Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير جديد يوصي بإعطاء الانسان أولوية على الربح في النظام الرأسمالي

يقول خبير إن نمط تملّك الشركات "المتطرف" في المملكة المتحدة قد يعيق وجود قيادة واضحة وهادفة تراعي المجتمع

الحي المالي في كناري وارف (غيتي)

قال خبراء إنه على الشركات أن تسعى إلى معالجة مشاكل المجتمع وأن تعطي حاجات الكوكب أولوية على جني الربح.

عرضت الأكاديمية البريطانية في تقرير جديد لها موضوع تشكيل نوع جديد من الشركات "الهادفة" التي يولي مدراؤها المسائل الإجتماعية أهمية أكبر من دفع المال للمساهمين في الشركة.

واعتبر التقرير أنّه على المدراء أن يأخذوا بعين الاعتبار بانتظام المجتمعات التي يعملون فيها والعمال في سلسلة التوريد التابعة لهم وإن لم يوظفوهم بطريقة مباشرة، وليس فقط حين يصبّ ذلك في مصلحة مساهميهم، كما ينصّ قانون المملكة المتحدة حالياً.

واعتبر أحد كبار الباحثين لصحيفة ""اندبندنت أنّ نمط استملاك الشركات "المتطرف" في بريطانيا لا يتيح المجال لتحقيق هذه الأهداف ويترك الشركات عرضة لمحاولات الاستحواذ عليها.

وقال كولين ماير، وهو الرئيس الأكاديمي للمشروع من جامعة أكسفورد، إن "ما يميّز بريطانيا عن معظم الدول هو أنه فيما يكثر المستثمرون المؤسسيون في معظم البلدان، فإلى جانب هؤلاء المستثمرين هناك أشخاص يملكون هنا أيضاً حصصاً من الأسهم في الشركات.. والنسبة التي تملكها المؤسسات ضئيلة جداً. وغالباً ما تعود حصّة الأسهم الكبيرة إلى إحدى العائلات. وتكمن أهمية مالكي هذه الحصص في أنّهم مستثمرون قادرون على التأثير على توجّه المؤسسات".

وأضاف "لكن أصحاب حصص الأسهم الارتكازية  هؤلاء غير موجودين في بريطانيا حيث تستطيع أي جهة أن تأتي فتشتري الأسهم وتستولي على الشركة  ثم تحاول أن تغيّر سياستها. وهذا هو شكل ’ سوق السيطرة‘ المتطرف في بريطانيا".

ويشكّل مارك زوكربرغ من فيسبوك مثالاً على أصحاب الحصص الكبيرة النافذين، على حدً تعبير البروفيسور ماير. والمثال الآخر هو عائلة والنبرغ في السويد صاحبة الاستثمارات في أريكسون وإيليكترولوكس وغيرها من المجموعات الكبرى.

ويعتبر تقرير الأكاديمية البريطانية الذي يحمل عنوان" مستقبل الشركات المساهمة: قواعد لقطاع عمل هادف" أنه على المشرّعين حثّ رؤساء الشركات على زيادة الإهتمام وإجبار المساهمين على دعم الهدف المعلن للشركات.

وخلُص التقرير الصادر عن الأكاديمية الوطنية البريطانية للعلوم الإجتماعية والإنسانية إلى وجوب تحوّل  المسؤولية الاجتماعية للشركات من طابع هامشي في الإقتصاد إلى جزء أساسي فيه.

وقال البروفسور ماير لـ "اندبندنت " إن "العاملين في الشركات هذه الأيام يشكّلون جزءاً من سلسلة طويلة جداً تبدأ بالمورّدين وتنتهي بالشركات. فالعديد من شركات الطعام والشراب مثلاً تنتج المواد الخام كالكاكاو والبنّ وغيرها التي تستخدمها شركات الطعام والشراب.. وغالباً ما تتمثل المسؤولية الاجتماعية للشركات في قيامها بشيء جيد على الهامش، وليس كجزءٍ أساسي من عملها. فقد تنظّم بعض النشاطات الخيرية مثلاً".  

وتابع "ما نتحدث عنه هو ضرورة تركّز جزء أساسي من العمل على معالجة المشاكل" في قطاعات العمل والمجتمع والعالم الطبيعي، ولا سيما في موضوع تغيّر المناخ.

ويقول التقرير إنّ الأكاديمية البريطانية لا تطالب بإنهاء الربحيّة لكنها تتمنى أن تنجح في "منع الشركات من الاستفادة من الحاق الأذى بآخرين". ويضيف "يجب أن يصبح هذا الهدف المؤسسي الجديد علّة وجود الشركات المساهمة ونقطة انطلاقها. بالتالي، يجب أن يصبح الربح من ثمار أهدف الشركة وعملها وليس هدفها الأول والأوحد".

© The Independent

المزيد من اقتصاد