Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نحت الصخور" فن إبداعي يعكس الموروث الفني والثقافي للجزيرة العربية

فن تاريخي قام على تجسيد الطبيعة عبر المحاكاة ووظفه الإنسان القديم للكتابة وحفظ المعلومات منذ أكثر من أربعة آلاف عام، حمل التاريخ فيه رموزا وحكايات ونقل الحديث ووثق الطقوس والموروثات والعادات إنه نحت الصخر والنقش عليه.

في الدوادمي إحدى محافظات العاصمة السعودية الرياض احتفظ المكان بـ "ورشات" للنقش على الحجر تشهد على التاريخ وتحفظ الأثر ويشتغل عليها حرفيون يتشبثون بمهنة الأجداد ويعملون على حفظها وصيانة أسرارها وتوريث مهارات فنها للأجيال توسع فيه النحاتون بأعمالهم لتشمل أشكالا واستخدامات مبتكرة تصور سلسلة من الموروثات الفنية والثقافية تعبر عن تماسك وتعاضد عبر الأجيال.

علي الطخيس  63 عاما "نحات تقليدي شهير يحترف النقش على الحجر" إمتهن حرفة ضاربة في القدم وإبداع عابر للتاريخ والمجال زين وجهات المواقع التاريخية، وأعطى رونقا خاصا للمدن الحيوية وللبيوت والقصور الفاخرة.

يقول التشكيلي السعودي عن حرفة النحت والنقش في الحجر إنها "فن عريق وشفرة للإنسانية تختزن حضارات العصور، وبرغم أنه عمل شاق لكنه ممتع يحفر في الصخر ليصنع الجمال في المدارات والفضاءات وعلى الأسوار يختزل نقوش ورسومات تحفظ تراثا ثقافيا تأصل في تاريخ الجزيرة العربية".

الحفاظ على التراث وحضارة التاريخ

بالرغم من تفرده وبراعته في فن "نحت الحجر" لكنه يعتبر أعماله نجاحا لمورث تاريخي وثقافي جسده على نقش حجري ليبرز ابداعاته الفنية وانتمائه لتراب بلاده ويصف الطحيس علاقته بأحجار الدوادمي "بدأت منذ ما يزيد عن أربعين عاما تطورت بها مهاراته في انتقاء الحجارة ومعرفة الأماكن التي تتواجد بها على ما بها من اختلافات في الأشكال والألوان والملمس وهو ما يثري أعماله الإبداعية ويمدها بقدرة إضافية على التعبير. ويقضي الفنان الكثير من الوقت لكي يتمكن من من نحت وتشكيل حجارة كبيرة تخدم فكرة معينة في ذهنه ثم يبدأ بتنفيذها لترضي غاية المتلقي الجمالية".

ويرى بأن "نحت الكتل الحجرية والحفر في أصلب الصخور ليس بالأمر الهين ولكنه يستطع تحمل الجهد لإيصال فكرته من خلال عمله الفني للمتلقي الذي بات يعرف لمساته الفنية الساحرة التي تعيد بعثرة الحجارة وتشكيل مشاهد فنية جديدة لمنحوتاته".

وتتجلى إبداعات علي في منحوتات فنية متعددة تسهم كلها في الحفاظ على التراث وحضارة التاريخ متخذا من النحت والنقش على الحجر أو الرسم الجداري أو عمل الأشكال الصخرية سبيلا لذلك.

وعن طبيعة الصخور التي ينحت عليها يوضح أنه بشكل عام يفضل النحت على كافة الصخور ولكنه يفضل الرخام بأنواعها الرسوبية والمتحولة والنارية، كما يسعى هذا النحات إلى تنشيط ذاكرة الجيل الجديد من التشكيليين بتقديم دورات في فن النحت والنقش والمشاركات التشجيعية في المعارض المحلية والخارجية إلى جانب أساتذة وفنانين يمتلكون خبرات واسعة ليعمل كل حسب تقنياته الخاصة.

المزيد من منوعات