Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة المناخ تشرّد 20 مليون نسمة سنوياً

يعيش 80% من المهجّرين في آسيا كما تتضرّر النساء أكثر من الرجال جرّاء الفيضانات والأعاصير

قد تتفوق البيئة على النزاعات في دفع المدنيين إلى الهجرة في العقود المقبلة في غياب عمل دولي جامع لحماية البيئة (غيتي) 

وجدت دراسة أجرتها منظمة أوكسفام الخيرية أنّ الكوارث الطبيعية كالفيضانات والأعاصير والحرائق الناتجة عن الأزمة المناخية دفعت بملايين الأشخاص إلى مغادرة منازلهم سنوياً على مدى عقدٍ من الزمن.

ويفيد تقرير حديث للمنظمة الخيرية أنّ هذه الكوارث أجبرت أكثر من 20 مليون نسمة سنوياً على الهرب أي ما يعادل شخصاً واحداً كلّ ثانيتين. ويقول إنّ المناخ شكّل السبب الأكبر لإجبار الأشخاص على مغادرة منازلهم، حتى أنه تفوق على الحرب في التسبب بتشريد الناس.

وتكشف الدراسة التي عاينت كيفية تحوّل الأشخاص إلى لاجئين داخل بلدانهم الأمّ جرّاء الكوارث المناخية بين العام 2008 والعام الماضي، أنّ العدد المسجّل لحالات الطوارىء المناخية على امتداد العقد الأخير ارتفع خمسة أضعاف.

وتشير إلى أنّ " الكوارث التي سبّبتها الطبيعة  مثلت العامل الأول في الهجرة الداخلية خلال العقد الأخير، والذي أجبر حوالي 20 مليون نسمة سنوياً على ترك منازلهم." وتقول إن الملايين اضطروا للرحيل جرّاء الجفاف وارتفاع مستويات مياه البحار وغيرها من الكوارث "البطيئة الظهور" التي يسببها المناخ بينما لا يزال أشخاص كثيرون مجبرين على الهجرة.

ويحذّر التقرير من أنّه "في حين أنّ لا أحد محصّن، فإن البلدان المهددة أكثر من غيرها ترزح بغالبيّتها تحت وطأة فقرٍ مدقع.. ويعيش 80% من الذين هُجّروا خلال العقد الأخير في آسيا، التي تضمّ أكثر من ثلث سكّان العالم الأكثر فقراً."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يُذكر أنّ النساء أكثر تأثراً بالفيضانات والعواصف من الرجال لأنّهن في الكثير من مناطق العالم لا يتعلّمن السباحة ولا يستطعن مغادرة المنزل من دون وصيّ أمرهنّ. ووجدت الدراسة أنّ "النساء هنّ على الأغلب آخر من يغادر المنزل إذ يجعل الطقس المتقلّب أو القاسي من الصعب على العائلات أن تحصل على الطعام ويحتّم على النساء البقاء في المنزل للاعتناء بالأولاد والأقرباء المرضى أو المتقدمين في السن، بينما يغادر أفراد الأسرة الذكور بحثاً عن الرزق في مكانٍ آخر."

وتشكّل الجزر الصغيرة، حيث تقوم دول نامية مثل كوبا وتوفالو، سبعة من أصل الدول العشر التي تواجه الخطر الأكبر لتفاقم الهجرة الداخلية جرّاء الطقس القاسي، ويكون سكّانها  عرضة 150 مرّة أكثر من أقرانهم في أوروبا للتهجير بفعل تلك الكوارث.

وتضيف الدراسة أنّ "البلدان الممتدة من الصومال إلى غواتيمالا تشهد ارتفاعاً في أعداد الأشخاص المهجّرين بسبب النزاع والأزمة المناخية." وتُظهر الأرقام أنّ عدد الكوارث المناخية التي تجبر السكّان سنوياً على الهروب من منازلهم قد تضاعفت ثلاث مرات بين العام 2016 والعام الماضي، إذ قفزت من 527 إلى 1518 شخصاً.

ويرتكز التقرير الذي يحمل عنوان "مغادرة المنزل القسرية" على بياناتٍ صادرة عن "مركز رصد النزوح الداخلي" ومن المقرر مناقشة هذه المسألة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المزمع عقده في مدريد هذا الأسبوع.

وندّدت أوكسفام بـ "التقدم البطيء" الذي أحرزه المجتمع الدولي في إطار توفير أموال جديدة لمساعدة الدول الفقيرة على استعادة عافيتها من الخسائر والأضرار الناتجة عن حالات المناخ الطارئة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة