واختتم المرشحون الخمسة للانتخابات الرئاسية المقررة الخميس المقبل تجمعاتهم الشعبية الأحد، اليوم الأخير من الفترة القانونية للحملة الانتخابية، بانتظار إجراءات تنفذها وزارة الداخلية وتقضي بوقف شامل لنقل البضائع وحركة سكك الحديد بين الولايات وإغلاق أسواق الجملة.
وعاد غالبية المرشحين الخمسة إلى العاصمة، التي اختاروها كآخر محطة بعد عشرات الجولات التي أجروها في المحافظات الداخلية. وعقد المرشحان عبد المجيد تبون وعلي بن فليس تجمّعَيْن شعبيَيْن في العاصمة، فيما تحدث المرشح عبد العزيز بلعيد في مؤتمر صحافي بفندق "الجزائر".
في المقابل، اختار المرشحان عبد القادر بن قرينة وعز الدين ميهوبي، مسقط رأسيهما لختام الحملة. فزار الأول محافظة ورقلة في الجنوب الشرقي، بينما حلّ الثاني في محافظة المسيلة شرق العاصمة، قبل أن ينسحب المرشحون الخمسة عن المشهد العام إلى غاية تصويتهم، كل في المركز المسجل فيه صباح الخميس 12 ديسمبر الحالي.
وبدخول الحملة الانتخابية يومها الأخير، شهدت نقاط إدارية عدّة (بلديات ودوائر)، تجمعات متفرقة للعشرات من رافضي الانتخابات الرئاسية، ولاحظت "اندبندنت عربية" تجمعاً لعشرات أمام بلدية بن عكنون في أعالي العاصمة، رافعين شعارات تهتف ضد المسار الانتخابي، وتكرّر المشهد في محافظتيْ بجاية وتيزي وزو.
ويختار رافضو انتخابات الرئاسة تلك المكاتب الإدارية على أساس أنها تحتضن عناصر سلطة الانتخابات، ويعول ناشطو الحراك على توسيع "دائرة الغضب" حتى يوم الخميس، في مقابل توسيع الخطة الأمنية التي تقودها وزارة الداخلية بشكل ترجمه الحضور الكبير لقوات الأمن قبالة المراكز الإدارية المكلفة تحضير الانتخابات.
بالتزامن، واصلت "كونفديرالية النقابات المنتجة"، دعواتها إلى إضراب وطني بدءاً من الأحد، وقال الناطق باسمها محمد مسلتي إن "خمس ولايات استجابت بنسبة 100 في المئة وشُلّ النشاط التجاري والقطاعي فيها منذ الصباح"، فيما "تباينت النسب بين ولاية وأخرى مثل سطيف وبرج بوعريريج حيث سُجّلت نسبة 65 في المئة. كما شهدت العاصمة شللاً جزئياً في بعض المحلات، بخاصة في الضواحي". وختم مسلتي بالقول "مطالبنا من الإضراب واضحة وهي إلغاء الانتخابات الرئاسية".
لكن جولةً قادت مراسل "اندبندنت عربية" إلى بعض أحياء العاصمة، مكّنت من ملاحظة نشاط تجاري عادي للمحلات والقطاعات الحكومية، فيما قال شهود من محافظات بجاية وتيزي وزو البويرة (منطقة القبائل) إن الإضراب التجاري كان شبه شامل، عدا عن ذلك، لم تكن هناك استجابة تُذكر في بقية المحافظات وفضّلت وزارة التجارة تبعاً لهذه المعطيات التزام الصمت.
في هذه الأثناء، اتهم رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح الأحد، من مقر قيادة القوات البرية بعين النعجة في العاصمة "عدو الأمس وأذنابه بأنهم لم يتقبلوا أبداً بلوغ بلادنا عتبة الاستقلال الحقيقي بكل معانيه. والصراع الحقيقي يدور اليوم بين الشعب الجزائري المسنود بالجيش وبين خدّام الاستعمار من العصابة وأذنابها".
مشادات في الخارج
ومع دخول الجزائر مرحلة الصمت الانتخابي، أكدت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات التزامها أمام الشعب والمرشحين أن "حقوقهم وأصواتهم لن تُمَسّ" وأن "السلطة منذ إنشائها في 15 سبتمبر (أيلول) 2019، تسير بخطى ثابتة في اتجاه تجسيد إرادة الشعب وتطبيق شعارات الهبّة الشعبية باتجاه التغيير منذ 22 فبراير (شباط)، وهو ما عاهدت عليه الشعب والشهداء والوطن في القسم على كتاب الله". وأضاف البيان "واليوم نجدد العهد بما أقسمنا عليه والالتزام أمام الشعب، ونحن في نهاية الحملة الانتخابية التي تُوِّجت بالأمس بحدث تاريخي يُعتبر الأول من نوعه في المسار الانتخابي للدولة الجزائرية، من خلال المناظرة الحضارية بين المرشحين للرئاسة في استحقاق 12 ديسمبر 2019".
وذكرت السلطة أنه "منذ انطلاق هذه العملية الدستورية التي ستخرج بلادنا إلى ما كان يصبو إليه الحراك الجزائري، وهو انتخاب رئيس للجمهورية من الشعب وبمصداقية في كنف الحرية والديمقراطية والشفافية، وهو ما تعمل السلطة المستقلة على إنجازه وتحقيقه حرفياً وميدانياً".
في هذا الإطار، حذرت السلطة "كل مَن يعمل على المس بإرادة الشعب أو حتى يفكر بذلك. إنها صفحة مضت ونحن أمام صفحة مشرقة مبشرة بمستقبل لا مكان للتزوير وسلب إرادة الشعب فيها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
السجن لسلال وأويحي