوغ دستور سوري جديد، بعدما وافقت أنقرة على التشكيلة الجديدة التي قدمتها موسكو، وحسم مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأميركية من شرق الفرات، ومعها حكماً حسم موضوع إقامة منطقة منزوعة السلاح شمال البلاد.

معركة إدلب على طاولة الرؤساء الثلاثة

كذلك ستحضر المعركة في مدينة إدلب على طاولة الرؤساء الثلاثة، باعتبار أنها المدينة الأخيرة التي لا تزال في قبضة المعارضة، وهي كانت شهدت في الأيام الماضية توسع سيطرة هيئة تحرير الشام على مساحات واسعة منها من يد فصائل الجيش الحر. هذا اللقاء الذي يوصف بالدقيق في توقيته ومضمونه، خصوصاً أنه يأتي قبل أسابيع قليلة على إكمال انسحاب القوات الأميركية من سوريا، سيضع علاقات الحلفاء في الأزمة السورية قيد الاختبار في أكثر من اتجاه، وهو على الرغم من الأهمية الكبيرة التي يحظى بها، إلا أنه لن يحسم بالضرورة الملفات الكبرى. روسيا من جهة تصرّ على إطلاق عملية عسكرية في إدلب، وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أعلن في 8 فبراير الحالي عن عملية عسكرية محتملة في المحافظة، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بوجود محميات للإرهاب ويجب القضاء عليها. لكن تركيا، والتي ترى موسكو أنها فشلت في تحقيق التعهّدات التي قطعتها بسحب الأسلحة الثقيلة للجماعات الإرهابية وتحديداً جبهة النصرة، ترفض حصول أي معركة في المنطقة، وهي شدّدت أكثر من مرة على أن الاستفزازات التي تجري في إدلب من جانب مجموعات متشددة لا يمكن اعتبارها ذريعة لشن عملية عسكرية شاملة عليها.

تركيا...والمنطقة الآمنة؟

والواضح أن تركيا، التي تصرّ على إدارة جبهة الشمال وحيدة، لن تحصل على مرادها، أي المنطقة الآمنة، إن لم تنهِ وجود المجموعات المسلحة، بينما لا يزال تنظيم داعش يسيطر على كيلومترات قليلة جداً من البلاد. وهنا يرجّح محللون أمنيون أن معركة إدلب، إن وقعت على مضض تركي، فهي ستكون بمشاركة الجيش السوري ودعم وإسناد القوات الجوية الروسية. من جهة أخرى، قالتها إسرائيل صراحة، وفي أكثر من تصريح لقياداتها، إنها ستستمر باستهداف القوات الإيرانية الموجودة في سوريا، بينما تسعى روسيا إلى الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع تل أبيب، فهل سينجح بوتين بإقناع روحاني بأي تغييرات ميدانية على الأرض السورية؟ أم سينجح الرئيس الروسي بإقناع إسرائيل بوقف التصعيد؟ قد يكون من الصعب تنفيذ أيّ من المقترحين.

المزيد من العالم العربي