Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سرور" مبادرة ثقافية سعودية لإثراء القراءة والنقاش المعرفي

لقيت استحسانا من الزائرين الذين يمرون يوميا على رفوف هذه المكتبات الصغيرة في المقاهي

مبادرة سرور تمنح القارئ غوص في المعني وبحث عن الجدوى (سارة الصليبي)

تبدو المبادرة للوهلة الأولي فكرة تعيد بريق المقاهي الثقافية للواجهة، وهي فريدة من نوعها تتوجه نحو الهدف مباشرة وتتيح لرواد المقاهي قراءة الكتاب خلال وقت شرب القهوة وهذه فلسفة المبادرة الشبابية في السعودية "سرور" وبرغم عدم مرور زمن طويل على انشائها، لقيت هذه المبادرة الصغيرة استحسانا من عدد كبير من الزائرين الذين يمرون يوميا على رفوف هذه المكتبات الصغيرة في المقاهي.

وإذا كان السرور يسعد ويتغلغل في النفس البشرية وفي الذاكرة فمبادرة "سرور" تغلغل في الآراء والاقتباسات والروايات وتمنح القارئ غوص في المعني وبحث عن الجدوى، واقتسام للرؤى والتصورات، ففي أحد مقاهي مدينة الخبر شرقي السعودية اجتمعت عشرات الشابات في مبادرة ثقافية تقوم فكرتها على جمع الكتب المستعملة من المثقفين وهواة القراءة وإعادة عرضها في مقاهي المدينة بشكل مجاني في إطار مبادرة لتشجيع القراءة والنقاش الثقافي والمعرفي.  

نشر الوعي الثقافي

تقول صاحبة المبادرة سارة الصليبي " أنشأت مشروعا تقوم فكرته على افتتاح مكتبات أو نقاط لعرض وتسويق الكتب والقراءة في الأماكن العامة بهدف نشر الوعي الثقافي، ودعم القراءة والكتاب" وعن مواصفات اختيار المقهى لعرض رفوف مكتبة القراءة تقول " إننا نختار مقهى يحرص على توفير فضاء ملائما، ويقبل مبدأ عرض المكتبة بالمجان".

وتضيف سارة مؤسسة "سرور" التي تقوم بتنظيم وتأطير مجموعة من الفعاليات الثقافية والأدبية برفقة شابات أخريات أنها هي وفريقها من خلال هذه المبادرة يوجهن رسالة لرواد المقهى مفادها أن ارتياد المقاهي يمكن أن يكون نافعا إذا ما اقترن بهدف مشيرة أن سرور القراءة تتيح اللقاء بأناس لديهم قابلية للنقاش الثقافي وتمنحهم فرص إدارة الحوار بين أنماط التفكير المختلفة أثناء الجلوس في المقهى.

وتستقبل المشاركات في هذه المبادرة زوار المقهى بحفاوة وابتسامة، يعرفن بأنفسهن وتخصصاتهن واهتماماتهن، ويبسطن بين أيديهن ملخصا لكل كتاب وفكرة موجزة عن محاور النقاش الثقافي ينعقد اللقاء الثقافي مرة كل أسبوعين في صفة دورية في مقاهي بمدينتي الخبر والدمام.

وتمتلئ زوايا المقهى وجدرانه بالكتب التي يتحلق حولها شبان وفتيات يقرؤون ويتناقشون في جلسات مفتوحة ينضم إليها بعض الكتاب والمثقفين أحيانا، مما جعله مقصدا للعديد من هواة القراءة والمطالعة يقول مدير المقهى عادل محمد إن " هذا المكان تحول إلى ما يشبه المركز الثقافي الذي يحتضن مشاريع شبابية شملت مجالات عدة منها العلوم والفكر والأدب والفن لتشجيع القراءة وخلق فرص للتبادل المعرفي، وهو أمر أصبح يلاقي أصبح يلاقي أصداء إيجابية وتفاعلا كبيرا بين زوار المقهى".

 

 

غير بعيد عن نقاط المكتبات الصغيرة في المقاهي مبادرة أخرى للهدف ذاته أعادت ربط أواصر العلاقة بين الطلاب والكتاب فتجتذب هذه المقاهي شبانا من أعمار مختلفة ولا سيما من طلبة الجامعات الذين شجعتهم المبادرة على تبادل الكتب الجامعية بينهم بهدف توفير مصادر تعليمية وتقليل الكلفة المالية لفترة الدراسة الجامعية، ويعرب الكثير من رواد المقاهي عن أملهم في استمرار هذه المبادرة الثقافية خاصة أنها تستقطب مزيدا من عشاق القراءة وتشهد نجاحا عاما تلو آخر.

ونجحت المبادرة بنشر المعرفة وإعادة الاعتبار إلي الكتاب بعد غزو القراءة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، في عالم طغي فيه النسق الرقمي والالكتروني على جميع تفاصيل فضاءات الحياة العامة.

 

 

المزيد من منوعات