Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد مروره باكتئاب حاد... طالب مصري ينتحر من أعلى برج القاهرة

النائب العام يحقق في تسريب فيديو الواقعة... وتساؤلات عن أسباب تنامي معدلات الانتحار

الطالب الجامعي المنتحر  (مواقع التواصل الاجتماعي)

يتصاعد الجدل في الشارع المصري على وقع إقدام شاب عشريني على الانتحار من أعلى "برج القاهرة"، ليسقط على الأرض جثة هامدة في وقت متأخر من مساء السبت، مخلفاً حالة من الجدل والتساؤلات في الأوساط المصرية المختلفة، لكنها بقيت تساؤلات من دون أجوبة.

ما بين متعاطف مع الشاب المنتحر ومستنكر للحادث، انغمرت منصات التواصل الاجتماعي في مصر بردود فعل متباينة، وتصدَّر هاشتاغ "برج القاهرة" موقع "تويتر" لليوم التالي على التوالي. وتباعاً تطوَّر المشهد بعد أن تم تسريب مقطع فيديو (تعتذر اندبندنت عربية عن عدم نشره) التقطته كاميرات المراقبة أظهر لحظة إلقاء الشاب لنفسه من أعلى البرج، وهو ما دفع النائب العام المصري إلى فتح تحقيق لمعرفة المسؤول عن التسريب.

ماذا حدث؟

مساء السبت، شهدت منطقة الزمالك في العاصمة المصرية القاهرة، قصة مأساوية حيث انتحر طالب جامعي بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة الشهير ليسقط جثة هامدة، وسط ذهولِ مَنْ تصادف وجودهم في الطابق الأخير.

وبدأت القصة عندما تلقى قسم شرطة قصر النيل بلاغاً من العاملين في برج القاهرة يفيد بانتحار شاب مصري بإلقاء نفسه من أعلى البرج، الذي يعد أحد أشهر معالم القاهرة، ويبلغ ارتفاعه 187 متراً، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية إلى موقع الحادث، حيث تبين أن الشاب يدعى نادر محمد جميل، طالب في كلية الهندسة بجامعة حلوان، وأنه كان برفقة صديق له لحظة الانتحار.

وبحسب أقوال العاملين في البرج، صعد الشاب إلى الطابق الأخير برفقه صديقه، ثم فاجأ الجميع بالقفز من أعلى البرج، ليسقط جثة هامدة على الفور، وبعد معاينة جثة المتوفى، اتضح وجود كسور في أنحاء متفرقة من جسده ونزيف داخلي أودى بحياته، وأمرت النيابة بتشريح الجثة، فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف غموض الواقعة.

وتحفظت النيابة العامة على صديق المتوفى، كما استجوبت عائلته لمعرفة ملابسات الحادث، وبحسب ما نقلت تقارير محلية، فإن صديق "نادر"، أوضح خلال التحقيقات، أن الشاب المنتحر يعاني أزمة نفسية حادة، وأنه ذهب معه للتنزه لمحاوله إخراجه من حالته، إلا أن نادر غافله وألقى بنفسه من البرج ليضع حداً لحياته.

كذلك خضعت أسرة الشاب المنتحر لاستجواب مماثل من قبل النيابة العامة، ذهبت فيه أقوال الأسرة إلى أن الشاب كان يمر بأزمة نفسية دفعته إلى التخلص من حياته.

في غضون ذلك، وبعد أن سُرِّب فيديو للواقعة، أمر النائب العام المصري حمادة الصاوي، بإجراء تحقيقات موسعة في واقعة نشر جزء من تسجيلات كاميرات المراقبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تفاعل واسع

في هذه الأثناء، زخمت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل تباينت قراءتها للواقعة بين متعاطف ومستنكر، متسائلين عن أسباب زيادة حالات الانتحار في مصر خلال الآونة الأخيرة، لاسيما في أوساط الشباب، كما تصدَّر هاشتاغ "برج القاهرة" قائمة الأعلى تداولاً في مصر.

أحد مرتادي "تويتر"، ويُدعى أبو سليم، كتب قائلاً، "منظرٌ يُحزن، معظمنا بعد عن دينه"، متابعاً، "ما حدث ليس بجديد ولن يكون الأخير الذي نشهده"، فيما تساءل مُدوِّن آخر عن "دور الدولة في مواجهة الظاهرة المرعبة التي انتشرت في الشارع المصري، ودور أطباء النفس والاجتماع".

ولم يقتصر تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على المواطنين العاديين، حيث أبدى ممثلون تفاعلهم مع الحادثة، وكتب الفنان أحمد السقا على صفحته بموقع "تويتر"، "يا رب احفظنا من كل شر ومن كل مراحل الاكتئاب ومن الحزن"، بينما دعا الفنان محمود البزاوي إلى حذف فيديو انتحار الشاب لعدم التشجيع على الفكرة على حد تعبيره، قائلاً، "ربنا يرحمه ويغفر له ويخفف عن أي أحد يمر بأزمه نفسية"، داعياً إلى أن نستمع إلى بعضنا البعض ونخفف عن بعضنا، وننتبه إلى أن هناك أموراً بسيطة يمكن أن تُفرح أحداً وأخرى قد تسبب لهم الضيق.

 

 

ليست الحادثة الأولى

خلال السنوات الأخيرة تزايدت حالات الانتحار في مصر بين صفوف الشباب والكبار، ولم يقتصر الأمر على طبقة اجتماعية بعينها، ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، ذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية بشأن ظاهرة الانتحار حول العالم، أن شخصاً واحداً ينتحر كل 40 ثانية، ليصل العدد، طبقا للتقرير، إلى 800 ألف شخص سنوياً، وأن مصر تصدَّرت قائمة البلدان العربية من حيث أعداد المنتحرين لعام 2016، حيث شهدت 3799 حالة انتحار.

وبحسب التقرير ذاته، تفوقت مصر على الدول العربية، حيث شهدت 3799 حالة انتحار في عام 2016، وتجاوز عدد الرجال المنتحرين أعداد النساء المنتحرات (3095 مقابل 704)، وحل السودان الثاني عربياً بـ3205 حالة انتحار، ثم اليمن ثالثاً بـ 2335 منتحراً.

ووفق تقرير آخر، للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، فإن هناك تزايداً ملحوظاً في عدد حالات الانتحار في عام 2019، فمنذ يناير (كانون الثاني) وحتى بداية أغسطس (آب) سُجِّل أكثر من 150 حالة انتحار أغلبها لشباب في الفئة العمرية ما بين 20 و35 عاماً، ولا توجد في مصر إحصائيات رسمية منشورة بشأن عدد حالات أو محاولات الانتحار.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي